• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

حدثني علياً..

مروة ناهض / الأثنين 02 نيسان 2018 / ثقافة / 3225
شارك الموضوع :

حين جاء الحفيد الاول في العائلة، كنتُ شديدة التعلق فيه، وكان يتربع على جُل مشاعري، حين رأى والدي ماذا يصنعُ هذا الوليد بيَّ قال لي جملته الت

حين جاء الحفيد الاول في العائلة، كنتُ شديدة التعلق فيه، وكان يتربع على جُل مشاعري، حين رأى والدي ماذا يصنعُ هذا الوليد بيَّ قال لي جملته التي ما زال صداها يرنُ بمسامعي:

الحبُ إتباع، لا اقوالاً..

بوقتها أردفتُ قوله بسؤال: ما الداعي لقول هذا؟

أجابني حينها: لأننا نعاني من ومضة مشاعر! ومضة أفعال ومبادىء حتى إيماننا صار ومضة تأتي هُنيئة ثم ما تلبث ان تنطفىء ما ان يداهمنا موقف تتعارض فيه مصالحنا الشخصية مع الإيمان الحقيقي..

بعدها سكت لحظات ثم قال:

بُنية إني أخاف عليكِ وأكثر ما أخاف عليكِ!

ثم تلى عليَّ قولاً كان نصه: علمَّوا صبيانكم من علمنا ما ينفعهم الله به، لا تغلب عليهم المرجئة برأيها!

لا اذكر بعدها ما جرى بيننا، ولكن اعلم أن كل شيء تغيَّر الآن، وعاد هذا النص الذي كان للانسان الأول والعقل الاكمل ابو الحسن علياً صلوات الله عليه يطرقُ ابواب الأيام..

ما يجب فعله اليوم قد تأجل لغدٍ، وتجردت الاقوال من الافعال تحت سطوة المُنادين  بـ: النية هي الاهم!

إذن دعك من صلاتك ولا تؤديها! لأن النية أفضل وأنت نويت على الصلاة!

وتجرَّد من الرحمة والحق وافعل ما يبدو لكَ هو الصواب حتى تعيش بهذا الزمن لماذا لأن الاهم هي نيتك؟

ليس مهماً ان تُبادر لفعل الصالحات وتضع برصيد خُزانتك ما يشفع لك يوم تأتي الى الله فقيراً لا شيء سوى أعمالك! لانك قد نويت وهذا افضل!

حين يستحكم الجهل على عقل الإنسان ويصبح هو القائد الذي يدير شؤون نفسه، يلتبس عنده الحق بالباطل ويصبح عبداً لأهواءه فيُفسر حسب المصلحة ويعمل وفقاً لما تقتضيه منه اهواءه..

ومُتناسياً ان قداسة العمل تكتمل حين تكون قد واليتَ علياً سلام الله عليه، تماماً كالصلاة التي لا تتم إلا بالوضوء..

* سودتُ صحيفة أعمالي..

تتلاشى، وتسقطُ في بئر الاندثار ولا من قافلة تمر لتنتشلها في زمن جيء بقميصها وقد تمزق أرباً أرباً والكل ذئب يدعَّي براءته من ما صُنع فيه!

أخلاقنا يُوسف تغَّيب في غياهب الأنحلال ولا من مجيب!

حتى أصبح البعضُ يتاجر بها، مُتخذاً أياها تجارة يكسب فيها ما يسد رمق مصلحته،

فأصنام الأنانية، الحسد، النفاق، الكذب والتهرب من المسؤولية وغيرها الكثير عادت لتحكم في زماننا وتعيثُ فيه فساداً  ولا زلنا ننتظرُ يد إبراهيم لتُحطمها!

والسؤال الذي ينقدح الآن لماذا وكيف؟

حين تتصفحُ تأريخ المولى امير الموحدين، ثم تتدبر قليلاً في عهده ترى العجب العُجاب والقوة تكمنُ أين؟

تكمن في # حكومة_الأخلاق التي حكم فيها ولعل لا يوجد قائد في تأريخ الإنسانية حكم بهذه الحكومة غيره!

فالذي كان يملكُ الامصار السبعة كان يحكم بسلاحٍ فتاك لا يستطيع خصمه ان يرده او ينتقص من قوته..

فالكل يخضع لقانون العدالة الأخ والجار، الصديق والغريب، اليهودي والمُسلم! لا فرق إن كان عقيلاً او سواه! فالذي يجري على هذا يجري على سواه!

القائد الذي جمع في حكومته الأضداد بين الرحمة والقوة بين الحسم والتأني يرسمُ المسار ويضع الحدود ثم يعطي النتيجة:

النُّفوسُ بُيوتُ أصحَابِها، فإذَا طَرقتُموهَا فاطرُقوهَا بِرفق!

إذن حين نتأمل هذة الكلمات، نجدها الدستور الذي سار عليه علياً سلام الله عليه في حكومته، بل في كل حياته.

البلاغة المُتناهية في الجمال حين قال نفوساً! لم يحددها بـ هل هي مؤمنة ام لا؟ مُستحقة لهذا الرفق ام لا تستحق؟ بل كان صريحاً بأن يقول أن كل نفسٍ على هذة المعمورة تستحق ان تطرق بابها برفق! تعبيراً عن أخلاقك انت لا أخلاقها هي!.

بل كان صريحاً حين قال إن لا إيمان مع الأخلاق التجارية تلك التي صارت هي الحاكمة في زماننا هذا مع كُل الُحزن والأسى والذي ينصُ قانونها: إحسن لمن أحسن اليكَ فقط، وبادر بالإساءة لمن أساءة اليكَ!

