الكتاب: الاعجاز العلي في القرآن
المؤلف: الدكتور لبيب بيضون
الفئة: علمي – ديني – تفسير
عدد الصفحات: 289 صفحة
يتألف الكتاب من خمسة أبواب رئيسية يندرج تحت كل باب مجموعة من المواضيع الفرعية وإن التسلسل الذي اعتمده الكاتب في تأليفه هو متقن ليبين عظمة الخالق وابداع صنعه وابتدأ بمقدمته مقولة لشخصية مؤثرة عالمياً وتاريخيا وهو أينشتاين ثم ذكر مقولة أخرى لأحد العارفين يقول فيها (إن لله كتابين أحدهما ينطق بلسان المقال وهو القرآن والآخر ينطق بلسان الحال وهو الكون) إن أحدهما تفسير للآخر فأي تساؤل في الكون تجد اجابته في القرآن، لذا فإن أحد الغايات من قراءة القرآن، محاولة فهم ابداع الخالق والتفكر فيه، محاسبة النفس، الطاعة وعد المعصية.
إن الكثير من قاصري البصيرة الذين يقف تفكيرهم عند حد الملموس المرئي فهم ينكرون عظمة الخالق التي يجب أن نؤمن بها بالفطرة والبصيرة لا بالبصر فهناك أدلة محسوسة ملموسة على وجود الخالق من جملتها أن الأرض مكونة من ثلاثة عناصر (جماد، نبات، حيوان) وأن الجماد أبو الثلاثة ما قال دارون "إنما الحياة نشوء وارتقاء وتحول أي أن كل حي ينشأ ويرتقي ثم يتحول إلى جماد" يتسلسل الكاتب بشرح تفصيلي لكل منهم ويقسم الحيوان إلى عاقل وغير عاقل.
واستوقفني سؤال أحدهم للإمام الصادق (عليه السلام): كيف عرفت الله؟ أجابه الامام (عرفت الله بالتقدير والتدبير) فالتقدير: أنه قدر هذا الكون بكل ما فيه ليكون ملائماً مع بعضه، التدبير: حين خلق الانسان لم يترك مهملاً بل سخر كل الوجود لأجله.
الباب الثاني علم الفلك، في هذا الباب اعتمد الكاتب على فكرة طرح فريضة العلماء ونفيها بوجود اثبات لأهل البيت عن التساؤل الذي صنع تلك الفرضية من أهم هذه الفرضيات هو أصل نشوء الكون؟، يقول علماء الفلك أن أصل نشوء الكون هو كتلة تسمى بلازما مكونة من جسيمات مختلفة متراصة على بعضها دون وجود أبعاد ملحوظة، تتمدد هذه الكتلة ثم تنفجر فجأة وتقذف جسيمات ترافقها اشعاعات والخ ليتكون هذا العالم.
أما أمير المؤمنين (عليه السلام) نفى هذه النظرية في عدة خطب في نهج البلاغة مفادها أن الله تعالى خلق الفضاء الذي فتقه من العدم ثم خلق بعده سائلاً كثيفاً متلاطماً، حمله على ريح قوية تحجزه عن الانتشار ثم سلط ريح عقيمة على السائل بدأت بتصفيقه واثارته كالدخان الذي انتشر فكان هو السماء وأما الزبد الذي تشكل على سطح السائل فقد خُلقت منه الأرض، وهذه النظرية تنفي تشكل الأرض من الشمس.
وتحدث هذا الفصل عن تكون القمر وأنه ليس جزء من الأرض لاختلاف التركيب المادي له فالقمر من عنصر التيتانيوم الأبيض والأرض من السيلي سيوم، والنشاط الاشعاعي الخامد في الأرض نجده قوياً في القمر مما يعني استحالة العيش هناك.
الباب الثالث: علم الجيولوجيا والحركة يذكر في هذا الفصل نشأة علم الجيولوجيا في القرآن وتاريخ وجود الإنسان على الأرض ومعجزة الجبال ولماذا تحمل صفاتها بالارتفاع العالي وظيفتها بخزن الماء وتسير السحاب ويدعم كل ما ذكره بآيات قرآنية استدلالية ثم ذكر دورة حياة الماء في الطبيعة وهي معجز عظيمة جداً اضافة إلى معجزة السحب مكونات السحب وصنفها لأنواع وفقاً لارتفاعها وشكلها إضافة لطبقات الغلاف الجوي وفائدة كل طبقة في حماية الانسان من الشظايا الفضائية والسيطرة على كمية الاشعاع الداخل للأرض فوجدت هذه الطبقات لحماية الانسان.
الباب الرابع علم الفيزياء والكيمياء وهو أكثر الأبواب تشويقاً وإمتاعاً في القراءة خاصة أنه بدأ بمعجزة النحل الذي قال عنه اينشتاين (إذا مات أو انقرض النحل كله ف خلال أربع سنوات سيموت الانسان) لأن النحل يقوم بالجزء الأكبر من توزيع حبوب اللقاح على النباتات والنبات هو أساس وجود الحيوان والانسان.
