• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

إستلاب الكرامة ومظاهره

اسراء حسين / الخميس 25 تموز 2024 / تطوير / 1013
شارك الموضوع :

هناك استلاب أخلاقي حين يوضع الإنسان في حاضنة مليئة بالشرور والرذائل، أي لا تتوفر له فرصة لكي ينمو

الاستلاب هي عملية سلب الكرامة بتخطيط منهجي، للسيطرة والهيمنة على الإنسان، فيصبح خاضعاً بلا قيمة، وتوجد أشكال متعددة للإستلاب، منها الجسدي، مثلاً حين يوضع الإنسان في السجن، وهناك استلاب نفسي حيث يحطم الإنسان نفسياً، في عملية الاستهزاء والسخرية وتحطيم شخصيته، كذلك يوجد استلاب ثقافي، يقوم على التضليل عبر التثقيف الذي يؤدي الى تنميط أفكاره والتحكم بسلوكياته واسقاطه في مستنقع الانحراف.

أ- الإستلاب الأخلاقي

هناك استلاب أخلاقي حين يوضع الإنسان في حاضنة مليئة بالشرور والرذائل، أي لا تتوفر له فرصة لكي ينمو بطريقة صحيحة حتى ينشأ على الفضائل الجيدة، ولكنه ينشأ في حاضنة مليئة بالرذائل كالسرقة والكذب والخيانة وشرب الخمر والانحراف الجنسي، فإنّ هذا كله يمثل استلاباً اخلاقياً لكرامته.

وعن الامام علي (عليه السلام): «لِكُلِّ شَيْءٍ فَضِيلَةٌ وَفَضِيلَةُ الْكَرَمِ اصْطِنَاعُ الرِّجَالِ»، ومنهج اللئام استلاب الفضائل وترسيخ الرذائل وتدمير الشخصية ومسخها.

الإستلاب عملية منهجية يقوم بها البعض من الذين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا، يرتشفون الغرائز والشهوات، ليس لديه إيمان بالمسؤولية وبالحساب في الآخرة ولا بالضمير والفطرة الإنسانية، يريد أن يعيش حياته على الغرائزية والحيوانية، ولا يكتفي بنفسه بل يقوم بعملية فرض الإستلاب بهذه الطريقة وإفساد الآخرين.

وهذا النوع من الإستلاب خطير جداً لأنه يحطم كرامة الإنسان بسلب هويته الفطرية، لذا نلاحظ اليوم انتشار الانحراف الأخلاقي بشكل كبير في بعض المجتمعات، بسبب وجود مؤسسات هائلة تقوم بإيجاد حاضنات شريرة تختص في عملية الإستلاب الأخلاقي، فترى الإنسان يفقد الإحساس بقيمته، ذليل وليس لديه عزة ولا إنسانية، فيعيش منفرداً في عالم منعزل وخاص به، بلا أي إحساس ولا أي شعور بوجوده ولا بوجود الآخرين، وفقدان أي تفاعل أو تعاطف أو مشاعر تجاههم.

إن الأنظمة الرأسمالية، بالخصوص، تسعى إلى جعل الانسان مجرد سلعة ومستهلك للسلع، لذلك تقوم تلك الأنظمة ومؤسساتها المعنية بعملية ضخ ثقافي سيء، حتى يؤدي ذلك الى إستلاب فهم الإنسان ووعيه وتفكيك قدرته على الإدراك الواعي فيبقى الإنسان مستلب الكرامة، ومستهلكاً، يأكل ويشرب ويشتري ويستهلك بشكل دائم، كما أن الرأسماليين ذاهبون الى أمور أبعد في هذا المجال، باستلاب المشاعر الانسانية، فالكرامة مرادفة للشعور، حيث يشعر الانسان بوجوده وانتمائه وهويته، لذلك يذهب الرأسماليون الى عملية استلاب كامل، فيصبح مجرد كائن مادي يسيطرون عليه ويحولونه إلى مستهلك دائم وبالنتيجة تتنامى أرباحهم في هذا المجال.

ب - الإستلاب السياسي

بعض الأنظمة الإستبدادية تقوم بعملية مسخ لهوية الإنسان، وتجعله خائفاً، وهذه أسوأ مراتب الإستلاب، حيث الهيمنة التامة التي تجعل الإنسان خائفاً، ويردد ترانيم الخوف، خاضعا للحاكم الذي يتباهي كما كان يقول فرعون: (أنا ربكم الأعلى)، فيصبح ذليلاً للسلطان الذي ينازع الله في سلطته، فالطاغية يريد أن يجعل البشر بلا كرامة ، يمحو هويتهم الإنسانية فيجعل بعضهم كذاباً أو خائناً أو منافقاً أو نماماً، يعمل ضد أصدقائه وعائلته ومجتمعه، مما يجعله بؤرة لكل الرذائل".

ج - الإستلاب الثقافي في قضية الامام الحسين (عليه السلام) نواجه تحديا كبيرا في عملية الإستلاب الثقافي، حيث تقوم جهات في ضخ ثقافات وسلوكيات ممنهجة، فيهيمون بطريقة مباشرة وغير مباشرة، وهذا يؤدي الى إستلاب الهوية، لذلك نلاحظ أن جميع الطغاة يعملون ضد القضية الحسينية، لأنها تؤدي إلى حماية هوية الانسان والدفاع عن كرامته، لذلك نسعى في أيام عاشوراء لتجديد بناء الكرامة الانسانية، والوقوف أمام الإستلاب الثقافي، من خلال تطوير عملية البناء الثقافي واستثمار القيم الحسينية العظيمة، ومنها الشعائر الحسينية التي هي من مظاهر التعبير عن الهوية والشعور بالوجود والانتماء والإحساس الاجتماعي.

مقتبس من كتاب الامام الحسين (عليه السلام) تحرير العقول وهداية القلوب لسماحة الشيخ مرتضى معاش

الامام الحسين
الانسان
الدين
كربلاء
السلوك
الاخلاق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    محرّم في زمن التحول

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى: وعدُ الأمل في هندسة الحياة

    كيف تبني ثقة بنفسك؟

    فنجان من القهوة قد يفعّل مفتاح محاربة الشيخوخة في خلاياك

    آخر القراءات

    كيف تواجه "القاتل الصامت" بدون أدوية؟

    النشر : الأثنين 30 آب 2021
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    السلام دائماً

    النشر : الخميس 11 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    قراءة في كتاب: يأتينك سعياً

    النشر : السبت 19 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    من سنن النبي محمد: الرفق أسلوب حياة

    النشر : الأحد 24 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    أطعمة مسموحة وأخرى ممنوعة لفرط نشاط الغدة الدرقية

    النشر : الأربعاء 26 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 32 ثانية

    التخطيط والطموحات الهادفة للسنة الجديدة

    النشر : الأثنين 02 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 40 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 598 مشاهدات

    رحلة من السجن إلى الحرية: قصة عن معركة مع المخدرات

    • 470 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 418 مشاهدات

    المختلف متخلف!

    • 407 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 402 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 393 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3627 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1482 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1290 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1158 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1098 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 931 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    محرّم في زمن التحول
    • منذ 21 ساعة
    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع
    • منذ 21 ساعة
    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟
    • منذ 21 ساعة
    وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى: وعدُ الأمل في هندسة الحياة
    • الأثنين 30 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة