• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الطبع ليس قدراً محتوماً

اسراء حسين / الأربعاء 10 كانون الثاني 2024 / تطوير / 1302
شارك الموضوع :

الخلفية التي تنم عن مشاعرنا التي تميز طباعنا الأساسية ومن الممكن تعريف الطبع في إطار الأمزجة

تعلمنا الكثير عن تغيير النماذج الانفعالية والعاطفية. ولكن ماذا عن هذه الاستجابات التي انتقلت إلينا بالوراثة؟ وماذا عن تغيير ردود الأفعال المعتادة لمن هم بطبيعتهم متقلبون أو خجولون؟ إن هذا النطاق من الحياة العاطفية يقع في دائرة الطبع، والخلفية التي تنم عن مشاعرنا التي تميز طباعنا الأساسية ومن الممكن تعريف الطبع في إطار الأمزجة التي تتجسد فيها حياتنا العاطفية فلكل منا - إلى حد ما – مجال عاطفي مفضل والطبع من معطيات الميلاد، هو جزء من خطنا الوراثي الذي له قوة دافعة في نمو الحياة، وقد لاحظ هذا كل أبوين منذ مولد طفلهما.

طفل يكون هادئا ورائقا أو سريع الغضب وصعبا والسؤال هنا، هل يمكن تغيير وضع بيولوجي محدد عاطفيا، بالخبرة؟ وهل تركيبنا البيولوجي يحدد مصيرنا العاطفي؟ أو هل من الممكن أن ينمو طفل خجول بالفطرة، فيصبح شابا أكثر ثقة؟

تأتي الإجابات الواضحة عن هذه التساؤلات من دراسة «جيروم كاجان» المختص في علم نفس النمو بجامعة هارفارد، يثبت «كاجان» أن هناك - في الأقل - أربعة أنماط من الطباع الخجول، والجسور، والمبتهج، والسوداوي، وأن كل طبع من هذه الطباع يرجع إلى نموذج من نشاط المخ المختلف كما توجد اختلافات أيضا لا حصر لها في الطباع الفطرية الموهوبة هذه الاختلافات أساسها اختلافات فطرية في الدوائر العصبية التي تحكم الانفعالات ويختلف البشر في انفعالاتهم في مدى سهولة إثارتها، ومدى استمراريتها، وشدتها وتركز أبحاث كاجان على أحد أبعاد هذه النماذج، وهو بعد الطبع الذي يمتد بين الجرأة الشديدة والخجل.

ظلت الأمهات لعقود عدة، يترددن بأطفالهن على معمل «كاجان» لنمو الطفل في الطابق الرابع عشر ، بقاعة وليام جيمس بجامعة هارفارد ليكونوا تحت الملاحظات التجريبية، كجزء من دراسته عن نمو الطفل. لاحظ كاجان ومعاونوه في مجموعة من الأطفال البالغين 21 شهراً، علامات مبكرة على الخجل وفي أثناء لعبهم الحر مع غيرهم من الأطفال، كان بعضهم يلعب تلقائيا مع الآخرين من دون تردد أما البعض الآخر فكانوا غير واثقين ومترددين فتخلفوا وتشبثوا بأمهاتهم، وأطفال آخرون أخذوا يشاهدون غيرهم وهم يلعبون وبعد 4 سنوات أجرت مجموعة «كاجان» ملاحظات على هؤلاء الأطفال أنفسهم، فلاحظوا أن الأطفال الخجولين ظلوا كما هم متحفظين.

يستنتج كاجان أن الأطفال مفرطي الحساسية والشعور بالخوف، يغدون في شبابهم خجولين هيابين. وهناك حوالي 15 - 20% من الأطفال منذ مولدهم يتميزون بالكف سلوكيا، كما يطلق عليهم كاجان هؤلاء الأطفال يخجلون من أي شيء غير مألوف، وهذا يجعل من الصعب إرضاءهم بتقديم أطباق جديدة من الطعام مثلا، ويقاومون الاقتراب من الحيوانات أو الأماكن الجديدة، ويخجلون من الغرباء، وتأخذ حساسيتهم أشكالا أخرى هم مثلا ينزعون إلى الإحساس بالذنب، وتأنيب الذات هم أنفسهم الأطفال مَنْ سنراهم في مستقبل حياتهم في حالة قلق وارتباك في المواقف الاجتماعية أو في الفصل الدراسي، أو في الملعب، وعندما يلتقون بأشخاص جدد، أو تسلط عليهم الأضواء الاجتماعية ويميل هؤلاء الأطفال في شبابهم إلى أن يكونوا بمعزل عن الناس، ويخافون بصورة مرضية من إلقاء كلمة في تجمع عام.

