• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

حمل الرسالة: اختبار الروح ومفخرة الوجود

سجى عبد الامير الركابي / الخميس 28 تشرين الثاني 2024 / حقوق / 505
شارك الموضوع :

أن تحمل رسالة يعني أن ترى ما لا يراه الآخرون، أن تشعر بثقلٍ يسكن داخلك دون أن تبوح به

الرسالة، في جوهرها، ليست مجرد كلمات أو هدف عابر، بل هي ميثاق خفي بين الروح والكون. هي شرفٌ يُحمل في الصدر كجمرةٍ لا تنطفئ، ونورٌ يضيء طريقًا قد يتسع بالرجاء أو يضيق بثقل التحديات. أن تحمل رسالة يعني أن تُخاطب العالم بلغته الصامتة، أن تستسلم لهمسٍ كُتب عليك، فتغدو جزءًا من نسيجٍ أعظم، تُسيّرك قوةٌ خفيةٌ نحو هدفٍ لا يراه إلا أولئك الذين فتحوا أعينهم على أسرار الوجود.

الرسالة ليست هدية تُمنح لكل عابرٍ في هذه الحياة؛ بل هي اختبار لأصحاب النفوس الصافية، أولئك الذين يتوهجون رغم الغبار الذي يحيط بهم. هي عبءٌ يُلقى على الأرواح القوية، يُطهرها بألم التحدي، ويصهرها لتصبح أكثر نقاءً وصلابة. ومن يحمل الرسالة، لا يملك رفاهية التراجع، فهو كمن وضع قدمه على طريق لا رجعة فيه، طريق تتناثر عليه الشكوك، وتتراقص على جانبيه الأشواك، ومع ذلك، يستمر، يقوده إيمانه الخفيّ بأن رسالته تستحق الثمن.

كم من مرة يجد حامل الرسالة نفسه في مواجهة نفسه؟ في صراعٍ صامت بين ما يريد وما عليه، بين ما يختاره بإرادته وما تفرضه عليه الرسالة. في عمق كل خطوة، يتردد الصدى القائل: "لا سبيل للتراجع". وكأن الطريق الذي يسلكه قد خُتم بقدرٍ لا رجعة فيه. ورغم الألم والشكوك التي ترافقه، يستمر، لأن الرسالة ليست مجرد اختيار، بل نداءٌ خُلق له منذ الأزل.

أن تحمل رسالة يعني أن ترى ما لا يراه الآخرون، أن تشعر بثقلٍ يسكن داخلك دون أن تبوح به. هي تجربة فريدة، تتجاوز المعاني السطحية للألم والسعادة. تتجاوز كل شيء لتصبح كيانًا مُستقلًا، كيانًا يعيش وينبض داخل حامل الرسالة. هو فخرٌ لا يُشترى، ونعمةٌ لا تُمنح إلا لمن قُدر له أن يخوض في أعماق الحياة.

في هذه الرحلة، يختبر الإنسان حدود قوته، يُعيد اكتشاف نفسه، ويقف على حافة العظمة والانكسار في ذات الوقت. فالرسالة ليست نورًا دائمًا؛ بل هي نارٌ تعصف به أحيانًا، تُذكّره أن الطريق ليس مفروشًا بالورود، وأن العظمة تتطلب من يحملها صبرًا يتخطى المألوف، وعزيمةً تتجاوز الماديات.

وحين يقف حامل الرسالة في نهاية الرحلة، ويلتفت إلى الوراء، لا يرى سوى الرماد الذي خلّفه حريق المعاناة والتحديات. لكنه يرى أيضًا النور الذي أضاء دربه، يرى الصورة الكبرى التي عاشها، تلك اللحظات التي صنعت من عبء الرسالة كيانًا شامخًا، يقف في مواجهة العالم وقد صُقل بنيران الرحلة، ممتنًا لهذا الحمل الذي منحه معنىً عميقًا وخلّد أثره في مسار لا ينتهي.

الانسان
الايمان
المجتمع
الشخصية
الفكر
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    آخر القراءات

    قوانين لا تخلو منها بيوت المؤمنين ٢

    النشر : الأثنين 28 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الإيمان وحده لايكفي.. كيف يرتقي المؤمن؟

    النشر : الأربعاء 21 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    الحدود التي نكسب بها أنفسنا

    النشر : الثلاثاء 04 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    للحرية ألف قلب يخفق

    النشر : الأربعاء 01 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    نظرية الذكاءات المتعددة

    النشر : الخميس 14 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    لا تسقِ بذرة الحقد

    النشر : الأربعاء 17 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 407 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 340 مشاهدات

    أنفاس الرضا

    • 336 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 323 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 316 مشاهدات

    بماذا يؤمن أتباع "الكارما" وما علاقة الكون والأشرار فيه؟

    • 313 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2319 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1338 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1312 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1185 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 844 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 838 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • منذ 20 ساعة
    رجاء صادق
    • منذ 20 ساعة
    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟
    • منذ 20 ساعة
    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا
    • الخميس 15 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة