وأنا مستسلمة لإرهاق الدراسة وضغط الإمتحانات، أمسى قلقي يطاردني يومياً حتى أنهكني أكثر من الدراسة ذاتها.
للحظة وضعت رأسي على منضدتي القديمة.. تلتف حولي الكتب والأوراق والأقلام كأنها تحاول إغراقي في اللاوعي لتنتشلني من ضجري، إرهاقي وقلقي.. وفعلاً قد نجحت، وضعت نظارتي وغفت عيني حتى رأيت حلمي يتطار ويرفعني معه حيث النجوم فرأيت نفسي ما أردت أن أكون حلمي تحقق فعلاً.
تسمّرت في مكاني أحاول فهم ما يحدثُ حولي.. غمرتني مشاعرٌ غريبة أظنها الراحة أو لربما السعادة.. أدواتي معي تراقصني الفرحة.. أطلقت لنفسي عنان التصديق فقط لأنني احتجت لرؤية المستقبل الآتي، كان أشبه بشريط فديو لا أريد إنتهاءه بتاتاً، استعدتُ وعيي، فتحت عيني، رأيت الكتب والأقلام ترسم إبتسامتها وتحاور عقلي: إنني وسيلة لتحقيق حلمك، فقط إستغلي وجودي.. الساعة أمام ناظري، صوتُ عقاربها يقول مازال الوقتُ طويل يمكنك تحقيق حلمك فقط إستثمريني بدقة وسريري بجواري يقول ليس لي نهاية لكن عامك هذا له نهاية ولكِ حق النجاح في هذا العام..
حينها أيقنتُ أن حلمي سيتحقق، أعددت كوب قهوتي وبدأت أدرس بمتعة فقط لأنني سأنجح وأحقق حلمي بالإرادة مع جهد كبير ورشّة من بهارات الصبر الحقيقي، سأكون بعد عام ما أطمح له الآن..
إستمتاعي بكل المواد الدراسية سيكون ذو تأثير عظيم في رسوخ المعلومات فقط لأنني أطمح لأن أكون محللة كيميائية ناجحة، أفسر ظواهر الجو بعقلٍ فيزيائي مبتكر، مسائل الرياضيات المعقدة يمكنني حلها بعد تكرارها مرات ومرات بشكل صحيح، قواعد اللغةِ العربية الكثيرة لن تكون صعبة على من تتلو كتاب ربها دوماً، أما شغفي برؤية الافلام الأجنبية دون قراءة الترجمة يبدو حافزاً رائعا للتفوق في اللغة الانكليزية، أما تعلم الإقتصاد فهو جزء من الثقافة العامة التي لابد منها ولأهمية الثقافةِ ذاتها، وأمنيتي الغريبة تحتاج لقراءةِ آلاف الكتب حتى أحصل على جائزة نازك الملائكة للنقد الأدبي..
عبارة قرأتها: "لتصبحَ ذكياً تحتاج لقراءة عشرة كتب فقط ، لكن للعثور على تلك الكتب العشرة، أنت بحاجة لقراءة آلاف الكتب"..
مسيرة الإثنتي عشرة عاماً الدراسية ستنتهي بعد أشهر وأدعو الله أن يوفقني ويوفق الجميع.. ثابروا على النجاح والمحاولة الدؤوبة وإصبروا وإجعلوا أحلامكم خلف النجوم حتى تصبحوا طيوراً ترفرف بأجنحتها لتصل إلى الحلم وتصبو لما تريدونه واجعلوا مرضاة الله ووالديكم نصب أعينكم..
اضافةتعليق
التعليقات