الساعة السابعة صباحاً، جلست على كرسي الملوك الوحيد المتوفر في العالم كله، كمية الراحة فيه والسعادة لا توصف يتميز بصفات فريدة واستثنائية، يمتلك طاقة ايجابية وينشر ذبذبات للشحنات الموجبة ينقلها لي فور جلوسي عليه يدور بي ويدور ولا كأي لعبة من ألعاب مدينة الملاهي.
من أفضل ميزاته امتلاكه لقدرة آلة الزمن ماإن أطلب منه أن يأخذني في جولة عبر الزمن حتى يلبي لي، قبل أن أغمض عيني نظرت من حولي فرأيت شعاع ضياء الشمس يسقط على قطرات الندى التي تسقط من على الزهور، العصافير تغني لحن الحياة، الأشجار تتمايل مع صوت أبي الذي يصدح بين الزهور والأشجار والعصافير مردداً كلمات أمير النحل زوج البتول وابن عم الرسول أمير المؤمنين علي عليه السلام في دعاء الصباح: إِلهِي، أَتَرانِي ما أَتَيْتُكَ إِلاَّ مِنْ حَيْثُ الآمالِ، أَمْ عَلِقْتُ بَأَطْرافِ حِبالِكَ إِلاَّ حِينَ باعَدَتْنِي ذُنُوبِي عَنْ دارِ الوِصالِ، فَبِئْسَ المَطِيَّةُ الَّتِي امْتَطَتُ نَفْسِي مِنْ هَوَاهَا، فَوَاهاً لَها لِما سَوَّلَتْ لَها ظُنُونُها وَمُنَاهَا، وَتَبّاً لَها لِجُرأَتِها عَلَىٰ سَيِّدِها وَمَوْلاها، إِلهِي قَرَعْتُ بابَ رَحْمَتِكَ بِيَدِ رَجائِي، وَهَرَبْتُ إِلَيْكَ لاجِئاً مِنْ فَرْطِ أَهْوائِي، وَعَلَّقْتُ بِأَطْرافِ حِبالِكَ أَنامِلَ وَلائِي.
وفي الوقت ذاته يجمع أزهار القداح ليقدم مجموعة منها لزهرته وفتاته الصغيرة ومجموعة أخرى يضعها في ثيابه ليفوح شذى عطرها منه وإذا خرج يكون تاركا عطره بيدي صغيرته المدللة إذا مااشتاقت إليه تشمه ليبقى ريحه في عبق ذاكرتي ولو بعد أعوام .
أغمضت عيني وطلبت من كرسي آلة الزمن نقلي إلى اجمل الأزمان منذ أن خلق الله الأرض وإلى آخر يوم في الدنيا، وفعلاً فتحت عيني نظرت من حولي وإذا بأفعى كبيرة وطفل صغير تقترب منه صعقت ركضت صوب الصغير لأنقذه فرأيته يضحك للثعبان وهي تلاعبه فدهشت، ثم رأيت في الجانب الآخر قطة تلاحق فأراً وماإن وصلت إليه حتى صارت تداعبه وتلاعبه وكأنه لعبة كرة الصوف المفضلة لديها!! لا أكلتها المفضلة !! فذهلت.
قررت أن أسير في البستان رأيت أشجاراً لفواكه لم أر أو أسمع أن هناك مثلها وقد أعجبني مذاقها بشدة، شاهدت فاكهة جميع المواسم الشتوية والصيفية مثمرة في الوقت والمكان ذاته أما عن طعمها فكأنه من طعام الجنة إذ إن الفاكهة التي كنا نأكلها لا تصل إلى عشر لذة طعم هذه، رفعت رأسي إلى السماء فرأيت أنواع الطيور من عجائب ماخلق الله في الأرض فقلت في نفسي لقد أكلت الفاكهة وماذا عن الغداء، ماذا لو كان هناك صياد ليصيد لي هذه الطيور للشواء وإذا بالطير قد نزلت مشوية فأكلت منها حتى شبعت ولم أذق بحياتي كلها لحماً ألذ منه ثم عاد الطائر حياً بإذن الله وطار عالياً في السماء.
