الباء تُنبأ أن بأرض طيبة أنين لا ينقطع يستنهض الضمائر مُنذ المعول الأول الذي أصابها عام 1344هـ حين هُدمت جنة تحمل بين ذراتها تاريخ مُهيب تطاولت الأيدي لتمزيق أوراقه ومحوه إلا أنه إمتداد سماوي لا يزيده ظلم الظالمين إلا شموخاً، تاريخ استعصى على الأعداء يهرول دوماً نحو الأجيال الجُدد يُخبرهم بلا خوف أو تردد أنه محل جسد السبط الأول للنبي الأعظم وجسد ابن السبط الثاني وحفيده الباقر وابنه العبقري الصادق، هي أرض لا تُرجفها حماقة الطغاة لا تخشى كما يخشى البشر من التصريح.
والقاف قصة ألم عاصرت القماقمة الأكرمين، والسادة المقربين، والخيرة المُهذبين، حيث تعاهدت الدُنيا وتحالف أولادها على إيذاءهم وحجب أنوارهم عن البشرية حسداً وبغضاً لعلو مقامهم عند الرب الجليل، فكما أُخترعت الحجج في سبيل إقناع العقول بأن التضييق عليهم في حياتهم هو في سبيل الإصلاح، عادوا لإقناع نفوسهم المريضة بأن هدم قبابهم سبيل للتحرر من عبادة القبور (حسب إدعاءهم الواهي).
بالياء يتجدد في قلوب المُحبين ألم في الثامن من شوال بل في كُل يوم، فأي حرمان أقسى من أن لا تُرى قباب متجاورة عليها رايات تُعانق السماء احداها تحمل حروف اسمه كريم الآل، وأُخرى بإسم سيد الساجدين وباقر علوم النبين وواحدة بإسم الصادق البار الأمين، هي أمنيات بل أنياب تُغرس في كُل لحظة لتتركَ جرح يشكو غياب الدواء، بئس العالم الذي يعتقد بأننا قد نسينا البقيع، لم ننساها ولكن الخذلان يحوطنا والتخاذل يأخذ منا مأخذاً بين الحين والآخر، ولكننا لم ولن ننسى.
وفي الختام عين عدل سماوي سيملأ الأرض هو الوعد الذي به أُرسل الأنبياء وتعاقب الأوصياء، وهذا العدل سيُعيد للبقيع مكانتها التي سُلبت حين تعلوا الشهقة العُظمى التي تُبيد الظالمين وتنصر المظلومين، ولكن!
سنُعاتب جميعنا لصمتنا المُريب إتجاه مظلومية أربعة أئمة مفترضين الطاعة، سنُسأل لم لم نجعل البقيع قضيتنا التي نُطالب بها كُل يوم، سنُحاسب لقصورنا وحينها لا تبرير ننطق به ولا حجة تُقبل منا فواقعنا التقصير.
نحن في يوم البقيع العالمي لا نُطالب بأمر مُحرم ولا بشيء خطير، نُطالب في أن نُخلد ونُقدس الطاهرين كما هم أهل للتخليد والتقديس، نُطالب بأن يُبنى عليهم مسجداً يُذكر فيه الله إذ أنهم أهل الذكر.
اضافةتعليق
التعليقات