احيانا تستحيل الاشياء الساكنة جروح ناطقة..
ما ان يقع نظرنا عليها تعيد ذكريات راحلة بسرد موجع
تعيدها فيرد ريحها الدمع لعيني
اسير بخطواتي الثقيلة على ارض داري الخالية فأستمع انينها
من وقع خطاي
ألمح خيالي محني ينوح لحالي
صدى صوتهم يرن حولي ويرعب وحدتي
ابحث حولي، ما من احد سوى بقايا ذكراهم وجدران بائسة
اتفقد حجرهم واحدة تلو الاخرى باحثة عن ايامي معهم
فأجدها منفية الى ارض المحال
من كل حجرة اتنشق عطر موحش كأنه عطر دم اشلاء مقطعة!
يعتصر قلبي ألماً وتحط حولي اشارات الرزية فأطردها
لكنها بقت تحوم حول فكري
اعود لربي استغفره واصبر
علها تخيلات ستفنى حالما يعود زاجلي الغائب
اين الزاجل؟! طال غيابه
اظنه ابى العودة حين امسكت يد الوالد الحاني عن الرد على مرسال لظرف غربة او اقبال رمح
جلست على الارض باكية مترقبة مرعوبة
اهفو لطارق يبدد لي حيرتي يحمل اي نبأ عن الراحلين عني
رمقت دار الوالد برمقة يتيمة
واذا بي اجد بابها لازال مغلقا
ذهلت كيف نسيتها وما انساني الدخول اليها
عله ما حان موعد الفاجعة!
صار قلبي على يقين خلف ذلك الباب تكمن المأساة
هرعت اليها فتحت الباب فأحاطني اعصار ألم وانتقل بجسدي الى صندوق ودائعه
رفعت الصندوق فرأيته يقطر دما، هالني المنظر
فتحته ففاح منه عَبقُ المُصـاب
وجدت كل الذي بالصندوق يجري دما
حولت نظري لباقي اشياء الغرفة فكانت كما كان الصندوق كلها نازفة
تنشقت عبقه ففاضت مقلتاي دمعا غزيرا
علمت ان المحذور قد حدث وتبعثرت كل الاماني
هويت الى الارض مغشيا عليّ لما اعتلاني الألم
وهوى الصندوق معي مع اشياءه
بعدها ايقظني ضجيج بكاء اهل المدينة الذي شق جدار السكون الذي سجنت خلفه لمدة طويلة
على بكاؤهم وصوتٌ يعلوهم بالمصيبة صادحا:
يا اهل يثرب لامقام لكم بها
قتل الحسين فأدمعي مدرار
الجسم منه بكربلاء مقطع
والرأس منه على القناة يدار..
اضافةتعليق
التعليقات