مهمتنا هي تحقيق أقصى قدر من الأرباح للمساهمين.. قرأت هذا الإعلان في موقع إحدى البنوك وهناك آلاف الاعلانات من هذا القبيل، حيث تحفزّ الإنسان على المبادرة، كل إنسان يرغب بالاستثمار وأن يحصل على مزيد من الفوائد والأرباح لذلك يبحث عن أفضل البنوك و الشركات كي يزيد من أرباحه.
ولكن هناك أمور يجب أن تكون في عين الإعتبار، بأن يختار الانسان المكان المناسب فهناك أماكن كثيرة تساهم في النجاح وتُرغّب الإنسان كي يكون عضواً من أعضاء تلك المجموعة ولكن بعد مدة يدرك الفرد بأنه ليس سوى خاسر فقد ماله ويندب حظه العاثر.
ولكن الذنب ليس ذنب حظه إنما ذنب عقله الذي لم يفكر بطريقة صحيحة ولم يختر المكان المناسب.
قضية الأرباح قضية مهمه جداً فالإنسان بطبيعته يبحث عن الأمور التي تكون فيها فائدة له وفي معظم الأحيان يرغب في الحصول على المزيد.
الأرباح ليست مادية فقط ربما معنوية !
الشخص الذكي يعرف أن الأرباح الروحية أهم بكثير من الأرباح المادية حيث إن هذه الدنيا فانية ولا نعيش فيها سوى سنوات معدودة وننتقل إلى عالم آخر فبما إننا في هذه الدنيا الفانية نبحث عن أفضل البنوك لنودع أموالنا ونحصل على أرباح كبيرة ونضمن سلامتنا من الفقر والجوع والاحتياجات الأخرى أليست الروح أولى بالاهتمام؟ كي نحافظ عليها من الألم والعقاب ونضمن سلامتها في ذلك العالم كما ورد (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) يا ترى كم يجب أن تكون أرباحنا؟
حتى نرتاح في ذلك اليوم الذي لا ينفع مال ولا بنون حيث جميع الأرباح المادية سوف تكون بلا فائدة وجميع المسميات الدنيوية دون مفعول، أين يجب أن نودع ممتلكاتنا الثمينة التي نضمن الفوز وبسببها ندخل الجنة أو نعتق رقابنا من النار؟
من الجميل أن نأخذ العبرة من مليكة العرب المرأة الناجحة التي كان اسمها فخرا لقريش كان بيتها ديوان العلم والمعرفة وجمالها لغز يرغب الرجال في الحصول على الإجابة والفوز بالقرب من هذه السيدة العظيمة.
بعدما يملك الإنسان أموالا طائلة ويجد نفسه غارقا في الأرباح المادية يدرك أنّ هناك شيء ما في داخله يريد الكثير ويرغب بالمزيد شيء ما أكبر تأثيراً من الأموال، شيء يروي عطش روحه، هنا يبحث عن مكان صادق بعيداً عن ضوضاء المنافقين وعبدة الأموال حوله.
يبحث عن شخص صادق يختلف عن الآخرين ليسكن إليه ويطمئن، يبحث عن مكان آمن يودع ممتلكاته الثمينة، فقد عرفت أم المؤمنين أن أموالها الطائلة أمامها فناء الدنيا وأن روحها عطشة إلى الخلود، فعرفت أن العظمة عند الله وعند من اختارهم الله خلفاء في أرضه عند محمد وآله عليهم أفضل الصلاة والسلام.
فقد اختارت ذلك الفقير مادياً كما كان يظن المجتمع على تجار قريش، ولكن لم يعرفوا آنذاك أنها كانت أذكى منهم وأعلم بالكتب السماوية ومعرفتها كانت واسعة، فقد عرفت أين تودع حبها النقي وروحها الطاهرة فقد نالت أجراً عظيما وربحت ربحاً كبيرا، فقد نالت شرف السكون مع أعظم رجل في البشرية حبيب الله محمد صلى الله عليه وآله واطمأنت روحها عنده وزاد شرفها. فقد كانت مليكة العرب وأصبحت زوجة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وقرت عينها بولادة فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين الآخرين والرب قرأ عليها السلام حيث ورد بأن أتى جبرئيل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: هذه خديجة قد أتتك معها إناء مغطّى فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربّها ومنّي وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
أعظم امرأة في التجارة تعلمنا أين نودع أموالنا وممتلكاتنا، ومن الذي نستطيع أن نثق به دون خوف، (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّة).
يا ترى أين نودع أرواحنا؟ أليست الروح أجدر بالحرص على البقاء والحفاظ على سعادتها؟
اضافةتعليق
التعليقات