تخطى شهر رمضان بعظمته كل المعايير حيث يكفينا عن رحمته حديثاً خطبة رسول الله (ص)، فلو تأملنا في كلماتها قليلا ولم نقرأها على عجالة ونتمعن فيما اراده رسول الله منا لرأينا انه ركز على:
_أفضلية وقت وشهر رمضان على باقي الشهور والأوقات.
لأن لياليه وساعاته هي افضلها فيجب ان نتذكر انه يختلف عن باقي الأوقات فلا يجب تضييعه وإن رحل لا ندري هل سندركه او لا؟!.
_إستثمار ومراقبة الوقت في شهر رمضان.
فحين يقول انفاسكم فيه تسبيح يبين هنا أهمية كل ثانية في هذا الشهر العظيم فيجب ان تشمل رقابتنا الروحية والفعلية حتى الثواني فيه، فكم مرة يتنفس الفرد في الدقيقة الواحدة! كلها تعد تسابيح ويبين ان في هذا الشهر حتى النوم الذي لايؤدي فيه الشخص أي فعالية يعدُ عبادة لقدسية هذا الشهر العظيم.
_حتمية الإجابة.
فكل دعاء وعمل فيه مهما كان صغيراً او كبيراً هو مقبول فيطلب منا (ص) أن ندعي بالتوفيق لصيامه وتلاوة القرآن فيه فهو فرصة للدعاء وطلب الحاجات وبالأخص الدعاء لتعجيل الفرج.
_تذكير قلبي وفعلي للفقراء والمساكين.
فيؤكد اننا حين نجوع ونعطش نتذكر الفقراء والمساكين فيجب أن لا نكتفي بالتألم فقط بل نستغل الألم للتذكر ليكون عطاءنا لهم نابع من الشعور بمعاناتهم ومن المهم جداً ان نتذكر عطش الحسين (ع) وعياله في كربلاء ولكم قاسى من اجل إحياء الدين وإيصاله إلينا صحيحاً.
_ضرورة التقوى والورع وتعويد النفس وترويضها عليه في هذا الشهر فحتماً من يروض نفسه ثلاثين يوماً سيستطيع أن يمدها ثلاثين اخرى واخرى.
_فرصة للتوبة.
وفق القيود عن النفس فهي رهينة بيديك ويتم فكاكها بالتوبة وبطول السجود والاستغفار.
_ضرورة التواصل وصلة القربى بين الناس.
فأعطى لمن أفطر مؤمنا فيه ثواب عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه حتى ولو بشق تمرة ولو بشربة ماء لما لها من أثر روحي ونفسي واستشعار الود بين بعضنا البعض.
وبذلك كانت تعد هذه الخطبة أكسير لكل الفضائل ذكر فيها الرسول (ص) كل ما يهيئ المرء فيه لجو روحي يرتقي به وبذاته لأعلى المراتب.
اضافةتعليق
التعليقات