• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

حمل الرسالة: اختبار الروح ومفخرة الوجود

سجى عبد الامير الركابي / الخميس 28 تشرين الثاني 2024 / حقوق / 660
شارك الموضوع :

أن تحمل رسالة يعني أن ترى ما لا يراه الآخرون، أن تشعر بثقلٍ يسكن داخلك دون أن تبوح به

الرسالة، في جوهرها، ليست مجرد كلمات أو هدف عابر، بل هي ميثاق خفي بين الروح والكون. هي شرفٌ يُحمل في الصدر كجمرةٍ لا تنطفئ، ونورٌ يضيء طريقًا قد يتسع بالرجاء أو يضيق بثقل التحديات. أن تحمل رسالة يعني أن تُخاطب العالم بلغته الصامتة، أن تستسلم لهمسٍ كُتب عليك، فتغدو جزءًا من نسيجٍ أعظم، تُسيّرك قوةٌ خفيةٌ نحو هدفٍ لا يراه إلا أولئك الذين فتحوا أعينهم على أسرار الوجود.

الرسالة ليست هدية تُمنح لكل عابرٍ في هذه الحياة؛ بل هي اختبار لأصحاب النفوس الصافية، أولئك الذين يتوهجون رغم الغبار الذي يحيط بهم. هي عبءٌ يُلقى على الأرواح القوية، يُطهرها بألم التحدي، ويصهرها لتصبح أكثر نقاءً وصلابة. ومن يحمل الرسالة، لا يملك رفاهية التراجع، فهو كمن وضع قدمه على طريق لا رجعة فيه، طريق تتناثر عليه الشكوك، وتتراقص على جانبيه الأشواك، ومع ذلك، يستمر، يقوده إيمانه الخفيّ بأن رسالته تستحق الثمن.

كم من مرة يجد حامل الرسالة نفسه في مواجهة نفسه؟ في صراعٍ صامت بين ما يريد وما عليه، بين ما يختاره بإرادته وما تفرضه عليه الرسالة. في عمق كل خطوة، يتردد الصدى القائل: "لا سبيل للتراجع". وكأن الطريق الذي يسلكه قد خُتم بقدرٍ لا رجعة فيه. ورغم الألم والشكوك التي ترافقه، يستمر، لأن الرسالة ليست مجرد اختيار، بل نداءٌ خُلق له منذ الأزل.

أن تحمل رسالة يعني أن ترى ما لا يراه الآخرون، أن تشعر بثقلٍ يسكن داخلك دون أن تبوح به. هي تجربة فريدة، تتجاوز المعاني السطحية للألم والسعادة. تتجاوز كل شيء لتصبح كيانًا مُستقلًا، كيانًا يعيش وينبض داخل حامل الرسالة. هو فخرٌ لا يُشترى، ونعمةٌ لا تُمنح إلا لمن قُدر له أن يخوض في أعماق الحياة.

في هذه الرحلة، يختبر الإنسان حدود قوته، يُعيد اكتشاف نفسه، ويقف على حافة العظمة والانكسار في ذات الوقت. فالرسالة ليست نورًا دائمًا؛ بل هي نارٌ تعصف به أحيانًا، تُذكّره أن الطريق ليس مفروشًا بالورود، وأن العظمة تتطلب من يحملها صبرًا يتخطى المألوف، وعزيمةً تتجاوز الماديات.

وحين يقف حامل الرسالة في نهاية الرحلة، ويلتفت إلى الوراء، لا يرى سوى الرماد الذي خلّفه حريق المعاناة والتحديات. لكنه يرى أيضًا النور الذي أضاء دربه، يرى الصورة الكبرى التي عاشها، تلك اللحظات التي صنعت من عبء الرسالة كيانًا شامخًا، يقف في مواجهة العالم وقد صُقل بنيران الرحلة، ممتنًا لهذا الحمل الذي منحه معنىً عميقًا وخلّد أثره في مسار لا ينتهي.

الانسان
الايمان
المجتمع
الشخصية
الفكر
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    العنف ضد المرأة.. أشكال وأنواع وظلم بلا نهاية

    النشر : الثلاثاء 09 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    هل صرح القرآن الكريم بإسم الامام علي؟!

    النشر : الثلاثاء 11 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    ما علاقة التوتر بتساقط الشعر؟ 

    النشر : الثلاثاء 19 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    بوصلة الولاية

    النشر : الأحد 16 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    الماء والنوارس

    النشر : الخميس 30 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    الفقر في منهج الإمام علي

    النشر : الخميس 25 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 547 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 422 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 417 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 375 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 373 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 338 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1162 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1104 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1084 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1067 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 667 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 2 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 2 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 2 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 3 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة