أظن إن المواطن العراقي صار اذكى مما يتوقعه السياسيين والمديرين لوضعه حالياً فبين من يحرق صناديق الأصوات وبين من يشكك بصحة نسب الإنتخابات وبين من يحذر من حرب أهلية ومن يبحث عن التحالفات المرضية لنفسه للوصول لكرسي السلطة يدرك المواطن جيداً إنه الضحية الوحيدة! يترقب من يحمل له ولو بصيص أمل ويغمض عينيه ألماً لحجم خيبته.
دماء مهدورة
وبكمٍ من الألم نرى إن هناك من صار يستخدم أرواح الابرياء مستنداً ليبرز به خوفه على العراق وصحة اكاذيبه وتحذيراته الواهية ففي مدينة الصدر تهد المنازل على اهلها ويخالط الدم الأبنية ثم يقوم من فعل فعلته بتفجير آخر في اسواق ديالى ليأجج بذلك نار الحرب الاهلية، وبينما مجلس البرلمان والرئاسة لم يفصحوا عن إسم مرشحهم القادم تتوالى قرابين الأرواح في عراق يتخذ فيه الخراب طريقاً للإصلاح.
العراق على ابواب الجفاف!
وإن نالوا من الأموات لم ينسوا ان يبقوا الأحياء على قيد الموت فمن المحزن أن العراق بلد المياه العذبة بلاد بين الرافدين وبينما السياسيين مشغولين بنتائج الانتخابات يقيم الآخرين السدود على دجلة وينتهزون الفرصة الذهبية فيجدون الوقت انسب ما يمكن لهم، وكل ما حصل عليه العراقيين البسطاء نصيحة من احد السياسين "املئوا خزاناتكم لوقت الحاجة" وآخر يصرح "اللوم ليس على تركيا بل على شحة الأمطار" فيدرك حينها العراقي حجم الاستهزاء بوعيه ويقنع نفسه إنه ذكي فقط لأنه اكتشف إنهم يظنون انه ساذج!.
ارتفاع منتوج النفط وشحة فرص العمل!
تتناقل وسائل الإعلام انباء مفرحة من الجنوب لواقع النفط والغاز ونشاط الموانئ العراقية وعودة الناقلة "بغداد" الى العمل بعد غياب ثلاثين عاما بواقع حمل عدد كبير من البراميل، فنكتشف أن العراق قابل للإزدهار وتجارته قابلة للنمو واقتصاده يمكن ان يرتفع وبأبسط الحلول ولكن عليك ان تتذكر أن فرص العمل فيه تتضاءل بحجة ميزانيته الهابطة! فأين تذهب تلك العائدات؟! لا احد يعلم! في الوقت الذي يعتبر فيه النفط نبض الحياة للبلاد ناهيك عن الثروات الأخرى نرى أن المسؤولين يملأ الحزن معالم وجوههم كرباً لما سيؤول اليه وضع العراق ولكن منهم او منه؟! الله اعلم.
مظاهرات وقمع لحرية الرأي
اعتاد العراقيين أن يقضوا شهر رمضان بأسوء ظروف يمكن ان تمر بها البلاد خلال عام كامل، ولكن هذا العام زيدت الجرعة لهم بواقع انخفاض كبير لساعات الكهرباء في أجواء حرارة لاذعة وعطش آثم لطلابنا بناة المستقبل! وحين أراد الشعب أن يعبر عن رأيه إنقاد البعض الى الحبس بجريمة التعبير عن الرأي وعاد الآخرين ليقضوا ليلتهم في ظلام دامس دون كهرباء شاكرين ربهم أنهم في بيتهم وليس في السجن!.
فمن أودى بالوضع الى هكذا مهالك؛ نحن أم المسؤولين، فإلى متى نقبع في ترع الصمت ونراقب من بعيد كأننا لسنا في العراق! "أدركوا حقيقة إنكم شئتم أم أبيتم فأنتم في العراق وعوائد كل أفعالكم عليكم.. كما يمكنكم ان تكونوا جزءا من الإصلاح بل كله".
اضافةتعليق
التعليقات