• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

اغتصاب الأراضي وتهديم القبور: ثقافة متوارثة من الحقد

ضمياء العوادي / الأثنين 07 نيسان 2025 / حقوق / 561
شارك الموضوع :

هذه القبور لم تكن مجرد معالم حجرية، بل كانت شواهد على تاريخ الإسلام، ومقامات لأئمة بذلوا حياتهم في سبيل الدين

عندما نتأمل في التاريخ الحديث، تتجلى أمام أعيننا مظاهر متعددة لحالة الحقد الممنهج الذي مارسته بعض القوى ضد رموز الدين والهوية، سواء على مستوى الأفراد أو الأرض أو حتى المقدسات، ولعله من أبرز هذه الصور المشؤومة ما حدث لأئمة البقيع (عليهم السلام)، حيث تم تهديم قبورهم على يد السلطة الوهابية في عام 1344هـ، تحت مبررات ظاهرها ديني وباطنها حقد دفين على رموز مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، هذه الحادثة لم تكن مجرد اعتداء على أحجار، بل محاولة لمسح هوية وتاريخ وشعور ملايين الشيعة الذين يرتبطون وجدانياً بالأئمة الأطهار.

وما جرى في البقيع هو صورة مصغرة لنهج خطير يتجاوز الجغرافيا، ويعيد إنتاج ذاته بأشكال متعددة، أبرزها ما نراه في فلسطين من اغتصاب للأرض وطمس للهوية، فكما تم تهديم القبور في المدينة المنورة بهدف اجتثاث أثر آل البيت، يتم في فلسطين اليوم تهويد المقدسات وتهجير السكان الأصليين ومحو المعالم الإسلامية والمسيحية في القدس، في محاولة لتغيير الطابع التاريخي والديني لهذه الأرض.

إن تهديم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام) لم يكن مجرد عمل تخريبي عابر أو قرار ديني كما يحاول البعض تصويره، بل هو تعبير صارخ عن ثقافة حاقدة متجذرة، هدفها طمس التاريخ وتدمير رموز الهوية الإسلامية التي تمثل الامتداد الروحي والفكري لرسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ففي عام 1344هـ، أقدمت السلطة الوهابية المدعومة حينها من الاستعمار البريطاني على جريمة هدم قبور أئمة البقيع في المدينة المنورة، وهم الإمام الحسن المجتبى، والإمام زين العابدين، والإمام محمد الباقر، والإمام جعفر الصادق (عليهم السلام). هذه القبور لم تكن مجرد معالم حجرية، بل كانت شواهد على تاريخ الإسلام، ومقامات لأئمة بذلوا حياتهم في سبيل الدين والحق.

هذه الجريمة، التي تم تمريرها باسم "التوحيد"، ما هي إلا محاولة لإلغاء تاريخ مدرسة أهل البيت وإقصاء رموزها من ذاكرة الأمة. وقد تكررت هذه المنهجية في أكثر من موضع، حتى أصبحت ثقافة راسخة لدى بعض الأنظمة والتيارات، تقوم على إلغاء الآخر وشيطنته، حتى لو كان ذلك الآخر من نسل النبي الأكرم نفسه.

وإذا تأملنا في القضية الفلسطينية، نرى نفس العقلية تتكرر ولكن هذه المرة من قبل الكيان الصهيوني. فاحتلال فلسطين لم يكن فقط سرقة أرض، بل سرقة هوية وتاريخ وحضارة بأكملها. تم تهجير السكان، وهُدمت القرى، واستُبدلت الأسماء، وتم تهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية، وعلى رأسها القدس الشريف والمسجد الأقصى. العقلية الصهيونية، تماماً كالعقلية التي هدمت البقيع، لا تقبل بالتعدد ولا بالحق التاريخي، بل تنطلق من حقد عميق وإرادة لفرض واقع قسري عبر القوة والدعم الغربي.

والذي يربط بين جريمة البقيع ومأساة فلسطين يجدها ليست محض مصادفة، بل هو قراءة واعية لمسار تاريخي ممتد من الظلم والتشويه ومحاولات الاجتثاث، فمن يهدم القبور اليوم، لن يتردد غداً في هدم المساجد والبيوت، ومن يزوّر التاريخ في المدينة، سيفعل ذات الشيء في القدس.

وعليه، فإن إحياء ذكرى تهديم البقيع يجب أن يكون بوابة لرفع مستوى الوعي والربط بين قضايا الأمة، فالمعركة واحدة، والعدو بأقنعته المتعددة يسعى دائماً لاغتيال الذاكرة ودفن الهوية. وحده الوعي، والموقف المبدئي، قادر على التصدي لهذه الثقافة الحاقدة المتوارثة.

اهل البيت
الظلم
الشيعة
الدين
التاريخ
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    يوم الشاي العالمي: رفيق الدروب والأوقات

    هل فقدت الأسرة سلطتها التربوية أمام التكنولوجيا؟

    للحوامل.. كيف تساعد الأفوكادو في صحة الجنين؟

    طموح الذات واحتياجات الأبناء، أيهما أهم؟

    حين يُولد القلب في ساحة حرب

    بسكويت من الشوكولاتة الداكنة قد يساعد على فقدان الوزن

    آخر القراءات

    الاحتواء ومعناه العميق عند السيدة الزهراء

    النشر : الخميس 12 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الغيرة بين زملاء العمل.. عقدة نفسية أم طبيعة بشرية؟!

    النشر : السبت 12 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    خيمات التحرير.. عطاء متواصل

    النشر : السبت 30 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    خيط بين الصراحة والوقاحة

    النشر : الأثنين 24 حزيران 2019
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    السيدة الزهراء.. شمس العلم والمعرفة

    النشر : الخميس 31 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    تعرف إلى بكتيريا العين المفيدة

    النشر : الأثنين 01 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3786 مشاهدات

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    • 324 مشاهدات

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    • 316 مشاهدات

    رجاء صادق

    • 315 مشاهدات

    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف

    • 312 مشاهدات

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن

    • 309 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3786 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1353 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1333 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1204 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 887 مشاهدات

    الحسد في كلام الإمام الصادق

    • 850 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    يوم الشاي العالمي: رفيق الدروب والأوقات
    • منذ 22 ساعة
    هل فقدت الأسرة سلطتها التربوية أمام التكنولوجيا؟
    • منذ 22 ساعة
    للحوامل.. كيف تساعد الأفوكادو في صحة الجنين؟
    • منذ 22 ساعة
    طموح الذات واحتياجات الأبناء، أيهما أهم؟
    • الأربعاء 21 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة