كم من مؤامرة أرادت أن تقضي علينا ولكن الله برحمته عكست المعادلة وأخرجنا من الظلمات إلى النور، كم من قصة حزينة ظننى أنها الأخيرة في حياتنا وشعرنا أن الحياة فقدت ألوانها وليس باستطاعتنا أن نكمل المسير ولكن فاجأنا الله بشروق شمس الأمل مرة أخرى.
قصة يوسف من أبرز القصص التي تترك الراحة في قلب العامل بالإخلاص والصدق حيث يشعر المرء مهما ضاقت به الدنيا ولو أوقعوه في غيابت الجب سوف يخرجه الله بعدله ليصبح عزيز مصر، ومهما طحنت عظامه في سجن الظلم سوف تجري الحياة في عروقه من جديد ليرى أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ.
كما نقرأ في دعاء ليلة الجمعة (اللهم من تعبأ….. يا إلهي إن وضعتني فمن ذا الذي يرفعني وإن رفعتني فمن ذا الذي يضعني وإن أهلكتني فمن ذا الذي يتعرض لك في عبدك، أو يسألك عن أمره، وقد علمت يا إلهي أنه ليس في حكمك ظلم، ولا في نقمتك عجلة).
يدهشني الشخص الذي يظن بأنه يستطيع أن يرتفع بواسطة المؤامرة أو تحقير وتصغير الآخرين أو انتساب أفعال الغير لنفسه ولكن في نهاية المطاف مهما نال اعجاب الآخرين و حصل على تصفيقات حارة أو كلمات الشكر يشعر بالخواء الروحي و تأنيب الضمير إن بقي له الضمير ، كيف ينسى إن الحياة أدق و أنظم مما نرى .
وفي فاطمة أسوة حسنة وأمان للقلوب التعبة من الحياة ليطمئن الموالي إن الله ينقذ العباد بطريقة أو أخرى إن كانوا واثقين به ومتوكلين عليه، روي أن اليهود كان لهم عرساً فجاؤوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقالوا:
لنا حق الجوار فنسألك أن تبعث فاطمة بنتك إلى دارنا حتى يزداد عرسنا بهاء وألحوا عليه، فقال: إنها زوجة علي بن أبي طالب وهي بحكمه وسألوه أن يشفع إلى علي في ذلك، وقد جمع اليهود الطم والرم من الحلي والحلل، وظن اليهود أن فاطمة تدخل في بذلتها وأرادوا الاستهانة بها، فجاء جبرئيل بثياب من الجنة وحلي وحلل لم يروا مثلها فلبستها فاطمة وتحلت بها فتعجب الناس من زينتها وألوانها وطيبها، فلما دخلت فاطمة دار اليهود سجد لها نساؤهم يقبلن الأرض بين يديها وأسلم بسبب ما رأوا خلق كثير من اليهود*١.
سينقذ الله القلوب الصادقة و يرفعها مهما كلف الأم رحتى و إن لزم الأمر إرسال الحلي و الملابس من الجنة أو ينزل الرحمة في قلب أحد المارة ليصبح الملاك المنقذ ، ليقل فأنك بأعيننا !
سينقذنا الله بفاطمة .. سيدة نساء العالمين هي التي قلبت موازين الكون في كل موقف من مواقف حياتها، الكوثر التي زلزلت قلوب المشركين و بينت من هو الأبتر ، هي التي ببركة عباءتها أسلم جمع غفير ، و ببركة وجودها تدخل الناس الى الجنة .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا سلمان من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي، ومن أبغضها فهو في النار، يا سلمان حب فاطمة ينفع في مائة موطن أيسر تلك المواطن الموت والقبر والميزان والمحشر والصراط والمحاسبة فمن رضيت عنه ابنتي فاطمة رضيت عنه، ومن رضيت عنه رضي الله عنه، ومن غضبت عليه فاطمة غضبت عليه، ومن غضبت عليه غضب الله عليه، يا سلمان ويل لمن يظلمها ويظلم ذريتها و شيعتها !.
اضافةتعليق
التعليقات