((يُحكى في سالف الأزمان ان الاسكندر قد مرّ مع جيشه المُقدّر بمليونين نسمة حينها برجل عابد يصلي في الصحراء، بل كان خاشعاً غارقاً بصلاته ومنغمراً بمناجاته..
إنتظره حتى يفرغ من صلاته، فسأله الأسكندر؛ أوما راعتك كثرة جيشي وجنودي بحركة السلاح، بقعقعة اللجم وصليل السيوف وحركة الخيول، اوما هزّك كل ذلك؟!
فأجاب الرجل: لا، فأنا كنتُ أناجي من هو أكثر منك جنودا وجنود الله لا حد لها ولا عدد!
إستوقفت الإسكندر هذه الجملة الحكيمة من الرجل المصلي فدعاه للذهاب معه والإنضمام لجيشه ولكن الرجل أجاب دعوته ب؛ إذا أردت مني الذهاب معك فإعطني حياة لا موت معها
وغنى لا فقر فيه وصحة لا سقم معها وسعادة لا شقاء بها!.
فأجابه الإسكندر: هذه امور لا أقدر بها على نفسي فأكيف أهبها لك كما طلبت واردت؟!
إبتسم الرجل وقال؛ أنا مع من يقدر عليها وعلى كل شيء، فمالي أتركه وأتبع من هو ناقص كحالي وإن إستعظم قدره وكثرت جنوده!)).
قد يقول البعض بأن إتّباع الإنسان لإنسان كحاله بنظرياته وآرائه وقواه وقدره من الممكن ان يزيد من شأنه وينجي خطاه ويضاعف ثقافته.. ولكن كيف ذلك والإنسان محدود بحواسه وتصرفاته وتفكيره فهو لا يرى او يسمع من على بعد مترين او ثلاثة ولا يعقل العلوم التي يجهلها إلا بالتعلم ولا يفكر بأبعد ما بجيله ومجتمعه..
ثم أن الإنسان ينتمي إلى طبقته فالمعلم ينتمي إلى طبقة المعلمين والفلاح إلى الفلاحين فبذلك يكون المنهج الصادر منه يجاري طبقته ووعيه في الغالب، فكيف نأخذ الهدى والوعي الكامل الشامل مما لا يحيط هدىً بكامل الطبقات والأقشار؟!
وغير ذلك فإن النظرية التي يقدمها الإنسان للإنسانية غالبا قد تكون في محل تشكيك، لهذا إنتُقدت النظريات العالمية وتم تجديدها وتأويلها عشرات المرات!.
فكيف نتّبع ونمشي على خُطى من يساوينا في الضعف والخطأ ونتجاهل المنهج الأعلى والأسمى الذي وضعه البارئ الحكيم!.
الإنسان الحكيم الذي يبحث عن السمو النفسي والعقلي والروحي لا يترك هدي الله ورسالته السماوية وان أوصلته التكنولوجيا إلى الطيران بعنان السماء.
"لا تبغى غير دين الله يا هذا".
اضافةتعليق
التعليقات