كيف تتجاوب في العادة مع التجارب السيئة؟ هل تنفجر غضباً؟ هل تقصر عواطفك على نفسك؟ هل تفصل نفسك عن هذه التجربة بقدر الإمكان؟ هل تتجاهل حدوثها ؟ قال جون ماكدونل في كتابه 15 قانونا لا يقدر بثمن للنمو: "كل" مشكلة تسهم في معرفة المرء بنفسه يا لها من نظرة ثاقبة ففي كل مرة تواجهنا تجربة مؤلمة، نتمكن من معرفة أنفسنا بشكل أفضل قليلا.
في إمكان الألم أن يوقفنا تماما عن الحركة، أو بإمكانه أن يجعلنا نتخذ قرارات كنا نود تأجيلها، نواجه أمورا كما تفضل عدم مواجهتها، وتحدث تغييرات لا تجعلنا نشعر بالراحة. فالألم يدفعنا لمواجهة أنفسنا ومواجهة موضعنا الحالي. فما نقوم به خلال هذه التجربة يحدد من نصبح عليه.
وفقا للخبراء، في أعقاب هجمات برج التجارة العالمي، عانى العديد من الناس من توتر حاد، واضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب، واضطراب القلق العام، واضطرابات تعاطي المواد الإدمانية.
لكل منا ملف للألم، أنت لديك ملفك الخاص وأنا لدي ملفي الخاص، ربما لم أتعرض إلى الإخفاقات والتجارب السلبية. إليك بعض منها، والتي قد أصبحت مكاسب في النمو على المدى الطويل .
الألم الناتج عن قلة التمرس: توقعت نجاحًا فوريًا في بداية مسيرتي المهنية ولكن غالبا ما كنت أتعثر بسبب عدم نضجي كان علي أن أتعلم الصبر وأن أكسب الاحترام والتأثير من الآخرين. الألم الناتج عن عدم الكفاءة: لقد قدمت الكثير من الاستشارات في بداية مسيرتي المهنية ولم أكن جهدًا في ذلك مما أجبرني على إعادة تقييم قدرتي على العطاء. وتمكنت من العثور على نطاق قوتي فقط عندما بدأت في تمكين الناس.
الألم الناتج عن خيبة الأمل: كموت طفل كنت تنتظره .
الألم الناتج عن الصراع .
الألم الناتج عن التغيير: لقد أخبرتك بالفعل كيف أنني قمت في بداية مسيرتي المهنية بتغيير المنظمات التي أعمل لديها وهو ما كان يعني أنه علي أن أبدأ من جديد.
وعلى الرغم من صعوبة الأمر فإنه قد أتاح لي العديد من الفرص .
الألم الناتج عن الصحة السيئة: كان تعرضي لنوبة قلبية في سن الحادية والخمسين أمرًا مؤلماً للغاية.
ولكنه أيضًا جعلني أفيق. فقمت على الفور بتغيير عادتي الخاصة بالغذاء وانخرطت في ممارسة التمارين بشكل يومي.
الألم الناتج عن القرارات الصعبة: الرغبة في إرضاء الجميع واتخاذ قرارات صعبة مهمتان متعارضتان. فقد تعلمت أن القيادة الجيدة قد تعني تخييب آمال الناس بمعدل يمكنهم تحمله.. الألم الناتج عن الخسارة المالية: قرار الاستثمار السيئ يكلفنا الكثير لم أجد متعة وأنا أبيع أصولي لتغطية هذه الخسارة. ولكنها ساعدتني على توخي الحذر عند المجازة..
الألم الناتج عن خسائر العلاقات السعي جاهدًا للوصول إلى طاقتي الكامنة أبعد عن أصدقائي الذين لم تكن لديهم الرغبة في النمو. وبينما كونت صداقات جديدة، تعلمت أن أنشئ علاقات مع أشخاص يسعون للنمو والذين أرادوا أن يشقوا طريقهم معي..
الألم الناتج عن ألا أكون في المرتبة الأولى في إحدى الوظائف التي شفرتها اتبعت خطوات واحد من أروع المؤسسين والذي كان محبوبا للغاية كقائد بالنسبة للبعض، لم أكن أبدا محبوبا أو موقرا كما كان هو. وذلك علمني التواضع.
الألم الناتج عن الترحال، أبقتني مهنتي في سفر مستمر. وهو ما علمني أن أقدر قيمة عائلتي ودفعني أن أحسن استغلال أوقاتنا معا.
