• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

تحصين سلامة القلب بالحسين

فاطمة الركابي / السبت 21 آب 2021 / اسلاميات / 3152
شارك الموضوع :

إن النبي (صلى الله عليه وآله) عبر بأنها [لا تبرد أبدًا]، وهذه نعمة إلهية مَنَّ بها تعالى علينا

من منا يرغب أن يكون من قساة القلب؟ بلا شك، لا أحد.

ومن منا لا يرغب أن يطمئن أنه من أصحاب القلوب اللينة؟ بلا شك، الجميع.

أما مفتاح معرفة ذلك فهو ما ورد عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، أنه قال: نظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الحسين بن علي (عليهما السلام) وهو مُقبِل، فأجلسه في حجره وقال: "إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا، ثم قال (عليه السلام): بأبي قتيل كل عبرة، قيل: وما قتيل كل عبرة يا بن رسول الله؟ قال: لا يذكره مؤمن إلا بكى"(١).

وما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: "ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب"(٢)، فهذه الحرارة من أسباب تلين كل قلب قاس، وما بكاء العين إلا علامة على لين قلب صاحبه.

ثمرة حرارة القلوب وبكاء العيون

إن النبي (صلى الله عليه وآله) عبر بأنها [لا تبرد أبدًا]، وهذه نعمة إلهية مَنَّ بها تعالى علينا، وخصيصة اختص بها سيد الشهداء (عليه السلام) ليكون تجليا لرحمة الله تعالى ورعايته وحفظه لعباده المؤمنين، فالإمام الحسين(عليه السلام) كالحصن الذي لا يتمزق بل يظل محيطا بقلب ذلك المؤمن المرتبط به إلى ما شاء الله.

إذ إن وجود هذه الحرارة فيها إشارة لوجود مايشبه المنبه الداخلي الذي يجعل صاحبه من المتيقظين في مواطن الغفلة، وليس مِن المنشغلين في الدنيا كغيره، وهذه من موجبات حفظ القلب من القسوة الموجبة للبُعدِ عن الله تعالى.

كما إن المُحب المتفجع والباكي على الإمام الحسين (عليه السلام) لابد أن يأخذ من محبوبه شيئا، ولابد أن تثمر تلك الحرقة وذلك البكاء؛ فتذيب شيئا من الشوائب العالقة في وجوده، وتغسل الكثير من أدران الذنوب التي قد لوثت طهارة ونقاء فطرته.

فليس منا أحد بمعصوم من الخطأ والزلل، ولكن هناك فرق بين من يُسارع برفعها وبين من يهملها ويسمح بتراكمها، والموجد لهذا الفارق هو ذكر سيد الشهداء؛ فحقيقة الذنوب هي الظلمة، لذا القلب إذا تعلق بمصباح الهدى، سرعان ما يهديه ليرى قبحها فينبذها؛ فيعود منيرًا بنور الإمام الحسين (عليه السلام)، طالبًا من ربه التوبة.

ارتباط حُسن الخاتمة بسلامة القلب

عندما ختم الله تعالى ذكر قصة نبيه الله وخليله أبراهيم (عليه السلام) وقدوة المؤمنين، أشار إلى علامة مهمة لحُسن خاتمته وهي تحقيق [سلامة القلب]، إذ قال تعالى: {وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}(الصافات:84)، ولنفهم شيء من مصاديق تحقق سلامة القلوب نجدها بقوله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ(88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}(الشعراء:89).

فنبي الله ابراهيم الخليل (عليه السلام) كان قد [خلى] قلبه من حُبِ الدنيا وزينتها، فجاء ربه [بقلبٍ سليما]، فالآية عبرت بأنه جاء هو لربه، وهذا ما يُذكرنا به ما نُسب للإمام الحسين (عليه السلام) من أبيات قيل فيها كوصف لحاله ومقاله: "تركتُ الخلقَ طرَّاً في هواك**وايتمتُ العيال لكي اراك/ فلو قطَّعتني في الحبِّ إرباً**لما مال الفؤاد إلى سواك".

فكل من يرتبط قلبه بالإمام الحسين(عليه السلام) لابد أن يخلو ويسلم قلبه من حُب الدنيا وما فيها، فيكون محبًا لأن يَفد على ربه، غير كارها لمفارقة الدنيا. بالنتيجة إن البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) ليس عاطفة حيّة متأثرة بعظيم ما جرى عليه فقط، بل انعطافه كبيرة في حياة الباكين ليكونوا أكثر قربًا من رب الحسين (عليه السلام).

_________

(١) مستدرك الوسائل:  ج ١٠، ص ٣١٨.
(٢) ميزان الحكمة: ج ١، ص ٢٨٥.

الامام الحسين
عاشوراء
كربلاء
الانسان
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    حين يُصافح الحقُّ يدَ الظلم: مداهنة لا تُغتفر

    مقومات التزكية عند الإمام الباقر

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    الماء مفتاح الصحة في فصل الصيف: ترطيب، طاقة، ووقاية

    الواقعية الذاتية

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    آخر القراءات

    استثمار الفرص.. ثقافة متاحة مظلومة الاستخدام

    النشر : السبت 01 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    حدثني علياً..

    النشر : الأثنين 02 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    عن فضيلة شجاعة القول

    النشر : السبت 26 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    غانم المفتاح: المعجزة

    النشر : الأربعاء 07 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    المطالبة بالحقوق في منهج الامام علي

    النشر : الثلاثاء 19 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    السيد أبو العريّف

    النشر : السبت 22 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 2992 مشاهدات

    عقد مقدّس تحت سماء مكة

    • 573 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 446 مشاهدات

    حب الصيف واجب وطني وإيماني

    • 406 مشاهدات

    "أُزهِرُ رغم التقلّب".. ملامح من سيرة الدكتورة رغدة الحيدري

    • 374 مشاهدات

    الشهيد الرضا الشيرازي.. تجلّيات فكر وسنويّة رحيل

    • 370 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3850 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 2992 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 974 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 890 مشاهدات

    رحيل ناعم

    • 779 مشاهدات

    عقد مقدّس تحت سماء مكة

    • 573 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    حين يُصافح الحقُّ يدَ الظلم: مداهنة لا تُغتفر
    • منذ 4 ساعة
    مقومات التزكية عند الإمام الباقر
    • منذ 4 ساعة
    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم
    • منذ 4 ساعة
    الماء مفتاح الصحة في فصل الصيف: ترطيب، طاقة، ووقاية
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة