على مرسى المستقبل يتهيأ الجميع للإبحار على سفن ملائمة لحمايتهم من الغرق أو الأمواج المفاجئة، وما قد يتعرضون له من مخاطر، لذلك كلٌّ يسعى للحصول على مركبه الآمن ومنهم من يأبى إلا أن يختار باخرة فاخرة لتغوص به إلى الأعماق مطمئنا يحلم برغد العيش.
السادس الإعدادي هو ذلك المرسى الذي يفصل بين السطحية والعمق المتمثل ببناء المستقبل، فغالبا ما تُرسم حوله هالة خوف كونه المجهول الذي يقود إلى مستقبلهم، فتجد الاستعدادات من الأهالي والطالب نفسه، وبمراحل مبكرة فهناك من يتحضر منذ الرابع الإعدادي ويباشر بالدروس الخصوصية ظنا منه أن يحصل على نتائج عالية!.
هذه التهيئة تتم وفق مجموعة من الإجراءات التي تتخذها العائلة من حرمان الطالب من الأجهزة الإلكترونية وعدم خروجه من المنزل وغيرها، ويتخذها الطالب ذريعة لعدم تأدية أي عمل خلال هذه الفترة، فضلا عن أمر الأهالي بتأجيل أحد الدروس حتى يتأكدون من سلامة المعدل.
هذا الوضع المربك والاستعداد المبالغ به أحيانا أو غالبا ما يودي إلى نتائج عكسية أو سلبية تنعكس على شخصية الطالب وحتى مدى تقبّله للمادة، فمن الضروري إرساء قواعد تخلو من التقاليد القائمة على أساس المنع لجعل الأجواء هادئة ومريحة بإعطاء جو طبيعي يخلو من الإختناق وذلك ب:
أولا: إعطائهم الثقة: من الضروري أن يتم التعامل مع طالب السادس بثقة وعدم التشكيك بما يحصل عليه وعدم عرض فلما يمثل مخاطر الامتحانات والتصحيح وغيرها من الأمور التي تجعل الطالب محبطا قبل أن يخوض الساحة الامتحانية.
ثانيا: تقسيم الوقت: عمل جدول خالي من الضغوط يتخلله وقت للتنزه أو المطالعة الخارجية، حتى يسترخي العقل، ويستطيع أن يحتفظ بالمعلومات لوقت أكثر، كما من الضروري اختيار الأوقات المناسبة للدراسة، فالابتعاد عن السهر المفرط.
ثالثا: التغذية مهمة جدا للطالب فكثير من الطلاب تتجه صحتهم للأسوء وعدم الاهتمام بتناول الطعام، فمن المهم الاعتناء بتوفير الخفيف الجيد منه، كالمكسرات، والتمور، والخضروات.
فمن المهم الابتعاد عن كل ما يمت بصلة للتوتر والضغوط، فضلا عن زرع الأمل والتفاؤل داخل نفس الطالب كونه في هذه المرحلة يواجه انتقالة جسمية وفكرية ومصيرية وهذا وحده كافٍ للتغيرات النفسية، فلا بد من ارساء قواعد الطاقة الايجابية داخل الطلاب، وتوجهيهم نحو مبدأ التوكل وتقبل النتائج والتعامل معها على وفق قاعدة: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم).
اضافةتعليق
التعليقات