لاشك أن للأدب العربي مكانة عظيمة في الفنون الأدبية والشعر لما له من أهمية بالغة في بيان بعض المعاني وتفصيلها وتوضيحها لدى القارئ، كما أن لكل كاتب عالمه الخاص الذي يميل إليه ويبحر فيه فتتناثر كلماته كاللؤلؤ في أعماق البحار يسطر فيه ما يجول في خاطره ويكتب ما يخفف عنه.
فهناك كلمات ومفردات لا يدركها جميع القراء إلا بعد التحقق منها والبحث عن دقة المعنى وهنا يكمن جمال اللغة العربية وأسلوبها الفريد الذي تفتقده باقي اللغات، وهناك بعض المذاهب الأدبية التي تبين الخصائص والمبادئ الأخلاقية والجمالية والفكرية التي تشكل في مجموعها المتناسق لدى شعب من الشعوب أو مجموعة منه لمدة من الزمن تياراً يصبغ النتاج الأدبي بصبغة تميز ذلك النتاج مما قبله وبعده في ناحية التطور.
وأيضاً يشمل المذهب الأدبي كل أنواع الفن والإبداع الفني الأدب، الموسيقى، الرسم، النحت، الزخرفة والأزياء فهو حصيلة فلسفية تبلور نظرة الأمة إلى العالم والإنسان وهدفها وموقفها، وبما يتعلق بموضوع المذاهب الأدبية التي تعنى بالشعر والنثر والشعر العربي منذ بدايته كان يسير في اتجاهين:
الأول: المنحى الكلاسيكي يضم القصائد التي تمثل ثقافة الأمة العربية وتتطرق للمدح والهجاء والرثاء.
الثاني: الرومانسية التي خرجت عن الشكل والموضوع الكلاسيكيين وهذا واضح بشعر عصر ماقبل الإسلام والعصر الأموي وشعر الصعاليك وهنا نبين بعض هذه المذاهب.
الكلاسيكية/ هي أول مذهب أدبي نشأته الأولى في أوربا القرن السادس عشر وأساسه بعث الآداب اليونانية واللاتينية القديمة ومحاولة لبيانها ومحاكاتها لما لها من خصائص فنية وقيم إنسانية وبعد عودة العلماء لهذه الآثار وتحليلها ليستنبطوا خصائصها التي ضمنت لها الخلود وذلك إما بالتذوق أو تحليل مباشر أو بما كتبه القدماء أمثال أرسطو في كتابيه (الخطابة) والشعر وهواري في قصيدته الطويلة (فن الشعر) كذلك فلسفة شولغر وولز عندما رأى نفسه في الحلم فراشة فهل هي فراشة ارادت التحول إلى رجل أو رجل تحول إلى فراشة وهذه فلسفة العقل والمنطق.
أصل لفظة كلاسيكية
يعني هذا اللفظ بشكل عام كل عمل عظيم وجميل خضع للتطور والتكامل سنين طويلة حتى بلغ غاية الاتقان، واشتقت الكلاسيكية على رأي الباحثين من لفظ (الصف) لأنك أدب صفي منهجي ورأي آخر من لفظ (كلاسك) اللاتينية وتعني أعلى طبقة بالمجتمع الروماني وعلى هذا فهو أدب الصفوة المختارة أو أرفع ألوان الأدب.
الكلاسيكية في الأدب العربي
تمثلت الكلاسيكية في الأدب العربي بعدد من الشعراء الذين حافظوا على شكل القصيدة العربية التقليدي واحياء نماذجه القديمة فكتبوا شعرا تلمسوا فيه البقاء على التراث الشعري العربي وأبرزهم (أحمد شوقي، حافظ إبراهيم، معروف عبد الغني الرصافي، ومحمد مهدي الجواهري)، ومن نماذج الشعر الكلاسيكي قصيدة الجواهري المعروفة: حييت صفحة عن بعد فحييني.. يا دجلة الخير يا أم البساتين.
اضافةتعليق
التعليقات