في زمن ليس ببعيد كان هناك أناس يقدرون بعضهم البعض، في ذلك الزمن لم تُقتل الإنسانية بعد.. ولم تُهتك الحقوق، كانت الحياة أبسط مما نعيش الآن رغم قلة الإمكانيات، كانت القلوب متآلفة و تتمنى الخير لبعضها البعض، لم يكن هناك أثراً لسيارات حديثة وأثاث فاخر ولكن صوت الضحك كان يعلو من أرجاء البيت. الأطفال كانوا في سعادة كبيرة يقضون أجمل اللحظات في أحضان العائلة، كانوا يلعبون بالتراب والكراسي دون الاهتمام بماركات الملابس!.
في زمن كانت تُهدى الهدايا وتُقدّر بحب دون الاهتمام بقيمتها لأن من جلبها كلّف نفسه وسعى لإسعاد الطرف المقابل ولكن اليوم أصبحنا في عالم آخر عالم أكثر أنانية من ذي قبل عالم مملوء بالتقييدات والحواجز.
في هذا اليوم بالتحديد كثير من أطفالنا لم يعرفوا العائلة ومامعناها، لم يتعرفوا على خال الأب أو الأم أو غيرهم، أصبحت دائرة معارفهم ضيقة جداً ولم يجدوا ضرورة في التعرف على الآخرين ومساعدتهم..
في هذا اليوم أصبح فعل المعروف خطر جداً فقد يخاف المرء أن يقدم يد العون لما رأى من مصائب في هذا الطريق.
لذلك في زمن الأنانية الذي نعيش اليوم ماعلينا أن نفعله هو اهتمامنا بالمعروف واهل المعروف وأن لا نغمض العين ونشكر اهل الاحسان على احسانهم.
فقد ورد عن الإمام علي زين العابدين (عليه السلام) : (يقول الله تبارك وتعالى لعبد من عبيده يوم القيامة: أشكرت فلاناً؟ فيقول: بل شكرتك يا رب، فيقول: لم تشكرني إذ لم تشكره).
فقد علمنا الامام زين العابدين عليه السلام بأن نشكر ذي المعروف و نقدره حيث يقول :
أَمّا حَقُّ ذِی المَعرُوفِ عَلَيکَ : فَأَن تَشکَُرَهُ، وَتَذکُرَ مَعرُوفَهُ، وَتَنشُرَلَهُ المَقالَةَ الحَسَنَةَ، وَتُخلِصَ لَهُ الدُّعاءَ فيمابَينَکَ وَبَينَ اللهِ سُبحانَهُ، فَاِنَّکَ اِذا فَعَلتَ ذلِکَ کُنتَ قَد شَکَرتَهُ سِرّاً وَعَلانِيَةً، ثُمَّ اِن اَمکَنَ مُکَافَأتُهُ بِالفعلِ کَافَأتَهُ، وَاِلاّ کُنتَ مُرصِداً لَهُ ،مُوَطَّناً نَفسَکَ عَلَيها. *١.
اذن الشكر في المرحلة الأولى بالقول أن تشكره على مافعل وتذكر معروفه وترد له المعروف.
في المرحلة الثانية أن تنشر له المقالة الحسنة ياترى كم نتكلم عن احسان الاخرين الينا؟
أم تعلمنا أن نفضحهم عند الزلات فقط؟
كم هو جميل أن يسمع الانسان الذكر الحسن من الاخرين على مافعل، في هذه الحالة يتشجع أن يفعل المزيد و يصبح العالم مملوء بالخيرات.
في المرحلة الثالثة، أن تدعو له، ما اجمل هذا الكلام!
حيث الانسان يهتم بالقدرات الغيبية ولأن الحب دعاء سيكون أكثر من يدعو لمن قدم له المعروف،
هكذا سيكون شاكراً لما قدم له من خير إليه، وبعد ذلك مكافأته بالفعل!.
لو نجعل هذا الحديث فقط على رأس أمورنا الإجتماعية سنعيش في الجنة بلا شك.
أيها الزوج أيتها الزوجة أيها الصديق أيتها الصديقة أيها الأخ المسلم أيتها الأخت المسلمة كيف تتعاملون مع ذي المعروف؟!
لنكون أصحاب رسالة، إن رسالتنا الحب والإنسانية، لذلك نحتاج إلى أصحاب الخير والأيادي البيضاء كي ينشروا هذه الرسالة و يعمّ الأمان في كل مكان..
اضافةتعليق
التعليقات