يتشابه الاكتئاب لدى الصغار والراشدين في أوجه عديدة إلا أن أوجه الاختلاف بينهما تبقى
متنوعة عديدة، تتشابه أعراض الاكتئاب لدى الصغار والراشدين، علماً أن الاكتئاب لدى الراشدين قد يؤدي إلى حدوث تغيرات جمة في المزاج تدوم لفترة طويلة ومن ضمن هذه الأعراض التي يتعرض لها الإنسان منها ما هو جسدي، كقلة النوم أو كثرته، وضعف مستوى الطاقة، وما هو نفسي كالتركيز الضعيف أو رؤية العالمومكانه منه ودوره فيه بشكل سلبي.
إلا أن عدداً من الشباب قد ينكر شعور الحزن الذي يتملكه، حتى وإن بدا التغير واضحا على سلوكهم، فينتابهم الحزن والضيق ولم يحدد العلماء شكلاً ثابتاً تظهر فيه الكآبة لدى الصغار، فقد يلاحظ الطبيب العام بعض الأعراض
على الصغير يستنتج منها أنه يعاني اكتئاباً، كالصداع أو آلام في المعدة أو العظام من دون سبب عضوي واضح، في حين يتمثل الاكتئاب لدى بعض
الصغار بأذية النفس أو فقدان الاهتمام بشكل عام بما يحيط بهم، وانعزال عن الآخرين، بينما يتمثل أول ما يتمثل لدى آخرين بتغيرات سلوكية كتراجع في المدرسة أو حدة في التعبير عن
الآراء.
تختلف أعراض الاكتئاب من طفل إلى آخر وفقاً للعمر وفي أغلب الأحيان لا يظهر الاكتئاب على الصغار الذين يكتفون بالتعبير عن مشكلات جسدية كالصداع أو آلام في البطن وأما المراهقون فيشتكون أكثر من مزاج متعكّر وتراودهم بكثرة أفكار انتحارية.
مزاجي أو مكتئب؟
أظهرت الدراسات الوطنية أن عدداً من الصغار يُظهرون بعض أعراض الاكتئاب غير الخطيرة، بحيث لا تكفي ليتم تصنيفهم ضمن المصابينباكتئاب يحتاج إلى علاج فوري.
في الحقيقة، قد يبدو الفصل بين الاكتئاب ومشكلات المزاج العادية التي يعاني منها المراهق
أمراً صعباً فالمراهق المكتئب يعجز عنالاستمتاع بالحياة وعن تقدير نفسه والاعتزاز بها،
فتراه لا يملك جواباً كافياً مقنعاً لدى سؤاله عن حسناته، إذ يعتقد أن ليس لديه الكثير مما يمكن الحديث عنه وأن الظرف السيء الذي يحكمه إنما هو من صنع يديه، وأن لا سبيل إلى تغيير ذلك.
وعندما تتزامن هذه الأمور مع أعراض الاكتئاب لدى الشباب، كقلة التركيز وفقدان الثقة بالنفس وأوهام شديدة وأفكار انتحارية، لن يجدالطبيب صعوبة في تشخيص حالة هذا الإنسان في العادة يعلن الطبيب عن إصابة شخص معين بالاكتئاب حين تظهر عليه أعراض تؤدي إلى ألم شخصي أو تخلف اجتماعي غالباً ما يأخذ الطبيب بعض الوقت قبل أن يعلن تشخيصه
النهائي، على غرار الإنسان الراشد، لا يبدوالصغير متعاونا عندما يتعلق الأمر بطبيب أو معالج نفسي الذي يصنف اكتئاب الصغار أيضا ضمن ثلاة أقسام: الخفيف والمتوسط والحاد، استناداً إلى عدد الأعراض التي تلحق به وكثافتها.
قد لا تستدعي حالة الاكتئاب التي تسيطر على الصغير العلاج إلا إذا توقف عن القيام بما يحب ويهوى، أو إذا تغيرت قدراته على القيامبأموره الحياتية كأن يتراجع في مدرسته على سبيل
المثال، خلافاً لذلك قد لا تتطلب هذه الأعراض البسيطة إلا المراقبة.
عوامل الخطر والأرقام
تتشابه تلك مع يصيب الاكتئاب الصغار أقل مما يصيب الراشدين ففي كلّ عام يُصاب 1 % من الأطفال ما قبل البلوغ بالاكتئاب، فيحين يُصاب 3% من الأطفال في مرحلة ما بعد
البلوغ.
الأسباب التي تؤدي إلى اكتئاب الأطفال التي تؤدي إلى اكتئاب الراشدين ومنها على سبيل
المثال الجينات والشخصية والمحيط العائلي، فيحين تظهر أسباب خاصة بالأطفال ومنها
الترهيب والاهتمام المفرط ونمو الشخصية والنمو الاجتماعي والتغيرات الهرمونية ونمو
الدماغ.
ينشأ 95% من فترات الاكتئاب الخطيرة لدى الأطفال والمراهقين بسبب صعوبات طويلة
الأمد، ومنها عدم التناغم العائلي أو عدم التناغم مع الشريك أو الطلاق والانفصال أو العنف المنزلي أو التحرش الجسدي أو الجنسي أو
مشكلات مدرسية أو فشل في امتحان ما، من ناحيةأخرى تندر حالات الاكتئاب التي تنشأ لدى
الأطفال والمراهقين في ظل غياب مشكلات سابقة، وغالبا ما تنشأ هذه عن ظروف حياتية
حالية ومنها العنف.
يثير حدث معين ترك آثاراً سلبية كبيرة الاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين كانفصال الأهل أو
مشكلات مع صديق مقرب يبدو الضغط الاجتماعي أيضاً عاملاً مهماً يؤدي إلى الاكتئاب، لا سيما أن معدلات الاكتئاب تبدو أعلى في
المنازل الفقيرة أو المنازل التي يشرف عليها والد أو والدة من دون شريك، أو في العائلات التي لم يبل أحد الوالدين حسنا في الدراسة أو
لدى الأطفال .
اضافةتعليق
التعليقات