الطاقة النووية التي هي مصدر الطاقة الشمسية وحرارتها أضعاف مضاعفة وذكرها الله في سورة الواقعة على أنها تذكير الانسان بنار الاخرة، لماذا لا نستخدمها لأن استخدامها لا يضمن سلامة الانسان ولأنها هائلة وجبارة فمن الصعب جداً السيطرة عليها فخطأ بسيط يؤدي إلى انفجار كبير في لحظة واحدة إلى انهاء حياة الملايين كما حصل في مفاعل تشير نوبل بأوكرانيا وهناك ثلاث طرق لتوليد الطاقة النووية: القنبلة الذرية، القنبلة الهيدروجينية، القنبلة النترونية وشرح المؤلف تفصيلاً عن كل واحدة.
ومن أهم ما ذكر في هذا الفصل هو طابع الازدواجية في المخلوقات الذي يتمم مسيرة الحياة وهذا المبدأ موجود في كل المخلوقات الانسان، الحيوان، النبات وكل أنواع الكائنات الحية، وكان بإمكان الله تعالى خلق الكائنات على منهج الفردية فتكون الولادة والتكاثر فردية لكن هذا بعيد عن الحكمة من وجود الانسان التي تهدف إلى قيام مجتمع انساني متآلف مترابط، فـ قيام الأسرة بين الزوجين تكون واسطة لامتزاج الناس وتبادل الثقافات، التعاون لولا ذلك لانكمش الفرد على نفسه وفقد أي رابطة مع الآخرين واستحالة قيام مجتمع واستمرار الحياة.
كما نرى طابع الازدواجية في التفاعلات الكيميائية وبناء المركبات فهو موجود في الشحنات ولاستقرار أي عنصر يجب أن تكون عدد الشحنات الموجبة مساوي للسالبة كما يحدد المدار الخارجي للذرة هل هو مشبع أو غير مشبع مدى استقرار العنصر بالتالي يحدد سلوكها وخصائصها الكيميائية، هذه العملية وآلية تشبع كل عنصر لها نتائج (تحول الطاقة إلى مادة وبالعكس) كما تصور العلماء بمحدودية عقلهم أن كل طاقة هي مستقلة بذاتها ولا يمكن تغيرها فالطاقة الحرارية وجدت حرارية وتبقى حرارية وهذا ينطبق على بقية أنواع الطاقة المغناطيسية والكهربائية وغيرها لكن تطور العلم أدى إلى استنتاج آخر وهو (الطاقة لا تُفنى ولا تُستحدث إنما تتحول من شكل لآخر) وكل هذا يدل على وحدة الخالق ومدى ابداعه في خلق التفاصيل.
الفصل الخامس علم التشريح والطب هذا الفصل موسع جداً وتفصيلي جداً في الدقة الخلقية للإنسان وفيه عجائب صنع الله تعالى، أولاها معجزة النوم ودورة الليل والنهار وإن الانسان ينفق ثلث حياته على النوم وأن المخ ليعمل بكفاءة عالية يجب أن ينام، يمكن للإنسان أن يبقى فترة طويلة دون طعام أو شراب لكنه لا يستطيع أن يبقى دون نوم لأنه سيفقد ادراكه وجميع قواه ويذكر في سورة الزمر أن النوم هو موت مؤقت للإنسان يشحن الدماغ من خلاله كمية من الدم ليغذي بيها أعضاء الجسم اثناء اليقظة فالمعدة عندما تمتلئ بالطعام تجذب كمية من الدم لعملية الهضم عندها سيقل الدم في الرأس لذا يشعر الانسان بالنعاس بعد الأكل وهكذا لبقية العمليات في الجسم، وسبب حدوث النوم هو تعب الأعصاب والدماغ مع زيادة في غاز الفهم في الدم والذي يؤدي لحالة الخمول والشلل، كما شبه الدماغ بجهاز الكمبيوتر لكنه أعلى دقة وأكفأ عملاً وأننا نمتلك 13 مليار خلية عصبية تحيطها 100 مليار خلية دبقية استنادية وظيفتها الحماية.
ويذكر الكاتب الكثير من التفاصيل الطبية العلمية مثل عمل الغدة الدرقية ودقتها وآلية خلق التوأم، كيفية تكون الذكر والأنثى، معجزة البصمة، دقة خلق كل عضو وتفاصيله الفسيولوجية وختم بخلايا السرطان الفسيولوجية وانتشارها كمرض في الجسم وشبه انتشار المجرمين في المجتمع على أنهم مرض كالسرطان.
أخيرا إن الكتاب مفيد جداً يدعم كل موضوع ذكره بمجموعة من الآيات القرآنية الدالة على وحدة الخالق ولا يمكن لغيره أن يخلق كل هذا الكون والمخلوقات بهذا الشكل وهذه الكيفية كما اتبع مبدأ ذكر الفرضية المغلوطة لعلماء العصر ونفيها بالإثبات القرآني وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) ليظهر أن العلم يجب أن نستقيه منهم لا من غيرهم، وقد شرح لسان الحال وهو الكون بالاعتماد واتباع لسان المقال وهو القرآن.
اضافةتعليق
التعليقات