• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

حمل الرسالة: اختبار الروح ومفخرة الوجود

سجى عبد الامير الركابي / الخميس 28 تشرين الثاني 2024 / حقوق / 639
شارك الموضوع :

أن تحمل رسالة يعني أن ترى ما لا يراه الآخرون، أن تشعر بثقلٍ يسكن داخلك دون أن تبوح به

الرسالة، في جوهرها، ليست مجرد كلمات أو هدف عابر، بل هي ميثاق خفي بين الروح والكون. هي شرفٌ يُحمل في الصدر كجمرةٍ لا تنطفئ، ونورٌ يضيء طريقًا قد يتسع بالرجاء أو يضيق بثقل التحديات. أن تحمل رسالة يعني أن تُخاطب العالم بلغته الصامتة، أن تستسلم لهمسٍ كُتب عليك، فتغدو جزءًا من نسيجٍ أعظم، تُسيّرك قوةٌ خفيةٌ نحو هدفٍ لا يراه إلا أولئك الذين فتحوا أعينهم على أسرار الوجود.

الرسالة ليست هدية تُمنح لكل عابرٍ في هذه الحياة؛ بل هي اختبار لأصحاب النفوس الصافية، أولئك الذين يتوهجون رغم الغبار الذي يحيط بهم. هي عبءٌ يُلقى على الأرواح القوية، يُطهرها بألم التحدي، ويصهرها لتصبح أكثر نقاءً وصلابة. ومن يحمل الرسالة، لا يملك رفاهية التراجع، فهو كمن وضع قدمه على طريق لا رجعة فيه، طريق تتناثر عليه الشكوك، وتتراقص على جانبيه الأشواك، ومع ذلك، يستمر، يقوده إيمانه الخفيّ بأن رسالته تستحق الثمن.

كم من مرة يجد حامل الرسالة نفسه في مواجهة نفسه؟ في صراعٍ صامت بين ما يريد وما عليه، بين ما يختاره بإرادته وما تفرضه عليه الرسالة. في عمق كل خطوة، يتردد الصدى القائل: "لا سبيل للتراجع". وكأن الطريق الذي يسلكه قد خُتم بقدرٍ لا رجعة فيه. ورغم الألم والشكوك التي ترافقه، يستمر، لأن الرسالة ليست مجرد اختيار، بل نداءٌ خُلق له منذ الأزل.

أن تحمل رسالة يعني أن ترى ما لا يراه الآخرون، أن تشعر بثقلٍ يسكن داخلك دون أن تبوح به. هي تجربة فريدة، تتجاوز المعاني السطحية للألم والسعادة. تتجاوز كل شيء لتصبح كيانًا مُستقلًا، كيانًا يعيش وينبض داخل حامل الرسالة. هو فخرٌ لا يُشترى، ونعمةٌ لا تُمنح إلا لمن قُدر له أن يخوض في أعماق الحياة.

في هذه الرحلة، يختبر الإنسان حدود قوته، يُعيد اكتشاف نفسه، ويقف على حافة العظمة والانكسار في ذات الوقت. فالرسالة ليست نورًا دائمًا؛ بل هي نارٌ تعصف به أحيانًا، تُذكّره أن الطريق ليس مفروشًا بالورود، وأن العظمة تتطلب من يحملها صبرًا يتخطى المألوف، وعزيمةً تتجاوز الماديات.

وحين يقف حامل الرسالة في نهاية الرحلة، ويلتفت إلى الوراء، لا يرى سوى الرماد الذي خلّفه حريق المعاناة والتحديات. لكنه يرى أيضًا النور الذي أضاء دربه، يرى الصورة الكبرى التي عاشها، تلك اللحظات التي صنعت من عبء الرسالة كيانًا شامخًا، يقف في مواجهة العالم وقد صُقل بنيران الرحلة، ممتنًا لهذا الحمل الذي منحه معنىً عميقًا وخلّد أثره في مسار لا ينتهي.

الانسان
الايمان
المجتمع
الشخصية
الفكر
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الانتصار على النفس: أعظم انتصار يمكن أن تحققه

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    أعد ترتيب فوضاك الداخلية: خطوات صغيرة لتغيير كبير

    الزنك.. معدن أساسي لصحة الإنسان ونموه السليم

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    أسباب الارتباك

    آخر القراءات

    انسان بلا مبادئ.. ساعة بلا عقارب

    النشر : الأثنين 10 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    عادات ماقبل النوم لبعض الناجحين في العالم

    النشر : الأربعاء 01 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    هُتكت حرمة الدار ما إن رحلت يا رسول الله!

    النشر : السبت 04 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    الأسلحة البيولوجية.. حرب نووية صامتة

    النشر : الأثنين 28 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    العيش مع الحموات.. لعنة أم رحمة؟

    النشر : الخميس 09 كانون الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    ظاهرة رمي الأطفال الرضّع.. أسبابها وتداعياتها

    النشر : الأربعاء 05 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 45 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 534 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 457 مشاهدات

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    • 419 مشاهدات

    من الوحي إلى الدرس: كيف صنع الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمة بالعلم؟

    • 414 مشاهدات

    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ

    • 402 مشاهدات

    أصحاب الامام الحسين.. أنموذج لصداقة لا يفنى ذكرها

    • 360 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1439 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1378 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1255 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1099 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1061 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1049 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الانتصار على النفس: أعظم انتصار يمكن أن تحققه
    • منذ 14 ساعة
    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟
    • منذ 14 ساعة
    أعد ترتيب فوضاك الداخلية: خطوات صغيرة لتغيير كبير
    • منذ 14 ساعة
    الزنك.. معدن أساسي لصحة الإنسان ونموه السليم
    • منذ 15 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة