• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

على مائدة أدعية السحر

فاطمة الركابي / الأثنين 04 آيار 2020 / اسلاميات / 2659
شارك الموضوع :

ثم بعد أن يُدرك العبد ويعترف بمنن وأفضال الله سبحانه عليه، يطلب منه أن يُعينه على إخراج حب الدنيا من قلبه

نقرأ في دعاء أبي حمزة الثمالي الذي يُستحب أن يُقرأ في أسحار شهر الضيافة الإلهية التي نَنعم بها في هذه الأيام المباركة، هذه الفقرات: [أَنا لا أَنْسى أَيادِيكَ عِنْدِي، وَسَتْرَكَ عَلَيَّ فِي دارِ الدُّنْيا، سَيِّدِي أَخْرِجْ حُبَّ الدُّنْيا مِنْ قَلْبِي، وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ المُصْطَفى وَآلِهِ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ]، إذ تركز هذه الفقرات على ذكر مشاهد من قصة هذا الإنسان [العبد] المتوجه لمولاه، وعلى ماذا يجب أن يكون بناؤه وختامه.

فقصة أبينا آدم(عليه السلام) ابتدأت من تلك المعصية (بترك الأولى) إلى مقام العصمة، وهكذا فلكل منا قصته وبداياته، من ذلك الموقف الذي استشعرنا وقوف الله تعالى معنا وكيف منه أنقذنا، ومن ذلك الجرح الذي أصابنا من خذلان أهل المودة فغرس محله أملا فكان ضمادا لجراحاتنا، ومن تلك العثرة في السعي لبلوغ النجاح فمد لنا أياديه وتوفيقه فبلغنا مقصدنا، ومن تلك اللحظات التي وصلنا بها إلى مرحلة العجز فمد لنا معاجزه الخفية فحققنا مرادنا.

فتَذكرنا لتلك الأيادي (بقول أَنا لا أَنْسى أَيادِيكَ عِنْدِي) التي كانت تُرجِعنا كلما تَراجَعنا في المسير، هي من محفزات إستمرارنا في الطاعة والسعي في بلوغ الثبات، لذا من المهم أن لا ننساها لأنها مفتاح لنتذكر ذلك الباب المفتوح لنا دائما لنطرقه، فنستمد منها قوة للغد، ولنواصل المسير رغم مشقة هذا الدرب.

كما إن تذكرنا لأيادي الله تعالى وستره على معايبنا وعثراتنا (بقول وَسَتْرَكَ عَلَيَّ فِي دارِ الدُّنْيا) يجعل نفوسنا تعيش حالة الحياء منه سبحانه على الدوام، وتذوق طعم الحياة بقربه لشدة وسعة رحمته وتفضله علينا في أن جَملنا وستر منا كل قبيح، فلا نغتر بمحاسننا الظاهرة عندئذ، لأننا الأعرف بما فينا من معايب ونواقص، ولا نعيش الهوان لأن لنا هكذا إله ورب مُعز.

ثم بعد أن يُدرك العبد ويعترف بمنن وأفضال الله سبحانه عليه، يطلب منه أن يُعينه على إخراج حب الدنيا من قلبه (بقول سَيِّدِي أَخْرِجْ حُبَّ الدُّنْيا مِنْ قَلْبِي) فلحظة التذكر والاعتراف هي لحظة وجدانية ترطب قلب الداعي، ولكن الداعي الواعي هو الذي يستمد من هذه اللحظات بصيرة تعينه على الثبات في قادم اللحظات والساعات والأيام.

إذ إن إستجابة طلب إخراج حب الدنيا من القلب سيقطع عنه كل ما يقطعه ويشغله عن تذكر مولاه سبحانه، وكأنه بذلك يطلب بعد أن ذاق حالة إستشعار حضور الله تعالى في كل تفاصيل حياته، أن لا يشغله عن هذا الشعور شاغل، ولا يغنيه شيء عن رغبته بأن يعيشه حالة الإحتياج والإفتقار الدائم، فيحيا في الدنيا ولكن لا ينشغل قلبه بحبها، لأن حبها أصل كل غفلة وإحتجاب عنه سبحانه، كما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنه قال: [حب الدنيا أصل كل معصية وأول كل ذنب](١).

فإن امتلئ قلب العبد الداعي بحب وذكر سيده ومولاه، واستجيب له طلب إخراج حب الدنيا من قلبه، هنا سيصل إلى مقام سلامة القلب والإستقامة في النفس، عندئذ يحصل الترقي في الطلب بقول (وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ المُصْطَفى وَآلِهِ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ) فيدعو بأن يكون ختام حياته هي رفقة حبيب الله ورسوله المصطفى وآله الأطهار صلوات الله عليهم [وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً].

فهذا الفقرات كنموذج يوصلنا إلى أن أدعية السحر أهميتها تكمن في أنها ترسم للإنسان خريطة حياته، وتعينه على معرفة نفسه، وتوثق علاقته بربه، بشرط ألا يكون دعائه دعاء بقلب ساه بل يكون بوعي ليكون دعائه منيرا للقلب، ومصدر هداية يوصله للصراط الأقوم.

------

(١) ميزان الحكمة، ج ٢، ص ٨٩٦.

شهر رمضان
الصيام
الدعاء
الايمان
الدين
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    ما الذي يحدث في دماغك عند تعلم لغات متعددة؟

    النشر : الخميس 17 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    سمفونية الماء الحديث: ماء آرو

    النشر : الأربعاء 16 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    التأمل والعلاج النفسي يساعدان في التخفيف من آلام الظهر

    النشر : السبت 12 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    كيف نوقف عملية صناعة المرأة الخشبية؟

    النشر : الثلاثاء 21 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    حب الصيف واجب وطني وإيماني

    النشر : السبت 31 آيار 2025
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    عادات ذهبية لترتيب الأولويات بطريقة ذكية

    النشر : الأثنين 02 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 42 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1211 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 440 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 432 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 406 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 387 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 383 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1560 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1316 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1211 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1172 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1107 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 934 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • منذ 22 ساعة
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • منذ 22 ساعة
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • منذ 22 ساعة
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • منذ 22 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة