في عهدة التأريخ أفذاذ، جسدت لنا معنى الكلمة وأعطت المثال القويم في ترتيل بواعث الصبر وملكة الحلم والتحمل في سبيل إعلاء راية الهدى.
عند الكتاب أبواب تمهيد ل شرح المعنى ل كل خطوة قد عبأت لنا مظاهر مختلفة للفكرة، وربما برهان لإثبات عتبة خير، وحكمة تدبير..
في طويات كل نافذة قول لا يستبدل بغيره، وربما شكر لزمن قد أهدانا عنوان فريد لا يشابه غيره من حيث القوة والفطنة والسيرة الثابتة.
في بيت أسس على التقوى، اتحفنا ب عمدة المراجع وأخلص جوامع الكلم، من جمع الحديث ووفرة الأحكام، وإقامة ثورة الكتاب وبإستثناء لايقبل التبديل بيت آل الشيرازي المكرمون عند عتبة الخدمة الفاطمية، والراية الحسينية، والداعية إلى الفكرة المهدوية عقلا ومنطقا وإيمانا مطلق الحضور، غيبا وحاضرا..
وأحد أبرز مكامن التمهيد ومن زاوية الفكر والعقيدة، هو السيد الفقيد محمد رضا الشيرازي طاب ثراه وأعلى الله مقامه..
أحيانا عندما تكون عادلا منصفا، تقتلك خطوات الحاسدين، وتغبطك مضمخات الشواهد من أهل التتبع والريب..
هذا وإن دل فهو دليل قوة واقتدار السيد الفقيد وعمله الدؤوب في خدمة النص النبوي الشريف وبصدق.. علاوة على ذلك.. فإن السيد رضا رحمه الله اعتمد على قول الحق ونبذ صنوف العنف عملا وقولا، واكتنزت مفاهيم أقواله، برد الإساءة بالاحسان، حتى كان رداءه الحكمة في التصرف وشرف العفة في سرد الحديث واستنباط الفكرة من عموم أقوال الصادقين في التاريخ .
وقد جاور الإخلاص كل مفاهيم حديثه، فلم يختصر بابا معينا، بل ابتلت مشاعره ب هموم الناس حتى من أقل الطبقات الاجتماعية ..
عاش هموم الطفل اليتيم، وتقلد بصيرة الشيخ الكبير، وأحسن إلى الفقير بأن يفيض عليه ب أحاسيسه وحكمته الممزوجة ب دمعة حنين ..السيد الشهيد، عنوان الرحمة ومصداق القوة والبصيرة لكل من عرفه ومن لم يعرفه، حتى اكتظ صداه ب ساقية الخالدين، وأحبة الوافدين ..
في عنق الرسالة، يهب الله معاجز يمتد مداها عبر الزمن يدخل نوره محاجر ومقاعد ذكر، تكتمل الدمعة عند باب مجاورته، ف تذوب الحكمة مع الكلمة ل تخلق لنا كتابا ينطق حقا، ويعلو شأنا، ويرتضي لنفسه مرابطة الثغور ..
لذا يولد إحساسا بالحضور المطلق حتى مع غيابه.. لأن الله شاء أن يجعل لأهل رسالته عنوانا خاصا ..وبيتا مغمورا بالود ومعمورا بالذكر، وما أحوجنا لذكر الطيبين، الذين تقلدوا السيف من عنق لسانهم، واكتنزوا شعرا من آثار أفعالهم، واعتمروا جنة من فيوضات إحسانهم.
وما ألطف الغيث حين يكون ودقا لا يفارق حياة، ولا يزهق رفات.. بل أعجاز من أهل طاعة الله لكافة عباد الله.
لم يكن في وسع النهاية ترك المعاني غائرة في خيمة انتظار، بل أكبت على ختم رحيق وشمعة لازالت تضئ للأجيال من نور عبقها وجمال سموها، وترك الأثير يتكلم عنها ويشرح فواصل كلمته، هكذا هي كلمة الحق، تعاكس أهل الهوى وتجانب التقوى، وتلبس كفن البلوى، ومقياسها الرضا في السماوات العلى، وكان حقيق على الله سبحانه أن يجعلها في عليين، كتاب مرقوم يشهده كل ذي علم عليم.
اعتاد السيف هنا، أن يدخل مخدعه برفق لا تبجحا ومهندا لا مخذولا، وأن يلتوي تحت ظل فوارق تزهق ب فواجع، الليل قد أسدل ستاره على قلب السيد الفقيد ب شهادة الصلاة، وقد لهج لسانه دون فترة، وارتضى لنفسه حبا خالدا للقاء الجنان مع رحلة تطول مع الصادقين، أجداده الكرام الطيبين الطاهرين.. ف سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا..
اضافةتعليق
التعليقات