• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

آيةٌ وإضاءةٌ للحياةِ: كُن مُنفِقا لا مُكتَنزا

فاطمة الركابي / الأثنين 22 آيار 2023 / اسلاميات / 1655
شارك الموضوع :

في هذا المشهد القرآني الدقيق ذكر مصير من يكنزون أموالهم، ولا ينفقونها في مواطن الإنفاق الواجبة والمستحبة

قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ* يَوْمَ يُحْمى‏ عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى‏ بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ}(التوبة:٣٥).

في هذا المشهد القرآني الدقيق ذكر مصير من يكنزون أموالهم، ولا ينفقونها في مواطن الإنفاق الواجبة والمستحبة، فالخطاب القرآني خص أهل الإيمان فهو خطاب يبين لنا خطر مصير هذه الأصناف الثلاثة، فالذي يأكل أموال الناس بغير حق، والذي يمنع الناس من الإنفاق في سبيل الله تعالى، والذي يكنز أمواله ولا ينفقها في موردها جُعلوا في عنوان واحد وهو عنوان المُكنز لا المُنفق، لذا مصيرهم واحد وهو إن ما كنزوه سيصبح وقود النار التي يعذبون بها، فلا هم تنعموا بها في الدنيا ولا هم توقوا بها من عذاب الآخرة.

ومن الملفت في هذه الآية أنها أشارت إلى ثلاثة أماكن في البدن تكوى بالنار، وهي الجباه والجنوب والظهور، وفي ذلك تنبيه دقيق إلى إن الإنسان لا يحاسب على عمله فحسب بعدم الاعطاء للمستحق بل حتى على إشاراته الجسدية أو ما يسمى "بلغة الجسد" التي تعبر عن عدم رغبته في فعل الشيء داخليًا.

فالذي لا يريد أن يعطي عطاءً ماديًا، ليقابل السائل بالعطاء المعنوي كطيب اللقاء والكلام وصرفه بالإحسان، كي لا يكون مصداق لمن ذكرتهم هذه الآية ممن يَصد ويَتجنب بل ويُعطي ظهره لمن يطرق بابه سائلاً محتاجًا، ففي ذلك إهانة وسوء أدب مع خَلق الله تعالى، وفيه اذلال وتكبر عليهم، بل الذي يُكنز هو ممن لا يعطي الحقوق الشرعية لمستحقيها، فهو بذلك يتسبب بإراقة ماء وجه أمثال هؤلاء فيضطرهم إلى أن يمدوا أيديهم إلى الناس، فالعقاب أتى من سنخ الفعل.

لذا المؤمن الفطن المتدبر لآيات الله تعالى هو ممن ينفق ولا يكنز، وهكذا يتنعم في الدنيا بأرزاق الله تعالى فيعيش مُكَرَمًا ومُكرِمًا لغيره بما فضل عليه الكريم سبحانه، ويزيده تعالى من فضله في الأخرة، وذلك عملًا بما جاء في تفسير هذه الآية عَنْ عبد الله بن سليمان النوفلي قال: كنت عند جعفر بن محمد الصادق (علیه السلام) ... قال: "...یَا عَبْدَ‌اللَّـهِ اجْهَدْ أَنْ لَا تَکْنِزَ ذَهَباً وَ لَا فِضَّةً فَتَکُونَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْآیَةِ{الَّذِینَ یَکْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لا یُنْفِقُونَها فِی سَبِیلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِیمٍ }، وَ لَا تَسْتَصْغِرَنَّ مِنْ حُلْوٍ وَ لَا مِنْ فَضْلِ طَعَامٍ تَصْرِفُهُ فِی بُطُونٍ خَالِیَةٍ تُسَکِّنُ بِهَا غَضَبَ الرَّبِّ" (١).

ولعل بقوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً وَ لِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ }(فاطر: ٣٣)، إشارة لمن كان في دار الدنيا من أهل الانفاق لا التكنيز، وذلك من قولهم بقوله تعالى: {وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ، الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ}(فاطر:٣٤-٣٥).

وكأن في هذه الآية وصف لشعور نفسي يمر به الإنسان، فذلك الرجل الذي ينفق فلا يكون من أهل الغنى والحياة المرفهة، هو يعيش في داخله شيء من الحَزن لو أنه له ما لأهل الترف، لكنه يجاهد نفسه ويصبر فينفق ولا يرى نفسه أقل من غيره، وتلك المرأة التي تنفق حليها وزينتها من الذهب والفضة في سبيل الله تعالى، وترى الأخريات عليهن ما عليهن من الزينة قد يدخلها شيء من الحَزن، ولكنها بالنتيجة لا تكتنزه بل تجاهد نفسها وتنفقها.

ولذا لما يروا جزاء الله تعالى لهم، يجري الحمد على لسانهم لأن الله تعالى قد غفر لهم هذا الشعور ولم يؤاخذهم به، ولم يسلبهم توفيق الإنفاق في سبيله في دار الدنيا، بل وشكرهم بأن أدخلهم جناته وعوضهم من فضله على صبرهم ومجاهدتهم بأن جعلهم من أهل الحلول والتحلي، فدار المقام صار محل خلودهم، وما أنفقوا من ذهب وفضة صارت حليتهم وزينتهم.

 

———————-

(١) تفسير أهل البيت عليهم السلام: ج٦، ص ١٤٠.

* تمت مراجعة تفسير النور.

الاخلاق
القرآن
الايمان
الشخصية
السلوك
الدين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    فن الاستماع مهارة ضرورية

    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟

    آخر القراءات

    وقفة وداع مع الشهر الفضيل

    النشر : السبت 30 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    هنا نهر ثالث

    النشر : الأربعاء 31 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أصناف الناس قرآنيًا في سلم التكامل والتسافل 1

    النشر : الأحد 07 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    اين سنذهب لو ضاق بنا كوكب الأرض؟

    النشر : الثلاثاء 16 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    شباب واعد لمستقبل زاهر

    النشر : الأربعاء 22 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    سيطر على مشاعرك

    النشر : السبت 21 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1334 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1318 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 828 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 735 مشاهدات

    "خيمة وطن" نقطة ارتكاز إعلامية وصحية في عولمة القضية الحسينية

    • 413 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 408 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1334 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1318 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1242 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1206 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1137 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1057 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي
    • منذ 5 ساعة
    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات
    • منذ 5 ساعة
    فن الاستماع مهارة ضرورية
    • منذ 5 ساعة
    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم
    • منذ 5 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة