الرحلةُ لأي هدفٍ غالبا ما تتعرض لمجموعة من المعوقات التي تجعل من صاحب الهدف يُصاب بالاحباط أو بتقليل الجهد من السعي وراء الهدف وتصل إلى أن يتخلى عنه، وبالتالي يفقده، أما من يواجه كلَّ المخاطر ويحارب ويحاول بأكثر من طريق فيستطيع أن يصل لهدفه متفاخرا بأنه ناله بجدارة.
هناك أنواع من الأهداف المادية والمعنوية، والمادية فقط، والمعنوية فقط، أما المعنوية فهي أهداف سامية من السهولة التوصل إليها من خلال الرجوع إلى الفطرة السليمة التي فطر الله عليها الإنسان، لكنها تحتاج إلى ترويض أكثر من غيرها، المادية فقط غالبا ما تستهلك طاقة الإنسان الإيجابية وهي إلى الفقد أسرع، أما الأهداف المشتركة بين المادي والمعنوي هذه يرى الفرد إنعكاسها في حياته بصورة إيجابية.
بعد الإشارة إلى أنواع الأهداف لنتطرق إلى هدف سامٍ يمكن الاعتداد به كهدف نموذجي يرفع قيمة الإنسان وهو منبثق من حديث النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم حين يقول مخاطبا أمير المؤمنين:
يا علي! لا تقاتلن أحدا حتى تدعوه، وأيم الله لأن يهدي الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت، ولك ولاؤه يا علي*.
لماذا؟ ما هي الآثار الناجمة من هداية شخص ما؟ وما هو تأثير هذا الفرد؟
هداية فرد واحد تقود إلى هداية مجموع بدليل النص القرآني: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) هذه الهداية التي تحيي الناس جميعا تستحق أن تتعدد المحاولات حولها والتفكير بطرق مختلفة وقادرة على هداية هذا الفرد.
الهداية ليستْ مقتصرة على جعل الانسان يصلي ويصوم ولا يعمل المحرمات، رقعة الهداية تتسع لتشمل أي تغيير في سلوك الأفراد، في الوضع الراهن وبما نمر به من حرب فكرية واستهداف لعقول الشباب واستخدام انفعالاتهم لمصالح شخصية منها وأخرى حزبية ولأهداف أخرى من خلال الجيل الرابع من الحروب ألا وهو عالم التواصل وغيرها من الطرق، نرى بعض المثقفين يتصدون لتوعية هؤلاء الشباب والتقليل من الظواهر السلبية التي تخدم الصفحات المدعومة.
وهناك من استثمر مواقع التواصل لنشر الأفكار الجديدة والايجابية وآخرين نزلوا بصورة مباشرة ليثبتوا وجودهم وليستطيعوا القضاء على بعض التصرفات الفردية والانفعالية التي تصدر منهم، وتتعدد المحاولات وصاحب الهدف الذي يريد الاصلاح ليحصل على وطن يثابر ويفكر بمجموعة من المحاولات ولا يترك الساحات لأن فيها ظواهر سلبية بل يخلق ويغير حتى لو كان التغيير يشمل فردا واحدا فثقافة رسالتنا تأمرنا بهداية واحد فقط كيف إن استطعنا تغيير مجموعة من الأفراد، من خلال اطلاق الحملات الفكرية والأفكار الصائبة كما استطاع د. علاء الركابي أن يعطي مهلة الناصرية بصورة مدروسة ثم بعد ذلك أطلق حملة قطع الطرق الجزئية وبصورة منظمة من غير حرق أو ضرر، واستطاعت المحافظات البقية أن تستخدم نفس الطرق، مما وقى الشعب العراقي من خسائر كادت أن تحدث لولا هذه الفكرة وغيرها.
ومن مدينة كربلاء أيضا استطاع مجموعة من المثقفين والناشطين أن يقللوا مما كان يحدث من مناوشات بين المتظاهرين الشباب وبين الشرطة من خلال وقوفهم هناك وتنظيم مباريات ودور النساء أيضا حين ذهبن إلى هناك واستطعن التأثير في عدد منهم عن طريق كلمات الاحتواء، هذه المواقف على نقيضها تتصدر ثقافة (اني شعلية) التي لا يهتم فيها الأفراد إلا لمصالحهم ومتى ما اضرت التظاهرات شيء بسيط من نعيمهم حاربوها وبدأوا بتسقيطها، أو تطرق لأحد رموزهم اتهموها بالعمالة وغيرها، وأختها القائمة على اشهار المواقف السلبية للمتظاهرين ومقارنتها مع حالات أخرى قد لا تمد صلة لها وبالتالي هذه المنشورات تقلل من عزيمة الذاهبين اليها، وأخرين قائمين على مشاركة كلَّ ما يتلقفونه من الصفحات الأخرى فتراه مرة مع هذا وأخرى مع ذاك.
مع هذا الوقت العصيب نحتاج إلى العمل لجمع الأفراد تحت راية الوطن لأن الحقوق التي يطالب بها المتظاهرون هي حقوق عامة لكافة أبناء الشعب وليس فقط لمن واظبوا في الساحات، لذلك لنعمل بثقافة لأن يهدي علنا نصل إلى ما يرنو إليه أباؤنا في رؤية عراقنا حر يحكم نفسه بنفسه.
اضافةتعليق
التعليقات