اقبلت القوافي محزمة بالسعادة تنثر ورد الربيع وتعزف للفلك انشودة المبعث، المكان يضج بالزوار والورود تنثر في كل مكان، الجميع يهتف بأسم النور هدى للكون حيث مرقد قسيم الجنة والنار علي عليه السلام، تمور حوله الناس تهنئة لمبعث النور فترفع الرايات الخضراء وتفوح من مرقده رائحة الريحان وترتيل آيات القرآن.
اقبل بالدين السماوي لينتشل الجاهلية واشعال اقمار الهداية لتمتد منه سلالة النور العلوية.
فسلام اشرقت انت يانور الهدى ونور الرسالة ملأ الفضا
ياشمس نورت اركان المحال لتزيح بيديها ظلمة الهم والليال .
لقد كان نزول الوحي وبعثة النبي (ص) مشكلة فكريّة وعقائدية صعبة الفهم، عسيرة الاستيعاب للجاهلين ..
أما بالنسبة للمؤمنين بالرسالة والمصدقين لها فلا يعجبون لظاهرة الوحي، فهم محاطين بالعناية الربانية وتتابع الألطاف الإلهية لإنقاذ البشرية من براثن الجهل والضلال؛ لأنّ الله تعالى لم يخلق الإنسان عبثاً ولم يتركه مهملاً، بل جعل له الوحي ليستكشف نفسه، وليعرف ربّه وخالقه وعالـمه، والموصل له إلى هدايته وكماله في الدنيا والآخرة.
فأرسل خاتم النبيين وجد السبطين لحمل الرسالة الإسلامية، والأمانة الكبرى، وإنقاذ البشرية من حيرة الضلالة وكابوس الجهالة الذي كان يسودهم، وعند بلوغه (ص) الأربعين من العمر الشريف اصطفاه الله تعالى رسولا للعالمين وهادياً وسراجاً منيرا للكون.
ثم عند بلوغه العقد الثالث من عمره الشريف يلقى الوحي إليه عن طريق الإلهام في نفسه والرؤيا الصادقة وهي درجة من درجات النبوّة ورحمة من الله للعباد ليكون منقذ الامة الاسلامية وخاتم النبيين وسيد المرسلين محمد (ص).
ثم حبّب الله إليه الاستئناس به والخلوة لمناجاته، فكان يذهب إلى غار حراء يتعبّد فيه، حيث ينقطع عن عالم المحسوسات المادية، ويتأمل ويستغرق في ذلك نحو عالم الغيب والملكوت والتوجّه للّه تعالى وحده ليتفكر بأمور الكون.
ثم اقبل اليه جبرئيل (ع) في ال 27 من رجب، ليلقي عليه كلمة الوحي واعلامه انه الخاتم لرسالات الأنبياء، والمبعوث رحمة للعالمين ومنقذا للامة من الجهل.. لتتلى عليه أول آيات القرآن الكريم ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ...)) (العلق): 1.
فشرع ملبيّاً لنداء الله سبحانه ومبشراً بدعوته الرسالية، وكان أول من دعاه إلى سبيل الله زوجته خديجة (ع) وابن عمّه عليّ بن أبي طالب ابو الحسنين(ع) وهو في العاشرة من عمره، فآمنا به وصدّقاه، فكانا النواة الاُولى للدعوة الإسلامية الكبرى..
لينتشر الدين على الامة الاسلامية وتمتد رسائل الغفران وتبليغ الاسلام على مدد الايام من سيد المرسلين الى مهدي هذه الأمة (عج).
لنزف اليوم آيات التهاني والتبريكات فاليوم مبعث النور والرسالة القرآنية وانطلاق الحضارت الاسلامية .
(السلام عليك يا خاتـم النبييـن وسيـد المرسليـن، السلام عليك أيها البشير النذير السلام عليك أيها الداعـي إلى الله والسراج المنيـر السلام عليك وعلى أهل بيتك الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا).
اضافةتعليق
التعليقات