• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

السيد أبو العريّف

حنين كريم / السبت 22 كانون الأول 2018 / ثقافة / 3002
شارك الموضوع :

قصة من التراث المصري تتحدث عن قرية يعيش أهلها بساطة الفكر والتدبير وكانوا يعتمدون على شخصية تدّعي العلم والخبرة في كل شيء، فكانوا يولونه حل

قصة من التراث المصري تتحدث عن قرية يعيش أهلها بساطة الفكر والتدبير وكانوا يعتمدون على شخصية تدّعي العلم والخبرة في كل شيء، فكانوا يولونه حل أغلب أمورهم، يسمونه (أبو العريّف).

في يوم من الأيام جاءه أهل القرية طالبين مشورته في أمر بقرة لهم قصدت زير الماء الخاص بالقرية لتشرب، فعلق رأسها في فتحة الزير، إستنشدوا بأبو العريف متوسلين إليه بأن يجد لهم حلا بحيث يمكنهم إستعادة البقرة وزير الماء سالمين.

فأستجاب لهم أبو العريف مستهزئاً بأنه يحل الأكبر منها وما هذه لتستعصي عليه، فذهب مع مساعديه قاصدين البيت المطلوب - الذي توجد فيه البقرة المحشورة الرأس - ، ولما شاهد وضعية البقرة أمرهم بسيف، فقطع به رأس البقرة فعلق الرأس أسفل زير الماء، أعاد النظر في الأمر ثم طلب فأساً فهدم به الزير وأخرج الرأس وبذلك حُلّت المشكلة.  

ضج الناس بالتصفيق والمباركة وأقيمت الوليمة وطُبِخت البقرة إحتفاءً بأبي العريف، بعدها أخذ ينشج ويبكي بكاءً مريرا، فاستغرب الناس من ذلك، فأخبرهم أبو العريف:

 "أبكي عليكم ماذا كنتم ستفعلون من دوني".

شخصية أبو العريف هذه وإن بدت تقليدية وأثرية في القصة، لكنها لازالت معاصرة أكثر مما تتخيلون، ففي كل جماعة من الناس لا بد بأن يظهر أبو عريّف، فإن كان الحديث عن الطب وجدته ابن بيطار زمانه، وإن كان عن الفيزياء فهو انشتاين زمانه، وعن الرياضيات كأنه خوارزمي زمانه، وإن سُئل عن الدين فهو فقيه زمانة يهيل بالفتاوى والمحلل والمحرم والجائز والمستحب على رؤوس سائليه.

يحشر أنفه في كل المواضيع عامة أو شخصية ، يُظهر رأيا في كل مناقشة حتى وإن كانت في غير أختصاصه أو اهتمامه - فقط ليُظهر نفسه أو ليصب الاهتمام عليه حتى وإن بدا حديثه يفتقد للخبرة والتجربة والبرهان فأنه يسترسل به مستهزءا بمن لديهم الخبرة من ذوي الاختصاص فعلا، فنيوتن ومن نيوتن هو مجرد شخص سقطت على رأسه تفاحة، والعلماء من هم ليأخذوا مكان الله ويحددونه بـ أفعل ولا تفعل من يحتاج الى ذلك الكل لديه عقل وهذا كتاب الله نتبعه والسلام، وهو بالكاد يمكنه أو لا يمكنه تدبر أمر القراءة الصحيحة، يبُت في أمر تفسير كتاب كلّف الباحثون آلاف السنين لفهم وتفسير جزء منه.

لهُ في كل مقام مقال، وفي كل عُرسٌ قُرص، ومع كل شخص شخصية، وعند كل ظرف سلوك، يلائم جميع المقاسات، وينحشر في كل الاختصاصات، ليس من أمر لا عِلم له به قول - لا أعلم - كواجب أحتياطي لردة فعل من هم أكثر منه خبرة، أو بمحضرٍ من ذوي اختصاص مايزيده حضورهم إلا تعرضه للنقد والتنقيح.

هذه ليست دعوى بحصر الكلام وإبداء الرأي بجهة معينة، لكن ليس بالضرورة أن يكون لنا رأي في كل شيء، هناك من يتحدث بمحل يصبح كلامه مما يقال عليه كلام من فضة السكوت عنه أثمن، فإن كان لصاحبه بصيرة ولب راجح أن يتدارك وضع شخصيته ويحفظ هيبته بأبداء رأي لا يخلو من عبارات - أعتقد ذلك - أو - ربما الأمر كذلك - فيعطي الانطباع من عدم الجزم في صحة المعلومة وهذا أسلم إذا ما تعرض للنقد، أو الاستعانه بالسكوت فهو وقار وهيبة للعالم وستر الجاهل.

ماذا نفعل لأبو العريف وهل شخصيته هذه نفسية أم وراثية أم مرضية أم ماذا؟!

والطامة لو وجدناه أمامنا في العمل وفي البيت، في جلسات الاصدقاء وفي السوق والسيارة، هل نهرب؟!، الصراحة انا أفضل الهرب على المواجهة والاضطرار إلى مجاملته ومداراته في ما يقول أملا بأنتهاء الحديث سريعا، أما معارضته ومجادلته، هل تمزحون؟!، لا تفكروا حتى في ذلك، فالانتصار الحقيقي الخروج من المناقشة ليس برأي صحيح وإنما بأعصاب سليمة.

الانسان
الشخصية
المجتمع
السلوك
قصة
الفكر
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    ألق المجرّة

    النشر : الثلاثاء 14 كانون الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    المهدي المنتظر وأسرار الغيبة..

    النشر : السبت 10 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    قفشات تتنفس سعادة

    النشر : الأثنين 17 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الأربعون صباحاً

    النشر : الأربعاء 08 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    رئيس نيجيريا: زوجتي "مكانها المطبخ"

    النشر : الأحد 16 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    وهل الدين إلا الحب.. دورة تنموية إقامتها جمعية المودة

    النشر : السبت 31 آب 2019
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3329 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 438 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 346 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 344 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 309 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 300 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3329 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1320 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 854 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • منذ 4 ساعة
    السر الأعظم في معاملة الناس
    • منذ 4 ساعة
    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 4 ساعة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة