في موقف ما وفي يوم ما سيقودك إحساسك على حسم الأمور، ربما ستندهش في بداية الأمر وتبحث عن حلول منطقية تجدها مناسبة أكثر لما أنت عليه! ولكن ثمة شعور داخلك يخبرك بالحقيقة هذا الشعور الذي سيختلف مع منطقك ليؤثر في النهاية على اتخاذك القرار، لا تتجاهله أبدا.
المشاعر لا يمكن ترجمتها بالكلمات، لأخبرك الآن أن شعورك وإحساسك هو نقطة بداية توضيح حقيقة الأمر وكثيرا ما نلاحظ أن إحساسنا ولحكمة ما لا يخيب إلا ما ندر. الشعور صفة يصقلها الإنسان بحاجته إلى الله ليحصل على قدر من الرضا والقبول الداخلي الذي سينعكس على حياته بما يستفيد منه.
لذا على المرء دوما أن يعمل على ترويض الإحساس بداية من تقبله لحوادث الصغر فالحوادث التي يكابدها في الصغر تبقى عالقة بحياته مهما بلغ به العمر فالمشاعر الراقدة لا تقدم مساعدتها بقدر ما تعرض الإنسان لاهتزازات وصدمات تساهم في خرابه الداخلي أكثر..
لذا من المفترض أن يتعلم الإنسان مبدأ التسليم ليحوط نفسه بالأمان، ليشعر بالحرية في القدرة على اتباع رغباته وكيفية مواجهتها، فالحياة لا تقاس بعدد السنوات بقدر ما تقاس بما يعيشه المرء فكلما نظف الانسان مشاعره وتقبلها ستعود عليه بنتائج مبهرة والعكس صحيح في حال لم يلم الإنسان شتات نفسه.
من الجدير بالأهمية معرفة أن ترقية الإحساس من السلبيات لا يكون النجاح فيها 100% فبعض المشاعر لا يمكن للزمن تسكينها ولكن يستطيع الإنسان التعايش معها للحد من قدرتها على التلاعب في مشاعره فكثيرا ما نجد أن القرارات غير المناسبة تأثرت بشعور سابق قد عاشه المرء في حقبة ما في عمره لذا من الضروري جدا ترقية المشاعر.
وبذكر الإحساس يأتي العقل الذي يشكل هو الآخر أحد أهم ركائز بناء الإنسان ويؤثر هو الآخر في القرارات والتصرفات وغيرها، وما بين العقل والإحساس هو صراع أزلي لا يمكن حله كونهما يحتلان مركزين مهمين وهما مركز العقل ومركز العاطفة والصراع الذي بينهما يمكننا ترجمته بــ (التحكم بسلوك الشخص عند اتخاذه قرار ما) لذا مراعاة العقل اضافة إلى الاحساس يجب أن يتبلور ضمن اطار الصحة النفسية فيجب ان يكون الإنسان في صحة عقلية وشعورية سليمة عند اتخاذه أي قرار.
وعند النظر إلى العالم سنجد أن غالبية الناس ينجرفون وراء شعورهم وتكون لديهم طاقة امتنان عالية في نهاية الأمر، فعلى المرء منا أن يتشافى نفسيا وعقليا ليستطيع توجيه احساسه بالاتجاه الصحيح الذي يجد في نهايته المنطق العقلي.
ثم إن المنطق العقلي بحاجة أيضا إلى ترويح النفس ليكوّن لك برنامجا صحيا متكاملا يضم القرار الصحيح الذي تبحث عنه.
اضافةتعليق
التعليقات