تنتهك كثير من الاحلام، إما بحلم اكبر من صاحبه أو رؤية خاطئة للحلم، فتتوقف عقارب ساعته لحظة ضياع ذلك الامل الواهم ويخالطه الشعور بالتوقف عن الحياة ويرمي ما تبقى منه من اي مرتفع يراه صالحا لأخذ حياته، وعندما تبدأ انفاسه بالهروب منه يحاول اللحاق بها لكن لا يدركها، فات الأوان ليكتب له خبر يعلن على ميتته فيضحك عليه بعضهم ويغبطه من لم يجرب كتمان انفاسه ويبكي عليه من يخصه.
الانتحار اصبح شائعة بين ابناء مجتمعنا العراقي منهم من يرمي نفسه عند نهر دجلة واخر في الفرات وآخرين من يجعل لانتحاره دراما خاص بوضع حبل على عنقه.
نأتي هنا لسؤال كيف تسوق لنا الانتحار اولسنا البلد الذي تجرع سابقا الجوع والحصار وأشد مما نعيشه الآن حيث يخاف الفرد من جدرانه وأطفاله؟
إن بداية هذه المدخلات هي ما فتحه التلفاز من آفاق واسعة بعد سقوط الصنم العراقي وبدأت المسلسلات التركية والأجنبية وغيرها التي تبث سابقا وتتابعها العوائل رسخت في اذهان شباب هذا اليوم ان هذه العملية خيار بديل إن اعدمت الخيارات، فضلا عن جعل العوائل تتعاطف مع ذلك الشخص الذي يرمي نفسه وكونه سئم الحياة ثم بعد موته يحققون له مايريد و... الخ من مجموعة من الترهات التي كان ضحيتها فكر جيل ما إن تضجر من شيء وضع هذا الخيار امامه، فضلا عن ذلك اتساع التكنلوجيا اليوم التي استخدمت من قبل البعض بصورة خاطئة ونقلت لهم ذلك بصور جديدة منها الالعاب الالكترونية مثل الحوت الازرق ولعبة مريم التي اثارت ضجة، الشباب يتهافتون الى الموت بلا وعي وتفكير مسبق.
إن ما يحصل اليوم ولّد عوامل نفسية هو الفارق الفطري بين الأبناء والاباء فالتطور حصل في أيام غيّر مفاهيم الحياة الحالية وأحدث شرخا كبيرا بين الاباء والابناء خصوصا كبار السن منهم الذين لم يتقبلوا التغييرات الحاصلة في المجتمع ولم يستطيعوا السيطرة على ابناءهم الذين نظروا بعين اخرى للحياة حيث يبحثون عن الرفاهية والحرية الخاطئة التي اعتمدت على التقليد فقط.
ما يترتب على العوائل هنا:
1 . متابعة الأبناء عن بعد من غير ضغوط او مراقبة تشعرهم بعدم الثقة.
2 . مصادقة الابناء وإشعارهم بالأمان حتى يستطيعون بوح ما يبيتون به.
3 . افهام الابناء بأن يضعوا لكل حلم او هدف بديل ما إن لم يتحقق الاول ينعطفوا الى الاخر حتى لا يأخذ منهم الاحباط مأخذا.
4 . تعليم الابناء على مبدأ القناعة حتى لا ينظروا لحياتهم بتصاغر.
فلابد للوالدين من متابعة ابنائهم وتقوية الواعز الديني والفكري لديهم حتى لايقعوا في هفوات التفكير الضيق وينظروا للحياة بعين واسعة حتى لا تنغلق امامهم السبل. واخيرا لاتجعل ابنائك يتابعون تلك التسويقات الخاطئة التي تبث قيما وافكار تبتعد كل البعد عن الفكر الاسلامي.
اضافةتعليق
التعليقات