كيف يسمو المقام ويرتفع الشأن ليقول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى في حقه إني أشم رائحة الجنة تأتي من جهة اليمن والقرن فأراها وأعرفها.
أبو عمرو أویس القرني من أحد أصحاب النبي محمد (صلى الله وعليه وآله) النجباء.
ونلاحظ وجود هذا الصحابي الجليل في عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) أكثر مما نلاحظه في عهد الرسول (صلوات الله عليه وآله) فبسبب قربه من أمير المؤمنين (ع) فإنه لم يحتسب فقط من شيعته وأصحابه بل اعتبر من حواري الامام أمير المؤمنين (عليه السلام).
فقد قال الامام موسى بن جعفر (عليه السلام): عندما تقوم القيامة ينادون أين حواري علي بن أبي طالب فيقوم البعض ومنهم أويس القرني.
في حرب صفين عندما بقي أمير المؤمنين دون ناصر، قال عن قريب، سيأتي ثلاثين ألف شخص من الكوفة لمساعدتنا، ابن عباس يقول: حسبت أصحابه (عليه السلام) فلم يكونوا سوى تسعمئة وتسع وتسعين شخصا، فتسائلت عن قوله ثلاثين ألف شخص؟ فبعد ساعات قليلة رأيت حشدا عظيما آتيا من الكوفة متوجها نحو مولاي علي (عليه السلام)، كان أويس القرني آنذاك قد بايع أمير المؤمنين (عليه السلام) وحارب بجانبه حتى استشهد في حرب صفين، فصلى عليه الامام ودفنه في الجهة اليسرى بجانب قبر عمار بن ياسر في رقة سورية.
أويس القرني بالنسبة لنا من عارفي الغدير، في طريق النقل الخطابي يتلألأ الاسم الشريف (أويس القرني) في سماء الولاية.
والحواري الآخر هو:
عمرو بن الحَمقِ الخزاعي
صحابي جليل، من أصحاب رسول الله (صلی الله علیه وآله) وأمیر المؤمنین (علیه السلام) ومن رواة خطبة الغدير..
أسلم بعد حرب صلح الحديبية، جاء في الروایة: ذات مرة كان وعاء من الحلیب
في يد عمرو بن الحمق الخزاعي لإرواء عطشه، فقُدِّمه للنبي وشربه رسول الله وقال: اللهم مَتّعهُ بشبابِه، مدة حياتهُ ۸۰ سنة، فيذكر في التاريخ أنه، لم يكن هناك شعر أبيض على رأسه ووجهه.
من بركات دعاء ومعجزات الرسول الأکرم صلى الله عليه وآله، وعن الامام موسی بن جعفر(عليه السلام): إذا کان يوم القيامة ينادي منادٍ: أين حواريّ علي بن أبي طالب (علیه السلام).
فأحد هؤلاء الحواري هو عمرو بن الحمق الخزاعي؛ شهد حروب أمير المؤمنين (علیه السلام) وساهم فيها بكلّ صلابة وثبات وكان ولاؤه للإمام عظيماً حتى قال له (عليه السلام):
ليت أنّ في جُندي مائة مثلك.
معاویة لعنه الله ألقی القبض عليه، وفي النهایة أرسلوا رأسهُ إلی زوجته.
وهكذا انتهت حياته بألم في طريق الحق ليرتوي من عذب ماء الكوثر في النهاية ويدخل الجنة مع مولاه.
ويكون من الفائزين ورد عن ابن عباس قال: لما نزلت ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ)) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ: (هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين).
اضافةتعليق
التعليقات