في زمن تُهدَم فيه قواعد الدين وتُستباح حقوق اليتامى والمساكين، يسوده الظلم ويعمّه الخوف حيث استعمر الطغاة كل البلاد فبغوا وجعلوا الاحرار عبيدا بعدما كانوا اسيادا..
فسق وإنقياد، شرك والحاد، افتراء وفساد، لم يبقَ من السيء أمرا الا وحل بنا، جرائم بحق الانسانية تقشعر لها الابدان وانتهاك واغتصاب، وفي كل مكان نحن مثقلون بالجراح، اعتدنا النياح وافواه تكممت عن الصياح، امة تحتضر، يتكالب علينا اللئام ورغم كل ما حدث وما يحدث؛ صامدون مستبشرون منتظرون تتعجب من أمرنا الامم..
ولما لا فنحن اصحاب الامل الموعود سنكون تحت رايته، يُعلن الجهاد ضد الباطل ويعلو صوت الحق، يرونه بدعة ونراه قريبا، انه ملهمنا هو امامنا الثاني عشر حجة الله الجلية في الورى محمد المهدي ابن الحسن العسكري (عجل الله فرجه الشريف وسهل مخرجه).
قال تعالى {وآذٍآ قآلّ ربك لّلّمٌلّآئگٍـٍة آنيِ جُآعلّ فُيِ آلّآرض خلّيِفُـٍة} (١) هنا يوضح القرآن الكريم هذه المسألة بأروع بيان كاشفاً عن ضرورة وجود الحجة المتمثلة بالامام المهدي (عج) بأدق وجه، ومعنى الخليفة: هو من يخلف غيره فيه يرجع الى المستخِلف -بالكسر- فما دامت الارض مسكونة من قبل المكلفين لا بد من وجود خليفة، ولا وجه لاختصاصه بمدة حياة آدم (ع) ولذا نجد ان الله تعالى يخاطب داود (ع) {ياداود انا جعلناك خليفة في الارض}(٢).
وتشير الى مسألة دوام خلافة الانسان الكامل، وان لهذا الخليفة وجوداً ممتداً في المكان والزمان الى ان يرث الله الارض، اذن الآية المباركة صريحة القول بوجود الانسان الكامل (الخليفة) وعدم خلو اي مقطع زماني ومكاني منه.
وهذا الانسان الكامل خليفة الله في ارضه يستحيل صدقه عن غير الامام الثاني عشر الحجة (عج).
وآية ثانية في قوله تعالى: {ويِقولّ آلّذٍيِن گٍفُروآ لّو لّآ آنزُلّ علّيِهً آيِـٍة مٌن ربهً آنمٌآ آنتٍ مٌنذٍر ولّگٍلّ قومٌ هًآد} (٣).
والذي يعطيه النظر الصحيح فيما تقتضيه الآية المباركة هو وجود هاد لكل زمان، ثم ان الهادي لا يكون هادياً الى الدين الا اذا كان عالما بجميع الدين اصولاً وفروعاً، ولا يكون عالماً الا اذا كان معصوماً آخذاً علمه من الوحي او من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
امامي الحجة منقذا قد طال انتظاره، معشوق يؤلمه الغياب..
مولاي يامهدي قلبي أسير وشكوايَّ كثيرة، نار الشوق تتأجج في كل حين، تهفو نفسي الى لقياك وترنو عيناي لرؤياك، قد جفت المدامع لفراقك فمتى ترتوي من فيض نورك، لك خالص الولاء وعارم الشوق اليك دون انقطاع..
ذنوبي كثيرة يامولاي وآمالي كبيرة بشفاعتك وقبولك رجواي، ألتمس منك العذر لَعَلي احزنك من بعض اعمالي فانا عبد بائس ضعيف ليس له نجاة الا التمسك بولايتكم يا صاحب العصر والزمان، السلام عليك اينما حللت وأينما ستكون واسأل الله بالشأن العظيم الذي لك عنده ان يجعلني و والدايَّ واقربائي وأحبتي من انصارك واعوانك والمستشهدين بين يديك..
يا قائم آل محمد أدركنا، العجل العجل، الساعة الساعة، عجل الله فرجك يا أيها المنقذ المنتظر..
......
اضافةتعليق
التعليقات