العلاقة الزوجية تعتبر من أقوى الروابط التي تربط البشر مع بعضهم البعض فجعل الله سبحانه وتعالى بين كل رجل وامرأة رابط مقدس وهو رابط الزواج وميز هذه العلاقة بالمودة والرحمة. لكننا نلاحظ بعد مرور فترة من الوقت ووسط روتين الحياة وضغوطها اليومية، ومع تقدم مراحلها، وزيادة صعوباتها، وكثرة مسؤولياتها، نلاحظ أن الروتين يبدأ يهيمن على العلاقة أي لا جديد في حياة الثنائي، الأيام تعيد نفسها.
ولا يخلو الأمر من خلافات قد تحصل بين الثنائي بسبب ضغوط العمل أو ما شابه، ومع عدم التغيير في نمط الحياة الزوجية تزيد إحتمالات تعرضها للملل الزوجي، العدو الأكبر لها، والذي قد يكون سببا في تدميرها وفشلها إذا لم ينتبه الزوجين إليه كما تقول الدكتورة آمال إبراهيم خبيرة الأسرة لسيدتي: الروتين هو القاتل الصامت للعلاقة الزوجية، فحين يحل كالضيف الثقيل يحوّلها إلى علاقة آلية، لتصبح بمرور الوقت عبارة عن رواية مأساوية بطلها رجل بارد المشاعر وامرأة مكبوتة أو مكتئبة أو منطوية. لذا لا بد أن يتحلى الزوجان بالروح المرحة والعقل لتجنب حصول أي خلاف. وعليهم ابتكار مساحات جديدة لكسر الروتين اليومي.
روتين الحياة الزوجيّة
يسعى الأزواج للحفاظ على السعادة والرضا في حياتهم الزوجيّة مع تقدم مراحلها، وزيادة صعوباتها، وكثرة مسؤولياتها، فالأهم من الزواج هو تشارك المتعة، والمرح، والتناغم والانسجام معاً، حيث إنّ المرء بطبيعته قد يشعر بالملل وعدم الرضا عندما تنتظم حياته وتسير وفق روتينٍ مُعين مدّةً طويلة دون أي تغيير، أو حدثٍ مُفاجئ يُخرجه عن المألوف، فيأتي التغيير ليحل المُشكلة ويكسر الروتين الممل؛ لأنّه يهدف إلى إضافة عناصر الحماس، والإثارة، والمُفاجئة، والتشويق، التي تجعل حياة الأزواج أكثر بهجةً ومتعة، وهو أمر لا بد منه للحفاظ على شرارة الحب، وتحقيق الانسجام الزوجيّ، والتوافق والمرح لهم على مر الزمن.
وليتصدى طرفي الحياة الزوجية للملل عليهما تغيير روتين الحياة الزوجية حتى يكونوا بمأمن من كثير من التحديات، فكيف يمكنهما ذلك؟
كيفية تغيير روتين الحياة الزوجية
يستطيع الزوجان تغيير روتين الحياة الزوجية من خلال ما يلي:
1- إحداث تغيير في العلاقة بين الزوجين
يجب أن تأخذ العلاقة بين الزوجين شكلا آخر غير الذي اعتاد عليه طرفيها، فمثلا يجب أن يكونا أكثر قربا من بعضهما البعض ويجب أن يكونا أصدقاء، فالعلاقة الزوجية الناجحة تحتاج ليكون الزوجين صديقين مقربين، فالرجل قد يكون بحاجة لصديقة وليست زوجة فما المانع أن تكون الزوجة هي الصديقة المقربة لزوجها، ويصبح الزوج أكثر أصدقاء الزوجة قربا منها، وهنا يحدث التغيير الذي له أن يغلق الأبواب في وجه الملل الزوجي.
2- تغييرات منزلية
ليتحقق التغيير في روتين الحياة الزوجية، يجب تغيير بعض الديكورات في المنزل بمشاركة الزوجين معا، وبخاصة غرفة النوم، ففي ذلك بداية جديدة تستحق التغيير من أجلها
3- الهواية المشتركة
تفهّم الأزواج لهوايات شركائهم في الحياة الزوجية، يثمر علاقة سعيدة يسودها الحب والانسجام، أما العثور على شيء جديد لتجربته سوياً فيقضي على الملل ويحقق السعادة. إن مشاركة الزوجين في تجربة هواية جديدة طريقة رائعة للترابط وخلق ذكريات فريدة من نوعها، وبالتالي قضاء أطول فترة ممكنة سوياً وكسر الروتين الطاغي.
4- التنزه أو السفر
الخروج من المنزل وتغيير الجو يبعد الزوجين عن الروتين المعتاد والمنغصات اليومية، لذلك من الجيد اختيار مكان جميل أو مكان فيه الكثير من الذكريات المشتركة لزيارته على الأقل مرة أسبوعياً وقضاء وقت ممتع. أيضاً يعتبر السفر إلى بلاد أخرى من أجمل الأمور الكاسرة للروتين الذي يدمر حياة الزوجين تدريجياً، لذلك إن كانت أموركما المادية ميسرة فلا أروع من حزم الحقائب والانطلاق في أرض الله الواسعة ولو مرة في العام.
