من منا لا يحب أن يكون في أفضل حال ويديم عليه النعم؟
من منا لم يشعر بتلك اللحظات الجميلة التي من فرط جمالها نتمنى أن نضغط زر التوقف حتى يتوقف كل شيء ونبقى في هذه الحالة إلى الأبد، من منا لم يشعر بذلك الدفئ الذي يعيد الحياة إلى عروق القلب الفاقد طعم الحياة!.
بالتأكيد كل منا لديه لحظاته الجميلة التي يتمنى أن تدوم إلى الأبد، يتمنى أن يزيد الوقت ويزيد ويحصل على المزيد..
ولكن فكرة الخوف من الزوال تخدش هالة الطمأنينة وتجعلنا في كابوس مرعب وتضيق علينا العيش بسلام والاستمتاع باللحظات الرائعة، فكرة الخوف من التغيير من فقد هذه اللحظات الجميلة وفقد من كان السبب في انشاء هذه الذكريات.
هناك قاعدة أساسية في نجاح جميع علاقاتنا، سر توفيق البعض وجمال لحظاتنا وهذا بالضبط ما يغير مفهوم العلاقات من شخص إلى آخر، وما يضيف النكهة الخاصة إلى حياة البعض دون غيرهم.
فقد نقف حيارى أمام بعض العلاقات من شدة تمسكهم ببعضهم البعض وفي الطرف الآخر نجد من يترك شريكه أو صديقه عندما يمر بأول أزمة بداية المنعطف، السر يكمن في تمسك الإنسان بالله سبحانه وتعالى وما يقدمه له حيث تكون سكناته وحركاته وعلاقاته ومايملك لله سبحانه وتعالى وفي الله وإلى الله.
قال الامام الجواد (عليه السلام):
الناس إخوان فمن كانت إخوته في غير ذات الله, فهي عداوة*١
هنا ندرك سبب هلاك المجتمع، سبب بؤسهم وتخلفهم (بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) يا ترى ماهي غاياتنا في تكوين العلاقات؟
الشهرة، المال، الوجاهة، أسباب دنيوية الخلاص من بعض الصفات ومعايير المجتمع الخاطئة، أم هناك سبب جوهري حب خالص لوجه الله سبحانه وتعالى؟
لنعرف أن كل شيء يكون في غير ذات الله فهو سام وغير باق، فربما نشعر بأنها جميلة في بادئ الأمر ولكن بمرور الزمن نكتشف أنها عداوة، كما قال مولانا الجواد عليه السلام: الأخوة في غير ذات الله عداوة. فمن يكون بعيدا عن الله يبعدك أيضا عن الله فمن يكون متنمراً متمرداً يجعلك مثله تماما (فالمرء على دين خليله).
ففي جميع الحالات ومع جميع التنازلات ومهما كانت المسميات سوف ينتهي المطاف إلى الخذلان وإلى عداوة لأن أساس العلاقة هشة وفاسدة بينما إذا كانت العلاقة لله سبحانه وتعالى رغم جميع الاحتياجات ووجود المشاكل سوف يشاهد البركة في العلاقة لأن الانتماء لله جل وعلا.
فإذا كنا نرغب بعلاقة جميلة طويلة المدى وخالدة يجب أن نجعل لها ضوابط كي نضمن نقاءها واستمراريتها وبين حين وآخر نراجع أنفسنا ونرى أين نحن وماذا نريد ومن نريد ولم نريد؟
إذا كانت الاجابة (لله) سبحانه وتعالى فلا خوف، لأن الله سبحانه وتعالى مدبر الأمور وهو أقرب إلينا من حبل الوريد، حتى وإن كانت نيتك صافية لله وأحدهم جرحك وخرج من حياتك فلا تيأس فلديه مفاجئة أكبر لك إنه الرحمن الرحيم ولسوف يعطيك ربك فترضى.
اضافةتعليق
التعليقات