صفحات مواقع التواصل باتت منتشرة بكثرة، وبات العديد من الشباب يتابع هذا الموقع وينزل ذلك التطبيق، ويلهو بهذه اللعبة، وكذلك مواقع التعارف أصبحت لديهم بسهولة وعبر ضغطة زر لينزل مايشاء من برامج وتكنولوجيا حديثة.
لكن في إحدى الأيام وعبر مواقع التواصل شاهدت أثناء تصفحي تطبيق الانستغرام الذي يوجد لدى العديد من الشباب.. فمنهم من اختص بنشر ما هو جميل ومرضي، ومنهم من جعلها نشراً لفضائح الآخرين، ومنهم من يعرض بنفسه ويتكلم على هذا وذاك..
وأنا أقلّب تلك الصفحات، أدهشني سؤال في إحداهن، لم أعرف لمن تكون، لكن أعجبني المنشور والسؤال الذي طرحه؟
سؤال صريح كتبه بخلفية لونها أحمر وكتب عليها بالون الأبيض وبخط عريض وكبير، وهي: هل تصلي؟
بالرغم من أن المنشور لم يتفاعل معه الشباب إلا إني قرأت تعليقات الكثير منهم، فهذا يقول نعم لا أصلي.. وذاك يقولها بفم مليان؛ طبعاً أكيد لا!! والآخر يقول فقط في رمضان!. وأيضاً الكثير منهم قال متقطع وليس دوماً أصلي!! والطامة الكبيرة وجدت الفتيات من تقول ذلك أيضاً!!
إذن أين نحن عن دين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام؟
أين نحن من الإمام، أمير الكلام علي عليه السلام عندما يقول: [الله الله في الصلاة، فإنها عمود دينكم].
أين نحن من سيدنا ومولانا روحي فداه أباعبد الله الحسين عليه السلام، حيث كان الإمام حريصاً على أداء الصلاة حتى في أصعب الأوقات وأحلك الظروف، فقد أدى الصلاة جماعة بأصحابه في اليوم العاشر من محرم والأعداء تهجم عليه من كل حدب وصوب، والسهام تنهال على جسده الطاهر، إلا إنه كان لا يبالي بكل ذلك وهو واقف بين يدي لله عز وجل.
وقد جعل عبد الله بن سعيد الحنفي وهو من أصحاب الإمام، بدنه درعاً دون الإمام الحسين من سهام العدو إلى أن أتمّ الإمام صلاته جماعة في يوم عاشوراء، وما إن انتهى الإمام من صلاته حتى قضى عبد الله الحنفي نحبه لما أصابه من السهام، حيث وجدوا على جسده الطاهر ثلاثة عشر سهماً غير ضربات السيوف وطعنات الرماح؛ فكان أول من لقب (بشهيد الصلاة).
وبذلك أعطى الإمام الحسين الأمة الإسلامية درساً في وجوب المحافظة على الصلاة، والإتيان بها في الشدة والرخاء، في العلن والسر، في السلم والحرب، في القوة والضعف، فالصلاة هي عمود الدين التي لا تترك بأي حال من الأحوال.
فالسؤال اليوم وفي ظل هذا الاسلام الذي نردده كل حين، ونقول بأننا مسلمين موحدين لدين الله، فأين شبابنا؟ وفي أي دين نتكلم؟
شباب لاتعرف معنى الصلاة، غير واعية، تبرمجت مع مواقع التواصل التي ذهبت بها بعيداً عن الله. فالجيل الشبابي اليوم نراه يلبي العزاء للأمام الحسين عليه السلام ويكون أول الزائرين إليه، لكن بفترة محدودة نفقدهم واحداً تلو الآخر، فأي حب هذا للإمام نتكلم عنه!.
وتجدهم في مواقع التواصل حاضرين ناسين كل واجب عليهم من فرض، وعندما تسأل أحدهم يقول: الله لايستجيب دعائي!. ألا يعلم ما السبب في ذلك؟
السبب هي نفسه التي تأمره بالسوء، والبعد عن الله، وروحه المتدمرة بالمواقع الأجتماعية فخرّبت روحه وبدنه ونسى ربه ومعبوده، الذي رغم مايفعله يحميه لأنه رحيم غفور لكن في نهاية المطاف يكون شديد قوي كذلك.
لذا علينا اليوم أن نحرص على شبابنا وننقذهم من تجاهلهم للحق والفرض الواجب الذي قتل من أجله عاشقهم ومحبوب الملايين لكي يبقى عمود الدين عالياً ألا وهي الصلاة التي لو أقبلتَ عليها تنورت بها، فسجدة شكر لله تغينك من مد يدك لغير الله.
فاليوم نحن بحاجة إليها فلولاها لما انتصرت أمة ولاحققت نصراً. لذا فلنكون نحن كشباب قريبين للمعبود أكثر مايمكن، ولنمد يدينا نحوه فهو لاينسانا فالله يحب عبده ويريد به الخير والصلاح.
فقد قال الإمام علي عليه السلام: يا كميل! ليس الشأن أن تصلي وتصوم وتتصدق، إنما الشأن أن تكون الصلاة فعلت بقلب نقي، وعمل عند الله مرضي، وخشوع سوي.
فاللهم لاتخرجنا من هذه الدنيا إلا بعمل مقبول واجعلنا يالله من القريبين إليك.
اضافةتعليق
التعليقات