5- إبعاد الهاتف
القطيعة الروحية بين الزوجين تفاقمت بسبب الهواتف الذكية التي جعلت لكل طرف عالمه الخاص، وبالتالي فرضت الرتابة.
إذا كنتِ ترغبين في إعطاء نفس جديد لزواجك فحاولي إبعاد الهواتف، واحرصي على قضاء المزيد من الوقت مع زوجك بدون شاشات على الإطلاق.
6- الذكريات والأمنيات
من المثير للعواطف والأحاسيس أن يستعيد الأزواج ذكرياتهم الجميلة فيأخذهم الحنين إلى التفكر في علاقتهم السابقة كيف كانت.
ربما لا يكلف شيئاً فتح ألبوم صور أو مشاهدة فيديو الزفاف أو رسائل السنوات الأولى التي فيها من الحب الكثير لكن بالمقابل الفائدة عظمى. من جانب آخر، من الجميل إنشاء قائمة للأحلام والأمنيات، لأن الزوجين سيشعران بالمتعة والإثارة في كل مرة يحققان حلماً.
7- المواعيد الرومانسية
الإعداد لموعد رومانسي هو السلاح الفتاك بالروتين، لذلك على أحد الزوجين أن يأخذ زمام المبادرة لدعوة الشريك إلى جلسة ليست ككل الجلسات. هناك مواعيد رومانسية باهظة التكلفة كقضاء ليلة في فندق، وهناك مواعيد لا تكلف الشيء الكثير، مثل السهر معاً في المنزل ومشاهدة فيلم لطيف، أو الخروج معاً في نزهة ليلية ثم العودة لتناول عشاء رومانسي على ضوء الشموع.
8- التواصل الدائم
على الزوجين ألا يتركا ركام الجليد يغطي على علاقتهما وأن يذيباه بالتواصل الدائم ولو لربع ساعة يتفقدا فيها أحوال بعضهما البعض وما فعلاه في اليوم.
بعيداً عن مشاكل الأسرة والأطفال والمناقشات المالية اجلسا معاً وتحدثا قليلاً.
9- الهدية المفاجئة
الهدية تزيد المحبة، وإن كانت مفاجئة تكسر الروتين وتقرب بين الزوجين، لذلك لابد من إدراجها في جدول العناية بالعلاقة الزوجية وإنعاشها.
ليست بالضرورة أن تكون هدية باهظة الثمن وليست بالضرورة أن تكون شيئاً مادياً، فقد تكون الهدية رسالة حب جميلة بشريط ملون وقبلة بأحمر الشفاه، وقد تكون دعوة لأم الزوج أو الزوجة مع إكرامها.
10- عبارات الامتنان والشكر :
العبارات التي يمدح بها الأزواج تصرفات بعضهم، ويُظهرون من خلالها احترامهم وتقديرهم الكبير لبعضهم وشعورهم بالامتنان على الجهود المبذولة من أجل الحفاظ على علاقتهم.
11- الحصول على مساحةٍ خاصة :
بعيداً عن ضجيج الأطفال، والاكتفاء بالجلوس بهدوءٍ والتحدث بسلاسة معاً، أوالتحدّث بحبٍ ورومانسيّة تحت أضواء الشموع الخافتة في مكانٍ جميل وأجواءٍ مميّزة خاصة بهما.
أهمية تغيير روتين الحياة
يلعب تغيير روتين الحياة دوراً هاماً في زيادة نشاط المرء، وجعله أكثر حماساً وسعادةً، وتظهر أهميته من خلال النقاط الآتية:
1- تنشيط عقل المرء وزيادة قدرته على الإبداع والتفكير من أجل القيام بأنشطةٍ ومهامٍ جديدة تُغيّر روتين ونظام حياته الذي اعتاد عليه.
2- تحفيزه على تغيير سلوكه وتقويمه بشكلٍ إيجابيّ، والذي يتغير بتغير طريقة حياته وتصويب مسارها للأفضل.
3- نموّ قدرات ومهارات المرء وإمكانيّة اكتشافه أشياء جديدة، وخدمات وأدوات كانت موجودة حوله لكنه لا يهتم بها، بالتالي يُمكنه استغلالها بطرقٍ إبداعيّة لجعل حياته أجمل وأفضل مما كانت عليه.
4- توطيد علاقة الشخص مع باقي الأفراد من حوله، واستعانته بهم للتغيير وذلك من خلال مشاركتهم العمل أو الاستفادة من خبراتهم وإمكانياتهم، والتعلّم من أخطائهم وأسلوبهم الخاص في العيش، والذي مكنّهم من تحقيق أهدافهم، إضافةً لتلقي التشجيع والدعم المعنويّ منهم.
5- إعطاء المرء شعوراً بالثقة، والاعتزاز في نفسه، والناجمة عن قدرته وإلهامه على التغيير والنموّ للأفضل.
اضافةتعليق
التعليقات