تعرض خلال أيام عاشوراء تشابية واقعة الطف التمثيليات الإسلامية، وتعتبر من أفضل الأمور التي يمكن نشر الإسلام بسببها، ففي المثال (صورة واحدة خير من ألف كتاب) وهذا هو (التشبيه) الذي أفتى باستحبابه علماء الإسلام.
والتمثيل قد يكون تمثيلا تاريخيا كتمثيل غزوة بدر أو واقعة كربلاء، وقد يكون تمثيلا أخلاقيا، وقد يكون دينيا كتمثيل الحجاج والصائمين، وقد يكون تمثيلا اجتماعيا، أو صحيا، أو ثقافيا أو غيرها.
والحسينيات من أفضل مواضع التمثيليات، وقد كان (الشبيه) في السابق يعرض في المساجد والحسينيات، وإلى الحال الحاضر، يعرض (الشبيه) في مراقد الأئمة الطاهرين عليهم السلام، وفي مسجد الكوفة وما أشبه من المواضع المقدسة.
لكن اللازم مراعاة نزاهة العمل، ومطابقة الواقعة للأخبار. كما يلزم أن يدار التمثيل ـ من الفن ـ تحت إشراف فنانين، ليكون التمثيل أوقع في النفس، وأجلب للانتباه، وأكثر إثارة للمشاعر، وأقرب إلى الهدف.
ولو فرضنا أن التمثيل يعرض في كل شهرين مرة، ثلاثة ليالي، أو ثلاثة أيام، كان ذلك (18) خدمة إسلامية، ربما تكون فائدتها كبيرة جدا. كما أن تصوير التمثيل وعرضه على الجماهير ـ بواسطة العارضة ـ في الأوقات المناسبة، أيضا له أثر بالغ، ولنفرضها في السنة (6) مرات.
كما أن من الجدير، بث التمثليات المصورة، بيعا أو مجانا، لتتم الفائدة. وإذا فرضنا أن بيع من كل تمثيلية مصورة (20) نسخة في كل سنة كانت (120) خدمة إسلامية.
ثم إنه من الممكن أن تؤلف حول الشخصيات والمناسبات الإسلامية على شكل التمثيليات أو الأفلام، كتب ذات قيمة ووزن معنوي ويشترك في تأليفها ذوي الاختصاص، وتكون تلك الكتب بدورها مؤثرة في المجتمع أبلغ الأثر، وبذلك تضاف إلى الخدمات الإسلامية خدمة من نوع التأليف.
10 فوائد أخرى
يمكن الاستفادة من المساجد والحسينيات استفادات أخرى أمثال:
1 ـ إقامة مجالس التأبين كالفواتح للأموات.
2 ـ إنشاد الضالة ـ ولكن خارج المسجد.
3 ـ بيع الكتب والأشرطة وما أشبه من الأمور المرتبطة بالدين وأهله، ولكن خارج المسجد أيضا.
4 ـ الإطعام في الحسينيات، وفي الساحات المتصلة بالمساجد.
5 ـ تحصيل المال للمشاريع، سواء كان بصورة (نصب الصناديق) أو بصورة (الجمع) لدى الاجتماعات الضخمة، في مختلف المناسبات الدينية.
6 ـ تزويد وسائل الإعلام بالمقالات والصور.
7 ـ حث الناس إلى الأوامر الإسلامية، كجمعهم في المساجد والحسينيات لأجل الحج، أو الزيارة، أو بناء خيري يقوم الناس بأنفسهم بالبناء.
8 ـ جمع التبرعات العينية، كجمع الكتب لأجل المكتبات، والملابس والأدوية والأغذية ونحوها لأجل منكوبي الكوارث.
9 ـ الاستفادة منها لأجل إسكان الزائرين والحجاج، مدة مرورهم بالبلد إلى مقصدهم، ومدة بقائهم في البلاد المقدسة، كالمدينة، ومكة، وكربلاء، والنجف، وخراسان، والكاظمية، وسامراء، وغيرها.
10 ـ عقد المؤتمرات الدينية، بمختلف ألوانها فيها.
إلى غير ذلك ولنفرض أن الخدمات التي هي من هذا القبيل، في كل عام (640) خدمة.
وبذلك كله تكون في إمكان حسينية واحدة، أو مسجد واحد، أن يؤدي في السنة الواحدة زهاء سبعة آلاف خدمة ـ حسب جمع الأرقام التي ذكرناها ـ وهذا بنفسه عمل ضخم جدا، فكيف إذا ضرب في عدد الحسينيات والمساجد الموجودة في المنطقة، أو قطر، أو بلد كبير؟
ثم أنه لو أمكن توصيل المكبرة الصوتية من الحسينية أو المسجد إلى البيوت المجاورة لأجل الاستفادة في أوقات الإرشاد، ونحوه كان تتميما للخير. كما أن اللازم تكثير المجالس في المناسبات البيوت، في الدينية، وعقد العشرات طوال أيام السنة.
وهنا سؤالان: الأول: أنه يحتاج ما تقدم في هذا الكتاب إلى المال: المال لأجل المشرفين، والمال لأجل المرتبطين بالمشاريع، فمن أين هذا المال؟
والجواب: يمكن تحصيل المال بالطرق التالية:
أ: وارد الأوقاف التي تؤسس لأجل المسجد والحسينية.
ب: الأموال المستحصلة من الحكومات الصالحة.
ج: الأموال التي تجمع من نفس المشاريع ومن الجماهير على شكل تبرعات، ويمكن تشغيلها في الأعمال والمشاريع المربحة والمشروعة لتعطي ثمارها كل حين وعلى طول الخط.
والثاني: أن ما تقدم، بحاجة إلى تنظيم وإشراف دقيق، فمن أين ذلك؟
والجواب: أن الهيئة المشرفة على الحسينية أو المسجد هي التي تنظم وتنسق، فإن النظم هو الذي قام به الكون، وأمر به الشرع.
قال الإمام علي (عليه السلام): (ونظم أمركم) فإذا أردنا نحن أن نسير بدون نظم وتنسيق لفظنا الكون وأعطى الزمام إلى من نظم أمره، ومقتنا الشرع وحاسبنا على ما فرطناه في الطاقة الموهوبة لنا، فقد ورد في الحديث:
(في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، وفي الشبهات عتاب).
نسأل الله سبحانه أن يوفقنا لما فيه رضاه، ويأخذ بأيدينا إلى خدمة الدين، وإعزاز المؤمنين وما ذلك على الله بعزيز، وهو الموفق المستعان.
اضافةتعليق
التعليقات