يُصيب نوع غير اعتيادي من اكتئاب ما بعد الولادة عدد قليل من النساء اللواتي تكتئبن اكتئاباً حاداً بعد أول أسبوعين من الإنجاب. غالباً ما يحصل ذلك:
بعد الحمل الأول
لدى النساء اللواتي تعرضن سابقاً لمرض نفسي لدى النساء اللواتي ينتمين إلى عائلةً تعرض أحد أفرادها لمرض نفسي يعتقد البعض أن التغيير الهرموني يمكن أن يثير الاكتئاب لدى النساء اللاتي يحتمل إصابتهن به.
في حالات الاكتئاب الحاد، تخسر المرأة علاقتها بالواقع وقد تراودها التوهمات وتنتابها حالة من الهلوسة وغالبا ما تؤثر هذه الحالة في الطفل وتعرضه لخطر شديد، وقد سبق أن انتشرت أخبار وقصص عن أمهات قتلن أطفالهن بسبب حالة اكتئاب حادة ألمت بهن بعد الإنجاب وتعتقد بعض النساء المكتئبات أن العالم بات سيئاً جداً، فيفضلن قتل أولادهن لإبعادهم عن البؤس الذي ينتظرهم، في حين تعتقد أخريات أن سوءاً قد مس أولادهن وأنهن يقمن بعمل رحيم بقتلهم.
عندما تتعقد الأمور لهذه الدرجة، من الأفضل أن يتم إدخال المرأة إلى المستشفى حيث ستتلقى العلاج المناسب، لا سيما في حال أظهرت ميلاً لإلحاق الضرر بطفلها أو بنفسها.
يعتمد العلاج في العادة على الأدوية المضادة للاكتئاب بالإضافة إلى أنواع أخرى من الأدوية قد يصفها الأطباء للحد من التوهمات والهلوسة التي تنتاب الأم المكتئبة. ولا يمنع الأطباء عامة الأم التي تتلقى علاجا للاكتئاب من إرضاع طفلها، إلا أن الدواء ينتقل إلى الطفل عبر الحليب وعندما تتطلب حالة الاكتئاب جرعة عالية، أو في حال كان الطفل حساساً جداً للدواء، يتعين على الأم أن ترضع طفلها بواسطة الزجاجة فيظل غياب أي دواء آخر مناسب.
أما الأم التي تتناول الليثيوم فيتعين عليها أن تتوقف عن إرضاع طفلها فغالبا ما يكون الأطفال حساسين تجاه هذا الدواء، يقدّم بعض الأطباء علاجا بالصدمات الكهربائية للتخلص من الاكتئاب الحاد بعد الإنجاب، لا سيما أن هذا العلاج يأتي بنتائج إيجابية سريعة تمكن الأم من إعادة بناء علاقتها بطفلها ويلجأ الأطباء إلى الحبوب لعلاج معظم النساء المكتئبات وهنا لا بد من الإشارة إلى أن النساء اللواتي يتعرضن لاكتئاب ما بعد الولادة يمكن أن يشفين سريعا، إلا أنهن يبقين عرضة لهذا الاكتئاب عندما يحملن مرةً أخرى، لذلك يُفضل أن تخبر المرأة طبيبها أو طبيب الأطفال أنها سبقت وعانت من اكتئاب ما بعد الولادة قبل التفكير بإنجاب طفل آخر ليتمكن من مراقبة حالتها وتقديم علاج فوري في حال استلزم الأمر.
انقطاع الطمث
تسعى النساء إلى الحصول على المساعدة للتخلص من الاكتئاب وهن في خريف العمر ويعزي معظم الأطباء هذا الأمر إلى انقطاع الطمث (آخر دورة شهرية في حياة المرأة) تقول النظرية أن تغيّر مستوى الهرمونات يثير الاكتئاب تماما كما يفعل بعد الإنجاب أو عند الشعور بأعراض ما قبل الدورة الشهرية ولكن لم يجد العلماء دليلاً موثوقا يثبت أن الاكتئاب عرض شائع يصيب النساء في فترة انقطاع الطمث.
تتعدد بالطبع أنواع التغيرات الأخرى التي تطرأ على حياة المرأة في خريف عمرها، والتي قد تؤدي دورا مهما في إثارة الاكتئاب فعلى سبيل المثال، يترك الأولاد منزل الوالدين في هذه المرحلة، وتتغير علاقة المرأة بشريكها، وقد يُصاب والديها بمرض معين.
في المملكة المتحدة، يعمد الأطباء إلى معالجة النساء اللواتي يُصبن بمرض نفسي قبيل فترة انقطاع الطمث بالأدوية المضادة للاكتئاب فيحال بدا الأمر مناسباً، وذلك إسوةً بغيرهن من النساء اللواتي يعانين أيضا من الاكتئاب وأما في الولايات المتحدة، فيبدو أطباء الأمراض النفسية أكثر قناعة بأن التغير الهرموني هو السبب الكامن وراء هذا الاكتئاب، لذلك يصفون علاجا يعتمد على الأستروجين ولا يبدو مفعولهذا العلاج واضحا إلا أن بعض النساء في الولايات المتحدة ممن اتبعن علاجا بالهرمونات البديلة (بما في ذلك الأستروجين) للتخلص من أعراض انقطاع الطمث يصرحن أن أحوالهن تحسنت وخفّ الاكتئاب الذي يشعرن به.
من كتاب الاكتئاب للدكتور كوام مكنزي
اضافةتعليق
التعليقات