التأمل هو أسلوب يستخدم منذ آلاف السنين لتنمية حالة الحضور كلياً في اللحظة الآنية.
يمكن أن يتضمن ممارسات لزيادة التركيز والانتباه، مراقبة الأفكار، والاتصال بالجسم والتنفس، وتقبل المشاعر الصعبة، وحتى تغيير مجرى الوعي، كما ثبت أنه يقدم عدداً من الفوائد الجسدية والنفسية مثل تقليل التوتر وتحسين المناعة.
ومن الجدير بالذكر إن التأمل ممارسة قديمة في الأصل إلا أن التقنية نفسها لا تنتمي إلى أي توجه معين، وتستخدم اليوم كأحد طرق الحفاظ على الصحة النفسية لخلق إحساس بالسلام والهدوء والوئام الداخلي.
قد يقدم التأمل حلاً للحاجة المتزايدة لتقليل التوتر في خضم الجداول الزمنية المزدحمة والحياة المتطلبة.
على الرغم من عدم وجود طريقة صحيحة أو خاطئة للتأمل، فمن المهم أن تستكشف أنواعها لتجد ممارسة تلبي احتياجاتك.
1. تأمل اليقظة الذهنية
في تأمل اليقظة الذهنية أنت تهتم بأفكارك لأنها تمر عبر عقلك. أنت لا تحكم على الأفكار أو ترتبط بها، أنت ببساطة تراقب وتلاحظ أنماط التفكير.
تأمل اليقظة الذهنية هو عملية التواجد الكامل مع وعيك. أن تكون مدركاً لمكان وجودك وما تقوم به، وعدم القيام برد الفعل تجاه ما يجري من حولك.
يمكن ممارسة التأمل اليقظة الذهنية في أي مكان، يفضل بعض الناس الجلوس في مكان هادئ، وإغلاق أعينهم، والتركيز على تنفسهم، ولكن يمكنك اختيار أن تكون يقظاً في أي وقت من اليوم، بما في ذلك أثناء تنقلك إلى العمل أو القيام بالأعمال المنزلية.
تجمع هذه الممارسة بين التركيز والوعي، قد تجد أنه من المفيد التركيز على شيء ما أو على أنفاسك أثناء ملاحظة أي أحاسيس أو أفكار أو مشاعر جسدية.
هذا النوع من التأمل مفيد للأشخاص الذين ليس لديهم معلم لإرشادهم، حيث يمكن ممارسته بسهولة بمفردهم.
2. تأمل التركيز
يتضمن هذا التأمل التركيز باستخدام أحد الحواس الخمس.
على سبيل المثال يمكنك التركيز على شيء داخلي مثل أنفاسك، أو يمكنك جلب تأثيرات خارجية للمساعدة في تركيز انتباهك. مثل: عد الخرز، الاستماع إلى نقر أو قرع جرس، التحديق في لهب الشمعة أو القمر.
قد تكون هذه الممارسة بسيطة من الناحية النظرية، ولكن قد يكون من الصعب على المبتدئين الاحتفاظ بتركيزهم لمدة تزيد عن بضع دقائق في البداية.
إذا كان عقلك يتجول، ببساطة لاحظ إنه يتجول وعد بكل لطف إلى الممارسة وأعد التركيز.
3. التأمل الحركة
على الرغم من أن معظم الناس يفكرون في اليوغا عندما يسمعون تأمل الحركة، إلا أن هذه الممارسة أوسع من ذلك، فهي تشمل أيضاً:
المشي، رعاية الحدائق، تشي غونغ، تاي تشي، وكل أشكال الحركة اللطيفة الأخرى.
هذا شكل نشط من أشكال التأمل حيث ترشدك الحركة إلى اتصال أعمق مع جسدك واللحظة الحالية، التأمل بالحركة مفيد للأشخاص الذين يجدون السلام عند الحركة والعمل البدني ويريدون تطوير وعي الجسم.
4.التأمل الموجه
التأمل الموجه والذي يُطلق عليه أحياناً التأمل التصوري، وهو أسلوب يركز على تعزيز مشاعر الاسترخاء والسلام والهدوء من خلال تخيل المشاهد أو الصور أو الأشخاص.
تتضمن هذه الممارسة تخيل مشهد بوضوح وتفعيل الحواس الخمس لإضافة أكبر قدر ممكن من التفاصيل، يمكن أن يتضمن تصور شخصية محبوبة أو محترمة في الاعتبار بقصد اكتساب صفاتهم.
هناك شكل آخر من أشكال التأمل التخيلي يتضمن تصور نفسك وأنت تعيش النجاح في أهداف محددة، وهذا يهدف إلى زيادة التركيز والتحفيز.
يستخدم العديد من الأشخاص التأمل التخيلي لتحسين مزاجهم وتقليل مستويات التوتر وتعزيز السلام الداخلي والراحة والسعادة.
يقود هذه العملية عادة مرشد أو معلم أو مقطع صوتي مسجل، ولذلك هو تأمل موجه.
5.التأمل المحبة واللطف
يستخدم التأمل اللطيف لتقوية مشاعر التعاطف واللطف والقبول تجاه الذات والآخرين.
ينطوي هذا التأمل على الانفتاح لتلقي الحب من الآخرين ثم إرسال نوايا اللطف للأحباء والأصدقاء والمعارف وجميع الكائنات الحية.
نظراً لأن هذا النوع من التأمل يهدف إلى تعزيز التعاطف واللطف، فقد يكون مثالياً لمن لديهم مشاعر الغضب أو الاستياء.
6.التأمل المسحي
معروف أيضا باسم الاسترخاء التدريجي، هو ممارسة تهدف إلى تقليل التوتر في الجسم وتعزيز الاسترخاء.
يتضمن هذا النوع من التأمل شد وإرخاء مجموعة عضلية واحدة من الجسم في كل مرة.
يمكن تخيل موجة لطيفة تتدفق عبر جسمك للمساعدة في التخلص من أي شد.
غالبا ما يستخدم هذا النوع من التأمل لتخفيف التوتر والاسترخاء قبل النوم.
يعتمد أسلوب التأمل الذي تقرر تجربته على عدد من العوامل، منها تفضيلاتك الخاصة، والحالة الذهنية في تلك اللحظة، كذلك إن كنت تعاني من حالة صحية معينة.
ما إن تجد الممارسة المناسبة لك حتى تتمكن الوصول إلى استرخاء أعمق، ووعي أعلى، وقدرة على قيادة المواقف المختلفة التي تمر بها.
مترجم بالتصرف من موقع: .everydayhealth و healthline
اضافةتعليق
التعليقات