• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

على مائدة أدعية السحر

فاطمة الركابي / الأثنين 04 آيار 2020 / اسلاميات / 2594
شارك الموضوع :

ثم بعد أن يُدرك العبد ويعترف بمنن وأفضال الله سبحانه عليه، يطلب منه أن يُعينه على إخراج حب الدنيا من قلبه

نقرأ في دعاء أبي حمزة الثمالي الذي يُستحب أن يُقرأ في أسحار شهر الضيافة الإلهية التي نَنعم بها في هذه الأيام المباركة، هذه الفقرات: [أَنا لا أَنْسى أَيادِيكَ عِنْدِي، وَسَتْرَكَ عَلَيَّ فِي دارِ الدُّنْيا، سَيِّدِي أَخْرِجْ حُبَّ الدُّنْيا مِنْ قَلْبِي، وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ المُصْطَفى وَآلِهِ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ]، إذ تركز هذه الفقرات على ذكر مشاهد من قصة هذا الإنسان [العبد] المتوجه لمولاه، وعلى ماذا يجب أن يكون بناؤه وختامه.

فقصة أبينا آدم(عليه السلام) ابتدأت من تلك المعصية (بترك الأولى) إلى مقام العصمة، وهكذا فلكل منا قصته وبداياته، من ذلك الموقف الذي استشعرنا وقوف الله تعالى معنا وكيف منه أنقذنا، ومن ذلك الجرح الذي أصابنا من خذلان أهل المودة فغرس محله أملا فكان ضمادا لجراحاتنا، ومن تلك العثرة في السعي لبلوغ النجاح فمد لنا أياديه وتوفيقه فبلغنا مقصدنا، ومن تلك اللحظات التي وصلنا بها إلى مرحلة العجز فمد لنا معاجزه الخفية فحققنا مرادنا.

فتَذكرنا لتلك الأيادي (بقول أَنا لا أَنْسى أَيادِيكَ عِنْدِي) التي كانت تُرجِعنا كلما تَراجَعنا في المسير، هي من محفزات إستمرارنا في الطاعة والسعي في بلوغ الثبات، لذا من المهم أن لا ننساها لأنها مفتاح لنتذكر ذلك الباب المفتوح لنا دائما لنطرقه، فنستمد منها قوة للغد، ولنواصل المسير رغم مشقة هذا الدرب.

كما إن تذكرنا لأيادي الله تعالى وستره على معايبنا وعثراتنا (بقول وَسَتْرَكَ عَلَيَّ فِي دارِ الدُّنْيا) يجعل نفوسنا تعيش حالة الحياء منه سبحانه على الدوام، وتذوق طعم الحياة بقربه لشدة وسعة رحمته وتفضله علينا في أن جَملنا وستر منا كل قبيح، فلا نغتر بمحاسننا الظاهرة عندئذ، لأننا الأعرف بما فينا من معايب ونواقص، ولا نعيش الهوان لأن لنا هكذا إله ورب مُعز.

ثم بعد أن يُدرك العبد ويعترف بمنن وأفضال الله سبحانه عليه، يطلب منه أن يُعينه على إخراج حب الدنيا من قلبه (بقول سَيِّدِي أَخْرِجْ حُبَّ الدُّنْيا مِنْ قَلْبِي) فلحظة التذكر والاعتراف هي لحظة وجدانية ترطب قلب الداعي، ولكن الداعي الواعي هو الذي يستمد من هذه اللحظات بصيرة تعينه على الثبات في قادم اللحظات والساعات والأيام.

إذ إن إستجابة طلب إخراج حب الدنيا من القلب سيقطع عنه كل ما يقطعه ويشغله عن تذكر مولاه سبحانه، وكأنه بذلك يطلب بعد أن ذاق حالة إستشعار حضور الله تعالى في كل تفاصيل حياته، أن لا يشغله عن هذا الشعور شاغل، ولا يغنيه شيء عن رغبته بأن يعيشه حالة الإحتياج والإفتقار الدائم، فيحيا في الدنيا ولكن لا ينشغل قلبه بحبها، لأن حبها أصل كل غفلة وإحتجاب عنه سبحانه، كما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنه قال: [حب الدنيا أصل كل معصية وأول كل ذنب](١).

فإن امتلئ قلب العبد الداعي بحب وذكر سيده ومولاه، واستجيب له طلب إخراج حب الدنيا من قلبه، هنا سيصل إلى مقام سلامة القلب والإستقامة في النفس، عندئذ يحصل الترقي في الطلب بقول (وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ المُصْطَفى وَآلِهِ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ) فيدعو بأن يكون ختام حياته هي رفقة حبيب الله ورسوله المصطفى وآله الأطهار صلوات الله عليهم [وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً].

فهذا الفقرات كنموذج يوصلنا إلى أن أدعية السحر أهميتها تكمن في أنها ترسم للإنسان خريطة حياته، وتعينه على معرفة نفسه، وتوثق علاقته بربه، بشرط ألا يكون دعائه دعاء بقلب ساه بل يكون بوعي ليكون دعائه منيرا للقلب، ومصدر هداية يوصله للصراط الأقوم.

------

(١) ميزان الحكمة، ج ٢، ص ٨٩٦.

شهر رمضان
الصيام
الدعاء
الايمان
الدين
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    الشعاع الثالث.. رفع الحجب

    النشر : الخميس 23 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    عطر العيد

    النشر : الأثنين 25 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    النشر : الخميس 15 آيار 2025
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    نصائح لمستخدمي اللابتوب لتجنب آلام الظهر والكتفين

    النشر : الأحد 27 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    اليأس لغة الفاشلين

    النشر : السبت 17 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    استقامة اللسان تهذيبٌ للنفس

    النشر : الأحد 21 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 35 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3720 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 448 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 355 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 355 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 311 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 309 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3720 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1342 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1322 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1192 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 861 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • منذ 14 ساعة
    السر الأعظم في معاملة الناس
    • منذ 14 ساعة
    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 14 ساعة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة