لم تكن تجربتي الخاصة في المدارس الأهلية تجربة سهلة بل خضتُ عدّة صعوبات في التعامل مع التلاميذ من جانب والإحاطة بالمادة العلمية وما يريده المشرفون، وكيفية إيصال المادة العلمية، وغيرها من الأمور التي يواجهها أي معلم أو مدرس في أولى مراحل تعيينه، لكن ما كان يسعفني حينها هو كثرة الدورات التدريبية التي كنا ننظم إليها بصورة إجبارية في تلك المدارس، ومتابعة المشرفين الدائمة وختامها كثرة مشاهدة دروس ذوي الخبرة ممن سبقنا، الأمر الذي سهل علينا رحلة التدريس، حتى بدأنا باتقان الأدوات والوسائل التربوية والتعليمية وبدأتْ مسيرة الإبداع واثبات طريقة خاصة يتميز بها الاستاذ عن غيره، يكوّن بها بصمته الخاصة بالتدريس.
اليوم ومع تثبيت مجموعة من المحاضرين ومع تعيين مجموعة من العقود هذا الكم من الأشخاص الذين بعضهم لم يمارس مهنة التدريس أبدا وغيرهم ممن مارسوها تحتاج الدولة أن توفر لهم كوادر تدريبية من ذوي الخبرة واستثمار المتقاعدين وإعادة بعض الذين تميزوا خلال فترة تدريسهم لتقديم دورات مكثفة للفئة الجديدة من المقبلين على التدريس كي لا يكون الطالب ضحية تجربة المعلم الجديد، خصوصا فئة الابتدائية فتدريس المراحل الأولى يحتاج طرق مختلفة ومتأنية في تقديم المادة العلمية، وهي الأساس الذي يعتمد عليه بنيان الطالب، إن كانتْ انطلاقته جيدة فهو يستمر على ذلك وإن كان أساسه ضعيفا يُتعب بقية المعلمين وحتى عائلته!
وهذا ما لمسته مع التلميذات المقربات من العائلة حيث يعانين من بعض الكوادر الجديدة وبعد التواصل مع المعلمات كان ضعفهن وعدم معرفة ادارتهن للصف والمادة العلمية بسبب عدم التجربة المسبقة وعدم الإطلاع على تجارب سابقة، واعتمادهن على ما تم تلقينهن بصورة نظرية في الجامعات ومما يتذكرن من طرق معلماتهن.
كما إن اعتداد بعضهن بالنفس وعدم التصريح بالحاجة للمعرفة، والاكتفاء بالطرق التقليدية في التعليم، يدفع ثمنه التلميذ الذي لا أحد يصحح له معلوماته ويعتمد اعتماداً كُلياً على المعلم، هذه الحالات من الممكن تجاوزها في حال تم إجبار الكوادر الحديثة على دخول مجموعة من الدورات والورشات التي هي من واجب التربية توفيرها لهم، ومع تلك الورشات متابعة مستمرة وفعالة من قبل المشرفين، فهذا الدور من الأدوار الحساسة التي يبنى بها عقل الفرد ومستواه الفكري وما سيؤول إليه مستقبله فمن غير المنطقي تسليمها للتجربة وعدم الاستفادة من ذوي الخبرات.
اضافةتعليق
التعليقات