الحمد لله الذي جعل في اللسان العفيف نعمة، وفي الكلمة ألف حكمة، وجعل لمقابض السعد أحكام تدور حيثما دارت سواعد رجال العظمة .
في كتاب الذاكرة، رواية جعلت لمتن حديثها فقهاء قوّامون للدين، ومؤسسي لدار العلم والمعرفة، وعلى مدار الحياة، هناك مفاصل يختلف عليها روّاد الطلب والنقد، وتجتمع فيها الشواهد لخلق صورة للحقيقة الصادقة، حتى تلامس الحس والمشاعر الإنسانية ويكون التصديق لها بعمق وإيمان مطلق .
الفقيه الشهيد السعيد، محمد رضا الشيرازي، ذكر يتكرر كل عام، وعلى لسان الوجد العفيف اعتراف خاص له في عالم الاستثناء، خلقا، وعلما، وتقديرا فذا ممن عاش أيامه وعاصر مواقفه، ناهيك تواضعه وتحديه الصامت، إلا ما خلى من حق يقال ولو بإشارة …
أحبه الجميع.. وأذعنت له مفردات الاصغاء من كل كبير وصغير، وقام الكتاب شاهدا له على خدماته من أجل المذهب والدين .
كان قلمه ينبوع علم ولغة وصياغة متألقة بفكرة المبدأ والعقيدة، وطاولة حديثه لها إعجاب مبهر غالبة غير مغلوبة ولا مغلولة، فكان السند عنده مثقال عتيد، وبحة صوته قوام شديد، فلانعومة يداهنها، ولا نظرة يخاصمها إلا التي تؤيد حق وحقيقة ثابتة .
في مفردة مخاضه الفكري، ولدَ عبقرياً، سميك حوار وكثير تفكر، حتى سخر بنات الأفكار لخدمة الولاية وأهلها ..
تموت في نفسه حاجة إلى دنيا إلا في طاعة وخدمة أهل الله، فيكون الذوق لديه وسيلة لبلوغ المنى، وحسن عاقبة وسلامة في دين ..
فيصدق عليه حينئذ، أنه من أجلّاء عصره، وفقيه دهره، كتب الله له التوفيق وسخر له أفئدة العباد، لتكون شاهدة على جليل قدره وجمال أخلاقه وعظمة نفسه .
لذا ينبأ التاريخ لذكراه كل يوم وسنة، لتستيقظ فيهم فكرة حضوره بين ظهراني أعمارهم وخواص أعمالهم فبأحيائه مجددا تحيا الناس جميعا ..
لذلك يترك لنا الوجود من هم أهل للخلود، حبا بهم وكرامة وسعادة لا تزول بل تدوم على مدى الدهر .
نحن نعاتب القلم أحيانا، لتقصيره وترك الدفاع عن رجل الأمة، لأن الوجود لم يخلق عظيما عبثا، ولأن السطر وماحوى من حروف ماجدة، لابد له من التكلم عن موضع الأثير وفقد العزيز، لأن مقام الشكر له مرهون بذكره، وإن فقد مآثره ضياع لأمة الثقافة والكتاب .
علينا جميعا، أن نعلن وبقدرة المعرفة، أن العظيم لابد أن يعود ويعيش، حتى تتجدد لنا أعمدة الحديث بثوبها الأنيق ويكون المبدأ حصن الفقيه العادل الذاكر الفريد، وليفهم الجميع أن الفرج عاقبة شافية لمذهب الشهيد.
اضافةتعليق
التعليقات