فالذي بادرك بالسلام بادر اليه بالسلام ! وإلا فلا!

تلك التجارة الشنيعة التي لا تعود على صاحبها الا بالخُسران نحتاج لطمرها، نحتاج لمعول يُحطم تلك الأصنام الراقدة بين خفايا نفوسنا، نحتاج لأن نغتسل بمزمزم علي ونعود كما أرادنا هو: خلقوا من فاضل طينتنا! نحتاج ان نُقَّوم تلك الطينة من كل الشوائب التي لحقتها ونُصيَّرها نقية من كل دنس!

ومفاتيح تلك التنقية ثلاثة أمور لا رابع لها:

* غاية الحياء أنَّ يستحي المرء من نفسه.

فمتى ما داوم على رعاية صوت الحق في داخله، وحاسب نفسه وقوَّم أخلاقه فهو الرابح..

* ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملاً.

متى ما تفعَّل هذا القانون في أنفسنا وأستيقنته وقبَّلت لغيرها ما تقبله لها ورفضت ما ترفضه لنفسها عندها سنتمكن من الرجوع للفطرة السليمة فطرة علي سلام الله عليه.

* أفضل الورع أنَّ لا تبدي في خلوتك ما تستحي من إظهاره في علانيتك..

حين يتطابق الظاهر مع الباطن بكل إختلاجاته  ويصلح أمر آخرته سيتكفل الله بأصلاح أمر دنياه..

هذه المفاتيح الثلاث التي تحملُ بين طياتها رموز المعادلة الأخلاقية مع: الله، المجتمع والنفس متى ما تمكن الإنسان من إصلاحها  سيتمكن من النجاة..

إذن نحتاج لثورة عارمة نصرخُ فيها: أن الصيحفة سُودتَّ ياعلي وليس لها الا لُطفك التي يُصيرها بيضاء تسر الناظرين!.

* وفيكَ أنطوى العالم الأكبر..

من الآفات التي تفشتَ في مجتمعنا وبالأخص الشبابي هي آفة: التهرب من المسؤولية بـ حُجج واهية وأعذار لا تعود علينا إلا بالضرر فالمجتمع الذي يجمع أفراده على رفع راية التهرب تحت شعارات: أنا لا أستطيع وحدي!، المجتمع تعبان ماذا بإمكاني أن افعل!

وهل بإمكان عنصر مثلي أن يحدثُ الفرق!

هو مجتمع يتهادر نحو الهاوية! مجتمع يمنح غيره إجازة التفكير والتنفيذ نيابة عنه دون ان يدرك مخاطر هذا الأمر!

الوضعُ يزداد سوءاً والفجوة تكبر يوماً بعد يوم ومرض الجهل بات ينخر بجسد الامة! فالكل يصرخ ماذا أفعل!

ثم ما يلبثُ أن يأتي الجواب من المُعلم الأول:

أتحسبُ أنك جُرم صغير وفيك إنطوى العالم الأكبر!

جاء ليحطم اسطورة الخداع الحاكمة ويُعبَّد الطريق لمن يريد!

فكل ما عليك أن تتسلح بالتوكل والثقة بالله ثم تمضي وانت تحملُ بين يدك نفوذاً لا ينفذ: فالإحساس الذي يحملك على العمل ورفض الواقع وإن كنتُ وحدك أمام الالاف هو ذاته الاحساس الذي غلبت فيه الفئة القليلة الكبيرة!.

هو ذاته القنديل الذي يحملهُ السائر في درب الحق ليقاوم وحشة غربته!

فحين يبدأ الامر منك ثم من بيتك الى محيط عملك فمدينتك الى مجتمعك عندها تيقن إنك على الصراط المُستقيم!.

الابحار مع علي صلوات ربي عليه أشبه بالغوص باللامحدود واللاُمتناهي، أشبه بمحاولة سكب مداد البحر بقلم عادي!.

ولكن ما لا يُدرك كله لا يُترك بعضه! ولأننا نُعايش ذكرى الولادة الميمونة نحتاج لأكثر من الفرحة وتبادل التهاني، نحتاج لإحياء مبادىء علياً صلوات الله عليه فينا، نحتاج لنبثُ دماء سيرته في وريد أيامنا، أفعالنا وأعمارنا حتى ننتشلها من كابوس الموت والإندثار..

الامام علي
قصة
اهل البيت
مفاهيم
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت

    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح

    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟

    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى

    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد

    آخر القراءات

    رسالة إلى البرزخ!

    النشر : الأحد 20 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    7 أنواع من البذور عليك حتماً الشروع في تناولها!

    النشر : الأثنين 30 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    من نجوم الولاية: أويس القرني وعمرو الخزاعي

    النشر : الأثنين 10 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    العمل ساعات إضافية لن يفيدك.. 5 معتقدات خاطئة قد تدمر مستقبلك المهني

    النشر : الأحد 28 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    السر الأعظم في معاملة الناس

    النشر : الأثنين 19 آيار 2025
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    ماذا أضاع الشباب بين خطي الدراسة والوظيفة؟!

    النشر : الأربعاء 14 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 887 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 767 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 450 مشاهدات

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    • 374 مشاهدات

    من الغرب إلى كربلاء: صحوة الروح أمام ملحمة الفداء

    • 349 مشاهدات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    • 333 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1356 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1344 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1215 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1143 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1066 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1063 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت
    • منذ 4 ساعة
    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح
    • منذ 4 ساعة
    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟
    • منذ 4 ساعة
    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة