التعامل مع النزاعات والخلافات السياسية في سيرة الامام الحسن (عليه السلام) كثيرة حيث يجد الباحث استراتيجيات جميلة يستحسن تطبيقها بحسب طبيعة الموقف وطبيعة الأشخاص برؤية اسلامية حديثة.
ففي هذه الحياة الإنسان العادي معرض لكل شيء فكيف إذا صاحب رسالة إمامية وهدف سماوي، فلا بد من تهيئة القلب والعقل وإدراك الموقف السياسي والاجتماعي لهذه الشخصية لتقبل ما فيها من صراعات ونزاعات بشرية سواء نفسية أو مجتمعية أو حتى دينية.
فهناك نزاعات اخلاقية أيضا قد تواجه الإنسان في حياته فيكون عاجزا عن حل هذه النزاعات الأخلاقية فهناك بعض مقتطفات من كلام الأمام الحسن تعالج هذه النزاعات والصراعات لو طبقت كما هي وإليك بعضها.
_1إستراتيجية الانتباه وهي أن الشخص عندما يشعر أن الحديث في موضوع ما قد يكون بداية لخلاف أكبر هنا يبدأ بتغيير موضوع الحديث بسرعة ويغض الطرف عن النقد وهذا الشخص يرى أن هذا الخلاف لا نفع منه ولربما يصعب الأمور ويفرق الجمع.
(نعم العون الصمت في مواطن كثيرة و إن كنت فصيحا).
٢_ إستراتيجية العنف والإكراه: من يتبع هذه السياسة يحرص في أي خلاف على أن يخرج منه منتصراً مهما كلفه الأمر. وغير مهتم لعلاقاته مع الآخرين حيث تؤثر هذه السياسة على ألفاظه وتصرفاته، ولكن على الرغم من أنها تحل الخلافات بشكل سريع إلا أنها تؤثر على الأهداف البعيدة المدى وعلى إنتاجية الأفراد ما دام أن هناك طرفاً واحداً سيستمتع بالانتصار.
٣_ إستراتيجية التهدئة: هذه السياسة من ينتهجها يحاول أن يجعل كل أطراف الخلاف راضية وسعيدة، فهو يهتم بالعلاقة مع الناس إلى درجة كبيرة حتى لو تصادمت مع مصالحه، ومن وجهة نظره يرى أن التحدي والجبهة مدمرة لذلك عند بدء الخلاف يعمد إلى كسر حاجز التوتر.
(المجد أن تعطي في العدم وأن تعفو عن طول الاناة).
٤_ إستراتيجية التسوية: هي ما نسميه مسك العصا من المنتصف وهي تشعر الأطراف في أي نزاع أنهم رابحون لأول وهلة مع أنهم في حقيقة الأمر خاسرون لأن هذه السياسة تعطي بعض الكتب لكل الطرفين بدلاً من إعطاء الكسب للمصلحة العامة المرجوة من حل ذلك الخلاف إستراتيجية الفوز للجميع.
قال الامام الحسن بن علي عليه السلام: "كَفَاكَ مِنْ لِسَانِكَ مَا أَوْضَحَ لَكَ سَبِيلَ رُشْدِكَ مِنْ غَيِّكَ".
وهكذا فإنه يتضح المراد من كلامه سلام الله عليه بوصلة التعامل السليم بعيدا عن النزاعات والصراعات البشرية فكل ما تقدم إنما يعني: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد بث في الحسن (عليه السلام) من العلوم النافعة، والحكمة الساطعة، وربى فيهما من المؤهلات ما يكفي لأن يجعلهما، جديرين بمقام خلافته، وهداية الأمة بعده.
المصدر نقل بتصرف من كتاب آداب وفنون التعامل مع ما حولنا
اضافةتعليق
التعليقات