«توم» أحد الأولاد الذين شملتهم دراسة الدكتور كاجان من مجموعة نموذج الخجل كان «توم» في كل عملية قياس تمت في الثانية، والخامسة والسابعة من عمره، من أكثر الأطفال خجلا وعندما بلغ الثالثة عشرة وأجريت له مقابلة شخصية، كان متوترا جامد الشفتين مرتعش اليدين ووجهه جامد التعبير ولا يبتسم سوى ابتسامة خفيفة عندما يتحدث عن صديقته وإجاباته مقتضبة، وسلوكه يتسم بالخنوع وعلى مدى سنوات طفولته الوسطى حتى حوالى الحادية عشرة، يتذكر خجله المؤلم، فيتصبب عرقا كلما اقترب من زملائه في الملعب. كان يشعر أيضا بالمخاوف المكثفة من احتمال احتراق منزله، أو غرقه في حمام السباحة، أو أن يكون وحيدا في الظلام.

كانت الوحوش تهاجمه في كوابيس متكررة وعلى الرغم من أنه بات يشعر بالخجل بصورة أقل من العامين الأخيرين، فإنه مازال يشعر ببعضالقلق في وجوده مع الأطفال الآخرين وتتركز همومه الآن على نجاحه في المدرسة، على الرغم من أنه على قمة الخمسة في المائة المتفوقين فيفصله ولأنه ابن أحد العلماء، يرى أن مسار حياته المستقبلية يجب أن يكون في هذا الحقل العلمي الجذاب، ما دام مجالا يناسب ميله للعزلةويناسب استعداداته الانطوائية.

وعلى النقيض من «توم» كان رالف واحدا من أكثر الأطفال جرأة وانطلاقا بين كل الأعمار كان دائما مستريحا وكثير الكلام، يجلس في المقعد مطمئنا، بلا أي تصرفات عصبية ويتحدث في ثقة وبنبرة ودية، كما لو أن من يجري معه المقابلة الشخصية ند له على الرغم من فارق السن بينهما الذي يبلغ 25 عاما، ولم يعان في طفولته سوى حالتين فقط من الخوف لفترة قصيرة الأولى خوفه من الكلاب، بعد أن قفز عليه كلب وهو في الثالثة من عمره، والثانية الطيران، لأنه سمع عن تحطم طائرة وهو في السابعة من عمره ولم يحدث أن اعتبر رالف نفسه خجولا أبدا، وكان يتمتع بالشعبية بين أقرانه وعلاقاته طيبة بهم.

ومن الواضح أن الأطفال الخجولين يولدون بدوائر عصبية تجعلهم أكثر تفاعلا حتى مع أخف حالات التوتر. ومنذ الولادة تكون نبضات قلوبهم أسرع من غيرهم، استجابة للمواقف الغريبة أو الجديدة وقد أظهرت أجهزة رصد سرعة نبضات القلب، أن قلوب الأطفال المتحفظين الممتنعين عن اللعب، دقاتها تتسارع بسهولة مع أبسط توتر واستثارة ويبدو أن هذا القلق الذي استثارهم بسهولة يشكل أساس خجلهم طوال الحياة وهم يتعاملون مع أي شخص أو موقف جديد، كما لو أنه خطر محتمل وربما كانت نتيجة هذا الخجل.

ما تشعر به النساء في أواسط العمر اللاتي يتذكرن خجلهن في مرحلة الطفولة عند مقارنتهن بزميلاتهن المنطلقات فيبدو واضحا، نزوعهن لخوض الحياة بمزيد من المخاوف والهموم والإحساس بالذنب كما يعانين من مزيد من المشاكل المتصلة بالتوتر، مثل الصداع النصفي، وتقلص الأمعاء ومشاكل المعدة الأخرى.

مقتبس من كتاب الذكاء العاطفي من كتاب دانييل جولمان
الشخصية
التفكير
السلوك
صحة نفسية
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    "رقبة التكنولوجيا" المنحنية... آثار الإدمان الرقمي وكيفية الوقاية

    محرّم في زمن التحول

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    آخر القراءات

    طلاب السادس الاعدادي بين الطموح والمعاناة

    النشر : الأربعاء 10 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    القراءة ورحلة البحث عن الذات

    النشر : الأثنين 08 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    لهذه الأسباب تقدم بعض الدول والجامعات منحاً دراسية للطلاب الأجانب

    النشر : الأربعاء 24 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    امتداد الجذور.. الشهید عمار بن حسان بن شریح الطائي

    النشر : الأربعاء 12 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 33 ثانية

    قبل الاستعداد للإمتحان.. تغلب على خوفك أولاً

    النشر : الأحد 05 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 40 ثانية

    كيف تغيرت موائد الصائمين العرب بسبب ارتفاع أسعار الغذاء؟

    النشر : السبت 09 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 56 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1175 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 605 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 423 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 422 مشاهدات

    حين تباع الأنوثة في سوق الطاقة: عصر النخاسة الرقمي

    • 390 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 385 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3634 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1518 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1306 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1175 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1169 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1106 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة
    • منذ 20 ساعة
    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات
    • منذ 20 ساعة
    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب
    • منذ 20 ساعة
    "رقبة التكنولوجيا" المنحنية... آثار الإدمان الرقمي وكيفية الوقاية
    • منذ 20 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة