في الصداقة هل من الصحيح أن يكون الحب مفرطاً، وفي الخصومة هل من الصواب أن يكون البغض زائداً عن حد الاعتدال؟، بلا تردد إن الاعتدال في الأمور هو الاسلوب الأفضل وكما تقول الحكمة الشهيرة (خير الأمور أوسطها).
ومن الأمور العامة في الحياة حب الاصدقاء وودهم والذي يجب أن يكون عميقا وصميماً وغير مفرطا نفس الوقت، وتسأل إذا كانت الصداقة قائمة على الحب، والميل العاطفي فما الحكمة في أن هذا الحب وهذه العاطفة يجب أن يكونا خارجين عن حد الاعتدال والتوازن؟.
وتكون الاجابة كالتالي: مع وجود الصداقة يحتمل أن يكون هناك تباغض أو افتراق، فإذا ما أفرط المرء في حب صديقه فقد يحدث أن ينفصل هذا الأخير عن الأول وبالتالي ينصدم الأول بشيء لم يتوقعه، إما إذا اعتدل الصديق في حبه لصديقه فإنه بذلك يضع في حسابه أن صديقه ولسبب ما قد يبغضه.
الأمر الاخر أن الحب المفرط قد يتحول إلى حب اعمى وإذا ما تحول إلى ذلك فإن الصديق يتعامل مع صديقه وكأنه قديس، فلا ينصحه ولا يبين له اخطاءه، وهذا خلاف الصداقة الحقيقية.
إن الاعتدال في الحب والتوازن العاطفي يجعل الانسان معتدلاً في بغضه أيضا، الأمر الذي يساعد على تخصيص مساحة احتياطية من الحب تجاه البغيض من أجل أن تعود المياه إلى مجاريها واستمرار الصداقة في يوم من الأيام، وفي هذه المعاني يقول الامام علي ((أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وابغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما)).
القاعدة الثانية: اغتنام فرصة إقبال الناس، فعلى سبيل المثال قد تغيب البلابل عن منطقة ما في فصل الشتاء ولكنها مع إطلالة الربيع تبدأ بالخروج أو الاقبال فتملأ الاجواء تغريداً والحاناً.
ومع ادراك هذه الحقيقة فما الذي يفعله الصيادون من أجل الصيد؟ انهم ينتهزون فرصة موسم الطيور واقبالها فيتناولون أفخخهم وحبائلهم ويتوجهون شطر الاماكن الخصبة للصيد فيكون صيدهم سميناً، وهكذا الحال بالنسبة للناس فهم يشبهون الطيور إلى حد ما في اقبالهم وادبارهم فإذا ما أقبل عليك انسان أهل للمصادقة فالجدير بك أن تغتنم فرصة اقباله عليك دون تردد في ذلك فتصطاده كما يصطاد الصياد، وحال اقبال الناس عليك ضع في اعتبارك أن الشيطان قد يأتي اليك ويهمس في اذنك قائلاً انك لست بحاجة إلى اصدقاء فأنت غني عنهم فاحذر كيد الشيطان أو قد تقول في نفسك أن الناس يقبلون علي، ويرغبون في مصادقتي ولكني لا أرغب في مصادقتهم وهذا خلاف المبادئ الحقيقية للصداقة التي تدعو الانسان الى التواضع واغتنام فرصة اقبال الناس والاكثار من الاخوان والأصدقاء وفي هذه المعاني يقول الامام علي: (زهدك في راغب فيك نقصان حظ، ورغبتك في زاهد فيك ذل نفس).
اضافةتعليق
التعليقات