يواجه العالم تحديا خطيرا يعتبر أحد إفرازات ثورة التكنولوجيا الرقمية الآخذة في التطور يوما بعد آخر، ولعل الإبتزاز الإلكتروني بات واحدا من إفرازات تلك الثورة وربما يكون الأكثر إنتشارا.
لاسيما أنه لا يتطلب المزيد من الجهد والأدوات أو التخطيط لاصطياد ضحاياه، ومن الظواهر الأخرى للجرائم الالكترونية التي أفرزتها ثورة التكنولوجيا هي والإدمان الرقمي ودخلت أيضا من ضمنها مافيات الإتجار بالبشر!.
نعم.. البعض منكم سوف يسأل ويتبادر في ذهنه، كيف تندرج هذه الجريمة من ضمن الجرائم الالكترونية؟!
يستخدم فيها المجرم نفس الأسلوب المتبع في الإبتزاز وذلك بإستدراج الضحية ومعرفة كل صغيرة وكبيرة عن حياتهم الشخصية والعائلية في إحدى مواقع التواصل الإلكتروني، وهنا يبدأ نسج فصول جريمته التي يكسب من خلالها أموالا كثيرة عبر الطرق والحيل المتعارف عليها في عالم المبتزين وهي العمل على نقاط الضعف عند الضحية، وتبدأ اللعبة لصالح المجرم من خلال عملية غسيل الدماغ للضحية وخلق صورة ذهنية بائسة عن حياتهم العائلية وأنهم مظلومين من قبل الأهل وتشويه صورة بعض أفراد العائلة بأنهم أعداء، وأن حياتهم القادمة أفضل بالعيش بعيدا عن الأهل بتوفير المكان الملائم الذي تتوفر فيه كافة سبل الراحة والأمان.
هنا الضحية وقعت في الفخ وبطاعة المجرم طاعة عمياء والاستماع لكل ما يمليه عليه من نصائح وطلبات، وتنفيذ طلباته بسرقة مبالغ مالية من الأهل وحثهم بالهروب من المنزل..
كل ما ذكر آنفا هي طريقة لتهريب الضحية والمتاجرة بأعضائه في إحدى الدول المجاورة بتنسيق منظم مع عدد من المجرمين تتضمن للأسف محامين لمساعدتهم لإكمال اجراءات السفر أصوليا.. وعند وصول الضحية إلى أرض الواقع بعيدا عن الأحلام الوردية التي رسمها المجرم تنتهي حياتهم بلمح البصر ببيع أعضائهم!.
كل هذه الجرائم لا تخفى عن عيون العدالة الإلهية والعدالة القانونية.. وهذا وحده لا يكفي من دون متابعة ذوي الضحايا ومعرفة من هم أصدقائهم في عالمهم الإفتراضي وتأمين حساباتهم ومعرفة كل مايدور فيها وزيادة الوعي من هذه المخاطر المحدقة بهم حفاظا على أرواحهم.. والتأكيد على ضرورة تأمين حساباتهم الشخصية من الإختراق..
عزيزتي الأم، عزيزي الأب، ممن لديهم أولادا، حافظوا على فلذة أكبادكم من ضعاف النفوس والمضطربين نفسيا وسلوكيا، كونوا كل شيء لأبنائكم، لا تعطوا الفرصة لمن تسول نفسه العبث بعقولهم وحرمانكم منهم إلى الأبد..
لا تدعوا ظروف الحياة وقسوتها وإنشغالكم في عملكم يلهيكم ويعمي بصيرتكم عن هذه النعمة التي وهبكم إياها الله وغيركم حرم منها..
كونوا يدا بيد للتصدي للجرائم الالكترونية، ازرعوا الثقة بنفوس أبنائكم، كونوا لهم قدوة حسنة.
أرجو الأخذ بعين الإعتبار الجهد الذي تبذله الجهات المختصة والجهد الاستخباري الكبير للقضاء على هذه المافيات الإلكترونية، لا يتم ذلك إلا بتكاتفكم عائليا ومن ثم تعاونكم مع الأجهزة الأمنية في حال تعرضتم أنتم أو أحد ذويكم لمثل هذه الجرائم.
من أجل ذلك يقول المختصون في هذا المجال أنه يجب اتباع 5 خطوات لمواجهة الجرائم الالكترونية منها:
1. "عدم قبول صداقات من أشخاص غير معروفين على مواقع التواصل الاجتماعي.
2. الحذر من إستخدام مواقع وتطبيقات التعارف لكونها المدخل لاصطياد الضحايا.
3. عدم الرضوخ للإبتزاز مهما كانت الضغوطات والتهديد من قبل المبتز .
4. عدم إرسال أي مبالغ مالية تحت أي تهديد مباشر.
5. تبليغ الجهات المختصة أولا بأول".
اضافةتعليق
التعليقات