مشيت قليلاً فرأيت مجموعة من الغزلان تركض وتقفز ثم وقفت إحداها لتلاعب صغيرها فجاء مجموعة صبيان وأشاروا عليها فشويت لهم وأكلوها وبعد أن شبعوا أحياها الله ثانيةً وذهبت لصغيرها وأرضعته، ثم سرتُ خطوات فرأيت بحيرة كبيرة وفيها أنواع الأسماك والحيتان والدلافين والبطاريق على جانبها تتزلج على الجليد والبحيره لازالت كما هيَ.
سرت بعدها بقليل فرأيت شجرة جوز الهند وحولها مجموعة رجال مجتمعين فدخلت بينهم فرأيت أنهم قد وجدوا كنزاً فطلبوا مني أن أفتح لهم الصندوق فما إن فتحته حتى رأيت عجائب الدنيا فيه من الذهب والفضة والمجوهرات والنقود والألماس والأحجار الكريمة فجذب نظري قرطٌ فيه ماسةٌ مذهلة فحملته بيدي فقالوا لي الرجال:
- هل أعجبك؟؟
- أعجبني؟! بل لم أرَ مثله في حياتي كلها.
فقالوا لي: _ هو ومافي الصندوق كله هبة لك فحملت الصندوق ثم تحيرت في أمره وما أصنع فيه لكثرةِ مافيه فقررت أن آخذ منه مقداراً ورددت الباقي عليهم فرفضوه وقالوا إنا لا نسترد ماأعطيناه فظللت حائرا في أمري.
فتحت عيني رأيت ملامح أبي، عينيه العسليتين ابتسامته استشعرت يديه الدافئتين على وجنتيَّ يقول لي لقد انتهت حكاية اليوم ياجميلةَ أبيكِ.
- آه عذراً يا أبي لاشك أني قد أتعبت قدميك، لقد نسيت نفسي فحضنك الدافئ وجلبابك الذي صنعته لي كالكرسي المتحرك هي أجمل عندي من أراجيح الدنيا.
- إذاً ياصغيرتي إن أردت ان تدركي هذا الزمان لا تنسي الورد اليومي بعد كل صلاة وفي كل حال اللهم عجل لوليك الفرج لنعيش أيام الظهور.
- اللهم أطل في عمر والدي بصحة وعافية ليدرك الظهور ووفقنا لنصرة مولانا الإمام المنتظر روحي فداه اللهم عجل لوليك الفرج.
ولكن ياابي ألم تبالغ قليلاً في وصف زمان الظهور؟.
- أبداً ياصغيرتي سأقص عليكِ الروايات المطروحة في وصف زمان الظهور.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله: "تَقِيءُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا أَمْثَالَ الْأُسْطُوَانِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ،
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، حيث قال: (يملك المهدي مشارق الأرض ومغاربها، وترعى الشاة والذئب في مكان واحد، ويلعب الصبيان بالحيّات والعقارب ولا تضـرّهم شيء، ويذهب الشرُّ ويبقى الخير)*2
عن الامام الحسين عليه السلام:
ولتنزلن البركة من السماء إلى الأرض حتى إن الشجرة لتقصف ممايزيد الله فيها من الثمرة ولتوكل ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام:
ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها ولأخرجت الأرض نباتها ولذهبت الشحناء من قلوب العباد واصطلحت السباع والبهائم حتى تمشي المرأة بين العراق إلى الشام لا تضع قدميها إلا على نبات وعلى رأسها زينتها لا يهيجها سبع ولا تخافه.
- أبي أنا أحب أبا صالح المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف كثيراً.
- لست أنت فقط من تحبيه يا ابنتي فكل المخلوقات تحبه.
فعن الإمام الصادق عليه السلام: الإمام المهدي محبوب الخلائق.
اضافةتعليق
التعليقات