إن الحديث عن السيدة الزهراء لا يخلو من الآيات القرانية التي نزلت في حقها تنزيلاً، أو تفسيراً، أو تأويلاً، كما نقلها الفريقين السنة والشيعة.
قال تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) عن الامام الصادق (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ) قال: هي الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه قال: «يا ربّ أسألك بحقّ محمد، وعليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين، إلاّ تبت علي (فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).
قال تعالى: (مَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، وهنا حديث آخر يفصل العروة الوثقى، قال صلى الله عليه وآله: «هو عليّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين، وأمير المؤمنين، وأخو رسول ربّ العالمين، وخليفة الله على الناس أجمعين، معاشر الناس من أحبّ أن يتمسّك بالعروة الوثقى الّتي لا انفصال لها فليتمسّك بولاية عليّ بن أبي طالب، فولايته ولايتي، وطاعته طاعتي. (معاشر الناس) من أحب أن يعرف الحجّة بعدي فليعرف عليّ بن أبي طالب (معاشر الناس) من سرّه ليقتدي بي، فعليه أن يتوالى ولاية عليّ بن أبي طالب والأئمة من ذريتي، فإنّهم خزّان علمي»، وتمسّكاً بالعورة الوثقى، وتكون الآية ممّا أشار إلى فضلها ونزل في حقّها سلام الله عليها.
عن الباقر عليه السلام أنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن قوله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) فقال صلى الله عليه وآله: «هي شجرة في الجنة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنّة».
فقيل له: يا رسول الله (صلى الله وعليه وآله) سألناك عنها فقلت: هي شجرة في الجنّة أصلها في دار عليّ وفاطمة وفرعها على أهل الجنةّ؟.
فقال: صلى الله عليه وآله: «إنّ داري ودار عليّ وفاطمة واحد غداً في مكان واحد، وهي شجرة غرسها الله تعالى وتبارك بيده، ونفخ فيها من روحه، تنبت الحليّ والحلل وإنّ أغصانها لترى من وراء سور الجنّة».
فتكون الآية الكريمة في حقها، وممّا نزل في القرآن الحكيم في فضلها. في سورة اخرى قال تعالى: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ*بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ يَبْغِيَانِ*فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ*يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ).
(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ). قال: علي وفاطمة. (بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ يَبْغِيَانِ). قال: النبي صلى الله عليه وسلم: (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ). قال: الحسن والحسين.
(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) هذه السورة إنّما نزلت ردّاً على من عابه عليه السلام بعدم الأولاد، فالمعني: أنه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان، فانظر كم قتل من أهل البيت ثم العالم ممتلئ منهم، ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد.
آية المباهلة، ولا ينكر أحد ما لأهل البيت من مكانة عند اللَّه تعالى بعد أن نصّ القرآن الكريم على ذلك، فهذه آية المباهلة (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت اللَّه على الكاذبين) فقد أجمع المفسرون أنها نزلت في النبي وعلى وفاطمة والحسن والحسين.
فقد اخرج الدار قطنى أن علياً يوم الشورى احتج على أهلها فقال: انشدكم اللَّه هل فيكم أحد جعله اللَّه نفس النبي، وابناءه ابناءه، ونساءه نساءه غيري؟
قالوا: اللهم لا.
وهذه آية التطهير: (إنما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهرا) التي نزلت في أهل الكساء والتي منهم الزهراء.
آية الموده: (قل لا أسالكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) التي نزلت في على وفاطمة والحسن والحسين.
وسورة الدهر فقد ذكر علماء المسلمين أن هذه الآية والآيات التي قبلها، نزلت في فاطمة وعلي والحسن والحسين عليهم السلام وذلك حينما تصدقت الزهراء عليها السلام وزوجها وولداها، بما يملكون من طعام على مدى ثلاثة أيام.
فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك، فنذر علي وفاطمة، إن برئا مما بهما أن يصوموا ثلاثة ايام، فشفيا، وما معهم شيء فاستقرض علي من شمعون الخيبري ثلاثة أصوع من شعير فطحنت فاطمة صاعاً واختبزت خمسة أقراص على عددهم فوضعوها بين أيديهم ليفطروا، فوقف عليهم سائل فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة، فآثروه وباتوا ولم يذوقوا إلا الماء، وأصبحوا صياماً، فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه، ووقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك، واقبلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال: ما أشد ما يسوؤني ما أرى بكم، وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصقت بطنها بظهرها.
وغارت عيناها فساءه ذلك فنزل جبرائيل عليه السلام وقال: خذها يا محمد هنّأك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة أي سورة الدهر.
ورد عن علي عليه السلام أنه قال: «نزل القرآن أرباعاً: فربع فينا، وربع في عدونا، وربع سير وأمثال، وربع فرائض وأحكام، ولنا كرائم القرآن».
اضافةتعليق
التعليقات