لا أحد يعجبه الأمر عندما يكون في خضم تجربة سيئة.
ولكن إن تمكن المرء من إدارة التجربة السيئة بشكل جيد، فسوف يستمتع بالحديث عنها لاحقا. حيث تصبح التجربة قصة كفاح رائعة.
يمكننا القيام بكل ما في استطاعتنا لتجنب التجارب السلبية، لكنها تعرف طريقها إلينا أحب الاقتباس التالي: أحاول أن أعيش الحياة كل يوم على حدة، ولكن مؤخرا وصف الممثل داستن هوفمان الحائز على جائزة الأوسكار كيف كان الأمر بالنسبة له ولبعض زملائه الممثلين في بداية مسيرتهم المهنية عندما كانوا يناضلون لو أن أحدا أخبرنا أننا سنكون ناجحين كنا لنضحك في وجهه. لم نكن ممثلين ناجحين بالمرة في تلك الأيام. لقد كنت نادلا، وكان جين هاكمان عامل نقل. وكان روبرت دو فال يعمل في مكتب البريد . لم نكن نعلم بأن نصبح أغنياء مشهورين: كان حلمنا هو إيجاد وظيفة ما. وكان الجميع في ذلك الوقت يتعرض للرفض الشديد. وكرهنا أن نتعرض للرفض ووصل بنا الأمر لدرجة أننا اعتدنا أن نترك صورا شخصية بقياسات ۸×۱۰ على عتبات أبواب الوكلاء، وأن نطرق الباب وتسرع مستعدين فقط لئلا نتعرض للرفض وجها لوجه مرة أخرى. وكان الأمر محبطا جدا حتى إنني فكرت جديًا في الاستسلام وأن أصبح مدرس تمثيل في الجامعة...
"الموقف من الحياة" هو مصطلح يستخدم لوصف الإطار المرجعي الشامل للأشخاص: مجموعة التوجهات والافتراضات والتوقعات التي يملكها الأشخاص من أنفسهم، ومن الآخرين، وعن العالم بشكل عام فهو يشكل - على سبيل المثال - موقف الشخص من المال، وافتراضاته عن الصحة، وتوقعاته لمستقبل أبنائه. ما ينتج عن موقف حياة أي شخص هو طريقته العامة لرؤية الأمور: ما إذا كان يميل لأن يكون متماثلاً أم متشائما، وفرحًا أم حزينًا، وقادرا على الثقة بالآخرين أم متشككا، وودودًا أم متحفظا، وشجاعًا أم جبانا، وكريما أم بخيلا. ومعطاء أم أنانيا.
إذا كان موقفك من الحياة إيجابيا، فأنت تضع نفسك في أفضل وضع لإدارة التجارب السيئة وتحويلها إلى نمو إيجابي. لاحظت الكاتبة ورائدة العلاج الأسري فيرجينيا ساتير أن "الحياة ليست كما يفترض أن تكون إنها كما هي عليه، ولكن ما يصنع الفرق هو الطريقة التي تتكيف بها مع الحياة".
لا يمكنك التحكم في الكثير مما يحدث لك في الحياة. ولكن يمكنك التحكم في سلوكك. ويمكنك أن تختار أن تعلو فوق ظروفك وأن ترفض السماح للتجارب السلبية بأن تقلل من شأنك ومما تؤمن به، ويمكنك أن تعقد العزم على أن تعثر على شيء إيجابي لتتعلمه، في مواجهة المأساة، كما فعلت شيريل ماكجينيس. أصبحت أتبنى موقفًا إيجابيًا من الحياة لأنني أؤمن بأنه يمنحني أفضل فرصة لأنجح وفي الوقت نفسه يضعني في أفضل وضع لكي أساعد الآخرين على النجاح، تمكنت من تطوير وجهة النظر هذه عن طريق الأفكار التالية:
الحياة مليئة بالخير والشر.
بعض الخير والشر لا يمكنني التحكم به إنها الحياة.
بعض الخير والشر سيعرف طريقه إلى.
إذا كان لدي وضع حياة إيجابي، فإن الخير والشر سيصبحان أفضل مما هما عليه.
إذا كان لدي وضع حياة سلبي، فإن الخير والشر سيصبحان أسوأ مما هما عليه. لذلك أختار وضع حياة إيجابيا.
اضافةتعليق
التعليقات