• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

قُصصٌ وَ فُرَصٌ١٢: الرسالي والاختبار بالمقربين

فاطمة الركابي / الأثنين 02 كانون الأول 2024 / اسلاميات / 646
شارك الموضوع :

في زاوية من زوايا قصة هذا الرسول العظيم تبرز لنا أهم الحقائق الصعبة والاختبارات النفسية

قال تعالى: {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ، قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ،…وَنَادَىٰ نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ، قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ، قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.

في زاوية من زوايا قصة هذا الرسول العظيم تبرز لنا أهم الحقائق الصعبة والاختبارات النفسية الموجعة التي قد يمر بها الرساليين، وهي أن ليس كل من نحبهم ونريد لهم النجاة سوف يركبون معنا سفينة النور المنجية، وليس كل من نتوقع أنهم أول الراكبين سيكونون ليس آخرهم بل قد يكونون من المتخلفين الرافضين للركوب.

فالرسالي بطبعه يعيش هموم البعيدين عن الحق ولديه حالة من الشفقة والرحمة على الضالين، فكيف يا تُرى حاله على الأقربين والمقربين أياً كانت صلة ومستوى هذه القرابة؟! لكن على كل حال عليه أن يتقبل ذلك لأنها سنة الله تعالى في خلقه، بلى إنها سنة التخيير، بل عليه أن يتوقع حصول ذلك لأن ليس كل ما نرجوه نبلغه، أو نتمناه يحصل.

فالنبي نوح (عليه السلام) كما تذكر الآيات مع عناد واصرار ابنه على أن يختار مأوى غير الله تعالى إلا أن خطابه كان مليئاً بالشفقة والأمل برحمة الله تعالى أن تشمله، فمع أن الآية تقول أن الموج حال بينهم وراءه مغرقاً، ومع أن الأمر انقضى وها قد انتهى نزول العذاب، وبعد أن رست السفينة إلى حيث عليها أن ترسوا، ونجا من ركب وعادت الحياة لطبيعتها، كان لازال النبي يفكر ويأمل بنجاة ابنه من الغرق! حتى إنه لم يكتفي بالأمل والرجاء الداخلي بل بادر بنداء الله تعالى ليس حمداً وامتناناً على نجاتهم بل أول ما نطق به كان هو {فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي}، فقد كان نداء كله حياءً ومليئاً بالتسليم ممزوجاً بالرجاء وعدم فقدان الأمل بفرصة نجاته.

فجاء الرد نعم هو ابنك ولكن ليس من أهلكِ لأنه لم يختر البقاء معك وأتباعك، فهو بذلك لم يكن من الباقيات الصالحات لتشمله الرحمة الإلهية، ولعل وعد الله تعالى الحق الذي قدمه نبي الله نوح (عليه السلام) كسبب لتحقيق نجاة ابنه لم يكن في محله، وهو-كما يبدو- الذي جاء في قوله تعالى: {…قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ…}، أي نجاة الأهل، فالابن من هؤلاء الأهل ويلحق أبيه إن كان قد تحقق فيه شرط الاستحقاق، ففي الحساب الأخروي لا توجد أنساب أو شفاعة دون مقدمات استحقاق، ولعل العاطفة هنا غلبت عليه، لذا عاد للإعتراف بأن ما أراده لم يكن مناسباً فطلب المغفرة والرحمة.

وفي ذلك درس لكل رسالي أن تكون نظرته لجميع العصاة نظرة واحدة، وأن يتبرأ ممن ظلموا أنفسهم وعصوا ربهم، نعم أن يكون مشفقاً ولكن ليس إلى درجة أن يطلب تغير حكم الله تعالى فيهم لأسباب عاطفية، فلا قرابة ولا أنساب في حكم الله تعالى.

الايمان
القرآن
التاريخ
الدين
القيم
المجتمع
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    فن الاستماع مهارة ضرورية

    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟

    آخر القراءات

    الإبداع والسياق الاجتماعي

    النشر : الخميس 11 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ذكرى أليمة

    النشر : الثلاثاء 27 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    شهر أبوابه مفتوحة

    النشر : الثلاثاء 28 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ظاهرة التحرش.. بين الاسباب والتداعيات

    النشر : الثلاثاء 12 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الرسول محمد و مواجهة العنف والتطرف

    النشر : الأثنين 28 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    قبس قرآني من سيرة النبي

    النشر : الأحد 27 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1334 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1318 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 828 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 735 مشاهدات

    "خيمة وطن" نقطة ارتكاز إعلامية وصحية في عولمة القضية الحسينية

    • 413 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 408 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1334 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1318 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1242 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1206 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1137 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1057 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي
    • منذ 5 ساعة
    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات
    • منذ 5 ساعة
    فن الاستماع مهارة ضرورية
    • منذ 5 ساعة
    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم
    • منذ 5 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة