من المؤكد أن الله تعالى لم يخلق خلقاً أفضل من محمد" صلى الله عليه وآله" ومن بعده الأئمة (صلوات الله عليهم) وأنهم أحب الخلق إلى الله عز وجل وأكرمهم عليه، وأولهم إقراراً به لما أخذ الله ميثاق النبيين في الذر، وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى .
وأن الله أعطى ما أعطى كل نبي على قدر معرفته وسبقه إلى الإقرار به.
وذكرت بعض الروايات أن الله تبارك وتعالى خلق جميع ما خلق له اولاد على ولأهل بيته له، وأنه لولاهم ما خلق الله السماء والأرض، ولا الجنة ولا النار، ولا آدم ولا حواء، ولا الملائكة، ولا شيئاً مما خلق، صلوات الله عليهم أجمعين). الصدوق في الهداية /٢٣
كثرت الرواية وتفاوتت في ترتيب خلق الله تعالى لنبيه وآله له ولبقية الخلق،
ففي بعضها أن الله خلق نور محمد وعلي عليه من نوره، وفي بعضها خلقه من نور
عظمته. وفي بعضها خلق أربعة عشر معصوماً من نور عظمته.
وفي بعضها أنه خلق علياً والأئمة عالم من نور محمد. وفي بعضها فتق نور محمد فخلق منه العرش. وفي بعضها خلق منه السماوات والأرض وفي بعضها ثم فتق نور أخي علي فخلق منه الملائكة، ثم فتق نور فاطمة، والحسن، والحسين.. الخ.
وفي بعضها: «إن الله كان إذ لا كان، فخلق الكان والمكان، وخلق الأنوار، وخلق نور الأنوار الذي نورت منه الأنوار، وأجرى فيه من نوره الذي نورت منه الأنوار، وهو النور الذي خلق منه محمداً وعلياً فلم يزالا نورين أولين، إذ لا شئ كون قبلهما، فلم يزالا يجريان طاهرين مطهرين في الأصلاب الطاهرة، حتى افترقا في أطهر طاهرين في عبد الله وأبي طالب. وفي بعضها خلق الخلق في ظلمة ثم رش عليهم من نوره، وفي بعضها خُلِقْتُ من نور الله عز وجل وخُلق أهل بيتي من نوري، وخُلق محبوهم من نورهم. وفيها أحاديث صحيحة وأحاديث مرسلة، وبحوثها مهمة لكنها خارجة عن هدف المقال ومحدوديته.
كما كثرت الرواية وتفاوتت في المدة، ففي بعضها ألفا عام، وفي بعضها أربعة آلاف عام، وفي بعضها ألف دهر، كما تنوعت الرواية في الطينة التي خلق منها النبي وآله وبقية الخلق. ففي بعض الروايات أنها طينة مخلوقة من نور عظمة الله تعالى، وفي بعضها طينة أولاد علي وفاطمة.
وفي بعضها طينة من أعلى عليين. وكما هو واضح أن الروايات الصحيحة حول رفعة ومقام أهل البيت (عليهم السلام) على سائر البشر، فأول من أسسس تلك المقامات الله عز وجل ثم رسوله المختار "صلى الله عليه وآله"، فطوبى لمن أحبه وأطاعه وويل لمن أبغضه وعصاه.
مكانة الإمام لدى الرسول"محمد صلى الله عليه وآله".
جاء في الروايات: لماولدت فاطمة بنت أسد علياً ولرسول الله ثلاثون سنة فأحبه رسول الله له حباً شديداً، وقال لها: إجعلي مهده بقرب فراشي، سماه أبوه علياً، وسمته أمه حيدرة، وفي الإنجيل إيليا وحيدار. وكان رسول الله
"صلى الله عليه وآله" يلي أكثر تربيته وكان يطهر علياً في وقت غسله، ويوجره اللبن عند شربه، ويحرك مهده عند نومه، ويناغيه في يقظته، ويحمله على صدره ورقبته، ويقول هذا أخي ووليي وناصري وصفيي وذخري وكهفي وصهري ووصيي وزوج كريمتي وأميني على وصيتي وخليفتي، وكان رسول الله يحمله دائماً ويطوف به جبال مكة وشعابها وأوديتها وفجاجها). روى الصدوق في التوحيد / ۳۹۸ ، عن الإمام الحسين الله قال : (كان رسول "صلى الله عليه وآله" ذات يوم جالساً في مسجده، إذ دخل عليه رجل من اليهود فقال: يا محمد إلى ما تدعو ؟ قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله.
