"لا يمكنك أن تعطي حياتك مزيداً من الأيام، لكن بمقدورك أن تعطي أيامك المزيد من الحياة" . من حكم مديري الأعمال الأمريكيين
إن مصطلح إدارة الوقت لا يخلو في الواقع من التناقض في منطوقه إننا لا نملك أن ندير الوقت قط، إنما أن ندير أنفسنا فقط، ولذلك فإننا عندما نتحدث عن إدارة الوقت إنما نقصد بذلك إدارة الذات إن الوقت يتابع جريانه المستمر بلا هوادة ولا أحد منا يملك أن يؤثر في جريانه من قريب أو بعيد.
جرب أن تبقى صامتاً هادئاً متأملاً بضع ثوان، لا يصدر عنك اأي صوت ولا حراك ماذا جنيت من تجربتك؟ ماذا حدث في تلك الثواني؟ إن ساعة حياتك قد تابعت زحفها ببساطة غير آبهة بصمتك ولا بهدوئك، ولا أحد يقوى على إعادتها إلى الوراء ثانية واحدة هل تجد ذلك فظيعاً؟ مهما يكن من أمر رأيك وشعورك، فإنك لا تملك أن ترجع عقارب ساعة حياتك قيد أنملة إلى الوراء، ولكن يمكنك أن تغير ما تشاء في أسلوب تعاملك مع وقتك تبعاً لتصوراتك وتطلعاتك، أو أن تحاول ذلك على الأقل إذا كنت على عجلة من أمرك فتمهل.!
السنين التي قضت من عمرك بحلوها ومرها. هذه الحقبة من زمنك لا تهمك اليوم في شيء، إنك لن تستطيع أن تعود بالزمن إلى الوراء، ناهيك عن أن تغير في أحداث مرت وانقضت وبانت من ركام الماضي لا تنظر بحنق إلى الماضي. هناك حكمة صينية قديمة تقول "لا فائدة ترجى من التحسر على حليب انسكب وسال على الأرض".
كم يبلغ رصيدك المتبقي من الوقت على وجه التقدير؟ ماذا تستطيع، وماذا تريد أن تحقق في الجزء المتبقي من عمرك؟
الأمر بيدك بكل ما تحمله العبارة من معنى، الحياة أقصر من أن تفسد يوماً منها بشراب رديء، كان هذا واحداً من أميز شعارات الدعاية التي طرحتها إحدى كبرى الشركات الألمانية المنتجة لأنواع الشراب. عليك أن تدرك بكل حواسك حقيقة أن: اليوم هو أول يوم في الجزء المتبقي من حياتك والذي يمكنك أن تبدأ بوعي جديد للزمن استكشاف المنظور الشخصي لمعنى الحياة ومغزاها.
يكتسب اليوم بالنسبة للكثيرين أهمية متزايدة في مختلف الميادين، بما في ذلك ميدان إدارة الوقت لقد باتت إدارة الوقت اليوم تعني أكثر بكثير من تصنيف البريد الوارد وفق أولويات محددة.
إدارة الوقت تعني إدارة الذات والتدخل الفاعل في رسم معالم الحياة أو باختصار "إدارة الحياة" .
إلى أي مدى تحدد بأنفسنا نمط تعاملنا مع وقتنا، وإلى أي حد يؤثر محيطنا في هذه المسألة، هذا الأمر يرجع في جميع الأحوال إلينا نحن قبل أي طرف آخر. من المؤكد أننا لن نستطيع أن تؤثر دوماً في محيطنا بالشكل الذي نريده، لكن احتمال نجاحنا في هذا الأمر لن يصل في أية حال من الأحوال إلى مستوى الصفر.
إن سيادتك على وقتك تعني أن تنظم وقتك وترسم معالم حياتك وفق تصوراتك وأمانيك وبالطبع ضمن نطاق الحدود التي تفرضها الظروف المحيطة والأهم أن بمقدورك أيضاً أن تغير في تلك الظروف.
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك).
اضافةتعليق
التعليقات