يقول الشيخ عبد العظيم المهتدي البحراني:
إن السيد محمد المجدد الشيرازي، إعتكف أربعين ليلة من ليالي الأربعاء، في مسجد السهلة المعظم (وفي الأثر الثابث والعرف العلمائي الأكيد، أن الذي يقوم بمثل هذا العمل العبادي الذي يرتكز على الصلاة والدعاء والمناجاة والبكاء والإخلاص والانقطاع إلى الله شوقا للقاء وليه، صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، فإنه يرزق برؤيته وتأتيه البركات)*..
وقد قام بهذا العمل (طاب ثراه)، والذي إستغرق عشرة أشهر بلا إنقطاع، حتى بورك باللقاء وتشرف بالرؤية، كما أخبر به الخواص..
وقفل عائدا تلك الصبيحة المباركة، وجاءت نطفة ولده (السيد محمد رضا)، متأثرا بتلك الأجواء الإيمانية، ففي عام 1959 ولد السيد الجلي البهي النجل الأكبر للمجدد الشيرازي، في كربلاء المقدسة، تحت رأفة الحسين وعطفه وكرمه...
دراسته:
بدأ دراسته الأولية في مدرسة حفاظ القرآن الكريم، ثم التحق بالحوزة العلمية في كربلاء حيث درس مقدمات العلوم الدينية لدى اسأتذتها الكبار..
مؤلفاته:
كيف نفهم القرآن، طبع مع كتاب التدبر في القرآن في مجلد واحد، الإمام الحسين عظمة إلاهية وعطاء بلا حدود، الرسول الأعظم رائد الحضارة الإنسانية، خطب الجمعة، وغيرها....
أخلاقه وتواضعه:
يقول سماحة السيد مرتضى الشيرازي: ذات مرة زرت وأنا بخدمة الأخ الأكبر (رحمه الله)، أحد كبار مراجع التقليد، وحيث أن الشبه بيننا كبير، تساءل ذلك المرجع، أيكما الأكبر؟ فقلت: السيد الأخ هو الأكبر، فعلق الرضا فورا: إنني الأكبر سنا! فقلت: بل هو الأكبر علما وسنا ومن جهات عديدة أخرى.. فعلق الأخ الرضا مرة أخرى قائلا: إنني الأكبر سرا..
وأما مجلسه:
يقول سماحة العلامة السيد حسن القزويني، كان من دأب السيد الرضا، إذا دخل مجلسا يجلس عند الباب وحتى حين يصر عليه الحاضرون بالانتقال والجلوس في صدر المجلس، كان يصر هو على الجلوس عند الباب تواضعا..
وأتذكر انه وقبل وفاته بشهرين _وكان ذلك اللقاء من أواخر اللقاءات معه_، إننا حضرنا وليمة أقامها صهره الكريم اية الله السيد حسين الشيرازي، فجلسنا نحن تلاميذه في صدر المجلس، وحين جاء هو جلس عند الباب، ورغم إصرارنا عليه، بتغيير محله والجلوس في صدر المجلس، الا انه بقي جالسا حيث هو لا يغير مكانه.. وكان إذا زاره زائر، خصوصاً إذا كان من أهل العلم والفضيلة، في بيته المتواضع، كان لا يجلس متكئا إلى حائط قط، بل يجلس على الأرض في وسط الغرفة، دون أي أتكاء مقابلا لضيوفه مرحبا بهم .
وفاته:
توفى سماحته في صباح يوم الأحد 26 جمادي الأول 1429.. وبفقده وهجرته إلى عالم النور والملكوت.. فقدنا عالما ورعا، وأبا مربيا.. لكنه #حي_عند_ربه
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
قُلْ للسَّماءِ تَغُضُّ مِنْ أَقْمارِها
تَحتَ التُرابِ أَحاسِنُ الأقمارِ.
اضافةتعليق
التعليقات