سنبدأ بعدة مقالات وهي عبارة عن عرض لسلسلة من العوائق التي ما ان نسير بها حتى تقودنا الى الفشل المُحتم..
الخطوة الاولى : الأمس !
كلُ منا عاش الأمس بتفاصيله ، وكلُ منا في مرحلة ما كان واقفاً في محطة ( الماضي ) ثم تحرك قطار الحياة ليقف عند محطة أُخرى.
الكثير من القرارات ، البعض من الاخفاقات وسلسلة من التجارب التي خصناها لنخرج بحصيلة من الخبرات التي تُعيننا في المسير والوصول وكان يجب ان نُصيرها وقوداً نبني به الحاضر ونخطط للمستقبل.
لكن !
ليس الجميع ينظر لأمسه بهذه الصورة ، فالبعض يتعرض لنوبات من التأمل بالماضي والأستغراق فيه للحد الذي يُؤثر على نفسيته وعلى سير حياته فيقع في شباكه ويجعلها تلتف حول اقدامه لتعوقه عن اي تقدم من الممكن ان يقوم به.
فسجن الذكريات ، والتباكي على ما حدث في الماضي والتفكير المُبالغ في بعض احداث معينة عاشها ما هي الا سجون يختار اصحابها المكوث فيها دون ان يفكروا حتى بأشراقة الشمس بعد ليل طويل !
الكثير منا يعيش عقدة البقاء بالماضي والتباكي عليه بحجة انه لا يستطيع ان يتخطاه مُتناسياً او انه يعيش أحباط ما جرى في ماضيه ولو انه رجع لذلك الماضي الذي يبكي عليه لكرهه !
ما السبيل الى التحرر من هذه العقدة ؟
اذا كان البقاء بالامس سيؤدي بنا الى خسارة الحاضر وبالتالي نفقد المُستقبل, اذن كيف نفكُ هذه العقده ؟
١ - جدَّد ثقتك بربك ، أحسن الظن به وتيقن أنه ما خلقك ليشقيك ، فلا تيأس ( فكل يوم هو في شأن ) يسمع النجوى ويردُ على الشكوى وهو أقربُ اليك من حبل الوريد ، تحرر من قيودك وعش يومك.
فالفرصة تمر مر السحاب فأغتنموها.
يقول أمير المؤمنين (ع) : أعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً وأعمل لآخرتك كأنك تموت غداً.
الاعتدال جميل بكل شيء ألم يجعلنا الله ( أُمة وسطا ؟ ).
٢- لا تقف كثيرا عند أخطاء ماضيك لأنها ستحول حاضرك جحيماً ومستقبلك حطاماً ، يكفيك منها وقفة إعتبار تعطيك دفعة جديدة في حياتك.
٣- تذكر دائما ان السبب في شقاء الإنسان أنه دائماً يزهد في سعادة يومه ، ويفكر في ماضيه محطماً واقعه حتى يعتقد ان امسه كان خيراً من يومه.
يقول معلم الانسانية المولى علي (عليه السلام) : من تساوى يوماه فهو مغبون ، ومن كان أمسه خيرا من يومه فهو ملعون، ومن لم يكن في زيادة فهو في نقيصة، ومن كان في نقيصة فالموت خير له .
يستوقفني هذا الحديث كثيراً وكثيراً حتى أيقنتُ لو أننا أتخذناه قاعدة لكل أعمالنا لما استحالت خير أُمه بهذا الواقع المرير.
٤- تذكر دائما , يجب ألا يكون الولع بالماضي سبباً في إزدراء الحاضر، أو مصادرة أحلام الغد.
ضع لنفسكَ هدفاً تسعى اليه ، غيَّر طريقة أفكارك فأنت اليوم حيث أفكارك أمس وأنت غداً حيث أفكارك اليوم فاستحسن إنتخاب افكارك.
٥- لا ضير من الوقوف على اطلال الماضي واستهلام العِبر منه لكي تتعلم لكن دون ان تغرق فيه .
٦- من قال لك يجب ان تنسى ماضيك فهو بالحقيقة يكذب عليك ، بل يجب ان تؤمن انه ذكرى وجميل ان تستوقفك الذكرى بعض الاحيان لتستنشق نسيم الحنين.
٧- دوّن كل الأخفاقات التي مررت بها على ورقة بيضاء ثم قم بتمزيقها وتخيَّل إنك أمام بحر وستلقي كل همومك فيه.
فأنَّ أردت أن تخسر المُستقبل فأشعل فتيل الحرب بين الماضي والحاضر.
٨- إن أكثر الأمور سوءاً هو التفكير بماذا كان سيحدث لو تصرفت بطريقة أخرى. في الواقع الماضي لا يمكن تغييره و التفكير بهذه الطريقة لن تحدث أي فرق و بالعكس سوف تزيد الأمور سوءاً وتبقي الشخص عالق بالتفكير بخيارات أخرى كانت متاحة له في ما مضى.
تذكر ان كل يوم هو عبارة عن فرصة جديدة لضغط زر ( أعادة الضبط ) واختيار أفكار إيجابية ومفيدة من القائمة ..
ذاكرة الهاتف حين تمتلىء تحتاج مسح الكثير من الاشياء حتى تستوعب الجديد ، هكذا عقولنا تحتاج الى مسح الكثير من أشياء الماضي العالقة حتى نُهييء مساحة للقادم ..
اضافةتعليق
التعليقات