حينما ندرك بأن الله موجود في كل حين ولحظة من لحظات عمرنا، يرد في بالنا سؤال؟ من منا قدم لربه المستحيل وعاش لحظاته بطريقة صحيحة حتى يلاقي المعبود، كعبد عاشق له، حينما يفرش سجادة صلاته ويتجه نحو الإله الواحد، نحو الرحيم الغفور العليم الذي لا يغيب عنه شيء ولا يخفى، ونجعل كل حواسنا متوجهة للذة الخشوع ونهمل الدنيا ونرفع أيدينا بدعائه طالبين الهداية وملاقاته ونحن محسنين، فلتكن صداقتنا مع ربنا صداقة خشوع ووقار لا يمسها غبار الوجوه.
حينما تنظر إلى كتاب الله الكريم تجد فيه عالما آخر تهفو له الروح وصدى الأنين يتعالى، ليكن لدينا شعور بالمعرفة به وليكن لقاءنا به كلقاء الحبيب لحبيبه، حينما تتسلق آمالنا سلم الحياة، وتعطينا حياة العاشقين الوالهين، وتلهج ألسنتنا بجمال وعذوبة كلماته التي تبعث السكينة والهدوء، وحينما تردد تلك العبارات الإلهية، تنسى عالمك وتعيش الأجواء الروحانية وتتساقط دموعك لتذكرك بما فعلت من ذنوب.
إن شبابنا اليوم مقصرون بحق المعبود، فالبعض منهم نسي صلاته والآخر تأخر في أدائها، فأهملها ولا يبالي أبداً، لكن هناك كلمة غربية ظهرت وكثرت بين الشباب لنضعها بين قوسين ولنتساءل لما هكذا؟ إنها كلمة (ملحد أو الالحاد) كثير من شبابنا يقولون الله لم يعطنا شيئا، وهذا حالنا كله حزن وأسى وحرمان، اذن أين هو؟ وكثر الكلام والخطأ بحق رب العالمين الذي لولاه لما نعيش لحظة.
فالكل منشغل ولا يبالي لما نحن هكذا، أفعالنا السيئة تذهب بنا بطريق الخطأ، لما لا نكون جادين مع ربنا لنتخيل حياتنا حينما نجتمع معه، تحت تلك السماء الزرقاء الملبدة بالغيوم ليهطل علينا مطر الحياة حينما يختارنا من بين مليارات البشر، هناك فئة مُعينة محدودة جداً للأسف في الوقت الحاضر، يحب الله إيقاظها فجر كل يوم لتذهب إليه وتصلي له.. في موعد سريٍ يكاد يكون مثل مواعيد العشاق الليلية.. كما يذهب العشاق سراً إلى مواعيدهم، يتسلل هؤلاء أيضاً، بهدوء يمشون في ظلمات ستشهد لهم فيما بعد ونورهم يسعى بين أيديهم، ويذهبون إليه في رحلة قد تكون بعيدة من بين الملايين من الذين قد يكونوا في تلك اللحظة ثملين مخمورين.. من بين الملايين من الذين قد يكونون في تلك اللحظة غارقين في شهوة ما.
ومن بين الملايين من الذين قد يكونوا غارقين في سبات عميق، في غفلة عميقة هي جوهر حياتهم كلّها.. من بين هؤلاء يختار الله فئة معينة محدودة.. وفي تلك الظلمة سيتخبّط بها البشر في ذلك اليوم الرهيب سيتلقّى أولئك الذين مشوا إليه في الظلمات ما وعدوا بالنور التام يوم القيامة. إنّهم تلك النخبة سعيدة الحظ أولئك الذين يحبّ الله سبحانه وتعالى إيقاظهم.
لما لا نكون منهم من تلك الفئة التي أختارها الله ونجعل حبال الوصل قريبة معه ولا نقطعها مدى الحياة، لنكن خالصين بعبادته وعلينا طاعته.
فتذكر أيها العبد المؤمن إن الله لا ينسى عبده مهما عصاه .
اضافةتعليق
التعليقات