لم يتخذ الله وليا جاهلا قط بل يتخذه لعلمه أو لخلقه الحسن، وهنّ مرتبتين واحدة للعلم وأخرى للخلق..
والسبيل للوصول لهذه المراتب هو السلم المتدرج لفهم ومعرفة أحكام الله والتمسك بالفطرة الطيبة وبذور الإنسانية داخلنا، لنرتفع درجة تلو الأخرى، والمؤمن هو من باع نفسه لله عز وجل وقدس كل ما قدسه فكان اسعد الناس لأنه عرف خالقه فأكرمه الكريم بكرمه.
ومن بين ماعظمه الله وقدسه هي سورة الفاتحة وتكمن أهمية ومكانة سورة الفاتحة في قوله سبحانه وتعالى: ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيم).
فضل سورة الفاتحة
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: «(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) آية من فاتحة الكتاب، وهي سبع آيات، تمامها: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إن الله تعالى قال لي: يا محمد: (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيم).
والسبع المثاني قيل: إنها الفاتحة؛ لأنها سبع آيات تمامُها (بسم الله الرحمن الرحيم)، وهذا هو المشهور، وقد نزلت مرتين على الرسول الأعظم صل الله عليه واله وسلم) وهي متكونة من قسمين (نصف حمد وثناء للّه عزَّ وجلّ والنصف الآخر دعاء عبادة) وسُمّيت الآيات القرآنية مثاني لأنّ بعضها يوضّح حال البعض، ويلوي وينعطف عليه، كما في قوله تعالى (كتاباً متشابِهاً مثاني).
وقد ساوى الله تعالى بين الفاتحة والقرآن الكريم: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيم) (الحجر 87) لعظيم شأنها وتعد أشرف ما في كنوز العرش.
وقد جعل الله ذكرها في الصلاة 17 مرة في الفرائض فقط دون السنن والنوافل، وهي مانفتتح به الصلاة، وإذا نسينا سورة الفاتحة في الصلاة لا يجوز أن نسجد سجود السهو، ويجب علينا إعادة الصلاة ﻷن سورة الفاتحة ركن في الصلاة ولا تقبل الصلاة إلا بها وهذا دليلٌ على أهمية سورة الفاتحة ومكانتها.
سُمِّيَت سورة الفاتحة وتُعتبر أول سورة في القرآن الكريم وشرّفها الله سبحانه وتعالى بأن افتَتح بها كتابه، وسميت بفاتحة الكتاب، وكُنيت بأم الكتاب، والسّبع المثانيّ، والوافية، والحمدُ، وأم القرآن، والشّفاء.
يقول النّبي (ص) في الحديث الذي يرويه عن ربه سبحانه وتعالى في الحديث القدسيّ: (قسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْني وبَيْنَ عبدي نِصفَيْنِ فنِصفُها لي ونِصفُها لعبدي ولعبدي ما سأَل. قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه واله وسلَّم : اقرَؤوا يقولُ العبدُ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، يقولُ اللهُ: حمِدني عبدي. يقولُ العبدُ: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، يقولُ اللهُ: أثنى علَيَّ عبدي. يقولُ العبدُ: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)، يقولُ اللهُ: مجَّدني عبدي وهذه الآيةُ بَيْني وبَيْنَ عبدي. يقولُ العبدُ: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فهذه الآيةُ بَيْني وبَيْنَ عبدي ولِعبدي ما سأَل. يقولُ العبدُ: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) فهؤلاءِ لِعبدي ولِعبدي ما سأَل).
وماذا بعد؟؟ وصفها الرسول صل الله عليه وآله وسلم بأنها شافية وكافية، وقال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا) (الإسراء 82)، فقد كان الصحابة يضعون يدهم على المريض ويقرأون سورة الفاتحة 7 مرات ويشفى المريض بإذن الله.. وقد أوصى احد العلماء قائلا عليكم بسورة الفاتحة، إقرأوها بيقين، لتشفى كل اﻷمراض وتقتل الجراثيم وتميت الحقد والكراهية والغرور في القلوب فهي رُقية واسترقاء للشّفاء من الأمراض والعلل وضبط الأقوال والأفعال والطريقة هي بوضع اليد بالماء وقراءة سورة الفاتحة بهدوء وتيقن والشرب والاغتسال به سيذهب الشر ويأتي بالخير بأذن الواحد القهار .
اضافةتعليق
التعليقات