يا محمد إني أجد في التوراة أنه لم يكن الله عز وجل نبي إلا كان له وصي من أمته، فمن وصيك؟ قال: يا يهودي وصيي علي بن أبي طالب، وإسمه في التوراة إليا وفي الإنجيل حيدار، وهو أفضل أمتي، وأعلمهم بربي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وإنه لسيد الأوصياء كما أني سيد الأنبياء. فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وأن علي بن أبي طالب وصيك حقاً، والله إني لأجد في التوراة كل ما ذكرت في جواب مسائلي، وإني لأجد فيها صفتك وصفة وصيك، وأنه المظلوم ومحتوم له بالشهادة، وأنه أبو سبطيك وولديك شبر وشبير، سيدي شباب أهل الجنة.
وكما اختار الله رسوله "صلى الله عليه وآله " اختار وصيه قبل ان يولد وخصه بكرامة الولادة في الكعبة المشرفة وشاء أن يحفظ وجهه ويقدسه من السجود لأي صنم واورثه علم الأولين والآخرين واختار له بنت الرسول سيدة نساء العالمين زوجه وأما للائمة المعصومين، اوليس ذلك تخطيط رباني عظيم لحفظ الأمة من الزلل في ولاية أثنا عشر أمام معصوم حتى لايترك حجة على عباده .
وكم من ذا علم يريد أن يعرف من هو وليد الكعبة، فليرجع الى قول الرسول "صلى الله عليه وآله وسلّم " في بيعة الغدير وهو يقولها ثلاث" : { اللهم والِ من والاَهُ، وعادِ من عادَاهُ، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وأنصر من نصره، وأخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار. ألا فليبلّغ الشاهد الغايب}.
والله العلي الأعلى يقول : اشتققت إسمه من إسمي وأدبته بأدبي، وأوقفته على غامض علمي. وهو الذي يكسر الأصنام في بيتي، وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ويقدسني. و عن علي بن علي الهلالي عن أبيه قال: دخلت على رسول الله ﷺ في شكاته التي قبض فيها، فإذا فاطمة عند رأسه، قال فبكت حتى ارتفع صوتها، فرفع رسول الله ﷺ طرفه إليها فقال: حبيبتي فاطمة، ما الذي يبكيك ؟؟!!! فقالت: أخشى الضيعة بعدك .!! فقال: يا حبيبتي، أما علمت أن الله عز وجل اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك، فبعثه برسالته، ثم اطلع إلى الأرض اطلاعته فاختار منها بعلك، وأوحى إلي أن أنكحك إياه يا فاطمة، ونحن أهل بيت، قد أعطانا الله سبع خصال لم تعط لأحد قبلنا ولا تُعطى أحداً بعدنا، أنا خاتم النبيين وأكرم النبيين على الله وأحب المخلوقين إلى الله عـز وجل، وأنا أبوك، ووصيي خير الأوصياء، وأحبهم إلى الله وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله وهو عمك حمزة بن عبد المطلب وعم بعلك،
ومنا من له جناحان أخضران يطير مع الملائكة في الجنة حيث شاء، وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين، وهما سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما والذي بعثني بالحق - خير منهما،(مجمع الزوائد - الهيثمي - ج ٩ - ص ١٦٤ - ١٦٦)
يا فاطمة، والذي بعثني بالحق، إن منهما مهدي هذه الأمة يقوم بالدين آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان، ويملأ الدنيا عدلاً كما ملئت جورا،يا فاطمة، لا تحزني، ولا تبكي، فإن الله عز وجل ارحم بك وارأف وهو أشرف أهل
عليك مني، وذلك لمكانك من قلبي، وزوجك الله زوجاً بيتك حسبا وأكرمهم منصباً وارحمهم بالرعية وأعد لهم بالسوية وأبصرهم بالقضية.(*)
_____________________
اضافةتعليق
التعليقات